الجمعة المقبلة.. الصحفيون ينتخبون نقيبهم الـ22

الصحفيون ينتخبون نقيبهم الـ22 فى الانتخابات 51
«رشوان» كلاكيت رابع مرة.. و«الشامى» مرشحا على النقيب والعضوية
«قلاش»: بعض الوجوه القديمة «مصلحجية» ويجب معاقبتهم
انهيار العمل النقابى ينقلب لكارثة.. و«نون النسوة» عزفن عن المشاركة
«فهمى»: أبناء المهنة يتعرضون لأزمات اقتصادية ومهنية
يشهد الأول من مارس المقبل إجراء انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين على مقعد النقيب و6 أعضاء بالمجلس، بنصاب قانونى 50%+1، وفى حال عدم اكتمال النصاب تؤجل الانتخابات أسبوعين لتنعقد يوم 15 مارس بنصاب 25%+1.
11 مرشحًا للنقيب و51 للعضوية
ويشهد كرسى النقيب منافسة شرسة من 11 مرشحًا هم أحمد الشامى "الجمهورية"، إسكندر أحمد "دار التحرير"، سيد الإسكندرانى "الجمهورية"، سعيد فرج "الأحرار"، وسمية العجوز "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، وضياء رشوان "الأهرام"، وطلعت هاشم "مصر الفتاة"، وعاصم رشوان "حر"، وعبدالنبى عبدالستار "الغد"، ورفعت رشاد "أخبار اليوم"، ومحمد المغربى "الشعب"، ويتنافس على المقاعد الستة للعضوية 51 مرشحًا.
تضمنت قائمة الأعضاء الستة المنتهية ولايتهم بمجلس النقابة "حاتم زكريا ومحمد شبانة وخالد ميرى ومحمود كامل وإبراهيم أبو كيلة وأبو السعود محمد"، يخوض منهم 4 الانتخابات المقبلة وهم حاتم زكريا وخالد ميرى ومحمد شبانة ومحمود كامل، ويعتبر أحمد الشامى هو المرشح الوحيد الذى ترشح على منصبى النقيب والعضوية.
وقد ترشح على منصب النقيب من قبل من بين المرشحين الحاليين كل من: ضياء رشوان ونجح فى الفوز بالمقعد فى عام 2013، بينما خسر مرتين، إضافة إلى سيد الإسكندرانى الذى ترشح 5 مرات وطلعت هاشم 3 مرات ومحمد المغربى ولم ينجح أى منهم، وتعتبر الانتخابات القادمة هى الانتخابات رقم 51 فى تاريخ النقابة، بينما النقيب القادم للصحفيين هو النقيب رقم 22.
الانتخابات تأتى فى ظل وضع اقتصادى وسياسى سيئ يعانى منه الصحفيون بشكل كبير، فضلًا عن الأزمات التى أصبحت تحيط بالمهنة من كل جانب الأمر الذى نتج عنه ترد على كافة المستويات، حيث طالب الصحفيون بضرورة وجود أشخاص بالمجلس قادرين على تقديم حلول واقعية لما تعانيه المهنة، وأن يتم إقصاء من يبحث عن مصلحة شخصية من ترشحه لهذا المنصب.
وجوه قديمة
يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق قال إن هذه الانتخابات شهدت وجود أقل عدد من المشاركة النسائية مقارنة بالانتخابات السابقة، الأمر الذى ينم عن العزوف أو عدم الرغبة فى المشاركة فى الانتخابات المقبلة، وذلك على الرغم من أن أكثر من ثلث عضوية الجمعية العمومية صحفيات، موضحًا أن تاريخ العمل النقابى مملوء بالكثير من السيدات اللاتى حققن نجاحًا باهرًا مثل أمينة السعيد، وأمينة شفيق وغيرهن من الأسماء اللامعة والكبيرة.
وعن ترشح وجوه قديمة، أضاف قلاش لـ "بلدنا اليوم" أن فكرة ترشح وجه قديم للنقابة من جديد ليست معيارا للحكم عليهم، لأن هناك أناسًا مثل أمينة شفيق التى ظلت فى العمل النقابى لـ 25 عامًا، وأيضًا إبراهيم حجازى قضى مدى كبيرة فى العمل النقابى، مبينًا أن المعيار هنا هو العطاء والإخلاص للعمل النقابى وهل هو متوفر فى الشخص المتقدم للانتخابات أم لا.
المنصب والمصلحة
وتابع نقيب الصحفيين السابق أن هناك وجوها قديمة تتمسك بالعمل النقابى من أجل تولى مناصب فقط، بل ويستخدمونها كجسر عبور لموقع أو منصب آخر، فهذه النوعية من المرشحين مرفوضة بشكل كامل، وبدأت هذه الظاهرة فى الانتشار بالعمل النقابى وأصبحت فى حاجة إلى وعى كبير من الصحفيين لمواجهتها بشكل كامل.
وأكمل: "هناك قديم يصلح للعمل النقابى، وهناك قديم يتمسك بالعمل النقابى لاستمرار صعوده وتواجده على الساحة رغم أن العمل النقابى قد لا يشغل باله بأى حال من الأحوال"، مشيرًا إلى أن الاختيار يجب أن يكون قائمًا على مبدأ "اللى تجربته قيمة، وليس اللى أعرفه أحسن من اللى معرفوش"، موضحًا أن تقييم الجمعية العمومية يكون صعبًا جدًا على من تولى منصب نقابى أكثر من الشخصية الحديثة فى العمل النقابى.
وواصل قلاش أنه يرفض فكرة أن يأتى شخص للعمل النقابى كى يحقق مصلحة شخصية كأن يصبح رئيس تحرير أو يتلقى تعليمات من خارج النقابة فهذا أمر مرفوض، مطالبًا بأن تكون معايير الاختيار نقابية وأن تساهم فى إحداث توازن فى مجلس النقابة ربما تفتقده معركة النقيب، خصوصًا وأن مجلس النقابة دائمًا ما يحتوى على ألوان من الطيف السياسى المختلفة.
ميزان النقابة
وأردف نقيب الصحفيين السابق أن النقابة فى حاجة إلى أن يتم تعديل ميزانها خلال الفترة المقبلة، وأن تتصدى للكثير من المشكلات التى أصبحت تواجه المهنة والصحفيين، لأنه بانهيار الكيان النقابى سيصبح الأمر كارثة.
وتابع أن المرشحين على العضوية فوق وتحت السن بهم العديد من العناصر الفاعلة ولديها خبرة نقابية كبيرة، لم يكتب لهم النجاح فى الفترة السابقة لكنهم سيكونون إضافة قوية للعمل النقابى، وهناك عناصر شابة لديهم حماس وتصور لما يمكن أن تقدمه للنقابة وتعلم طبيعة النقابة.
وواصل أن نقابة الصحفيين طوال الفترة الماضية لها دور كبير خصوصًا فى المواقف العربية والأحداث الوطنية، وغيرها من الأحداث، مؤكدًا أنه من لا يدرك طبيعة هذا الموقف خلال الفترة المقبلة فلا يستحق أن يتولى منصب فى مجلس إداراتها.
أزمة غير مسبوقة
فيما قال جمال فهمى، وكيل نقابة الصحفيين الأسبق، إن الترشح الكبير والمنافسة فى انتخابات مجلس نقابة الصحفيين علامة إيجابية، تدل على استمرار العملية الديمقراطية فى النقابة تلك الصفة التى تميزت بها عبر تاريخها الطويل والتى تتفرد بها وسط الكثير من النقابات المهنية التى تعرضت للكثير من الأزمات مثل فرض الحراسة وغيرها.
وأضاف فهمى لـ "بلدنا اليوم" أن الانتخابات فى هذا العام يحيطها مناخ يتميز بالأزمة والمأساة التى تعانى منها المهنة، والذى يكاد تكون غير مسبوقة من قبل، وتجلت مظاهره فى الأزمة الاقتصادية العنيفة التى يعانى منها الصحفيون والأزمة المهنية التى تتمثل فى الضغط على الحريات وعلى رأسها حرية الصحافة والتعبير.
المهنة تنهار
وأكمل وكيل نقابة الصحفيين الأسبق أن فكرة ترشح وجوه قديمة ليست أزمة لأننا فى نهاية المطاف ننتمى جميعًا إلى المهنة، لكن القضية البرنامج الانتخابى الذى سيقدمونه ومدى فهمهم للتحديات التى تواجه المهنة والعمل الصحفى وإخلاصهم لتنفيذ برنامجهم الذى يستعيد للنقابة قوتها للدفاع عن المهنة، خصوصًا وأن المهنة لا يمكن أن تنتعش إلا فى مناخ حر يسمح بأن يؤدى الصحفيون واجبهم بحرية، وأن يستعيد الجمهور الذى أحجم عن المنتج الصحفى لأسباب كثيرة أهمها أن الصحف المصرية أصبحت مطبوعة واحدة.
وأردف أن المهنة أصبحت فى حالة انهيار، والمجال الصحفى أصبح يضيق بشكل كبير، والصحفى هو من يكابد هذه المعاناة طوال الوقت سواء الجانب المعنوى أو الجانب المادى منها، فالصحفيون أصبحوا غير قادرين على ممارسة مهنتهم ولا مواجهة متطلبات الحياة الصعبة جدًا، فالمرشح الذى يمتلك حلا لهذه الأزمات من الأولى له أن يحصل على المنصب.
ظاهرة قبيحة
وواصل فهمى أن ظاهرة ترشح البعض لمجلس النقابة لتحقيق مصالح شخصية والحصول على وظائف، واحدة من أسوأ الظواهر التى عادت بقوة فى الفترة الأخيرة، وبمجرد حصولهم عليها لا يبدون أى اهتمام بواجباتهم النقابية، داعيًا الصحفيين بمعاقبة هذا النوع بمنع صوته عنهم.
وتابع أن عودة نقابة الصحفيين إلى دورها وتأثيرها أصبحت مهمة صعبة، خصوصًا فى ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكنها ليست مستحيلة تعتمد على من يترشح لمنصب النقيب أوعضوية المجلس وأن يكون لديه إرادة وتصميم وإخلاص لتحقيق هذا على الأرض.