بالعربة الألوان.. "بائع فطير" يشق طريقه من أجل لقمة العيش في بني سويف

في أحد الأحياء الراقية بمدينة بني سويف، نجد عربة صغيرة ملونة تحوي "شيكولاته، عسل أبيض وأسود، سكر وجبن أبيض"، يقف عليها "بائع فطير"، فكر خارج الصندوق، ليمتلك تلك العربة ويستثمرها كمشروع صغير، يدر عليه دخل، يساعده على المعيشة هو وأسرته الصغيرة.
محرر "بلدنا اليوم" التقي بـ "خالد سيد عبدالعزيز"، 38 سنة، حاصل على دبلوم مدارس "مبارك كول"، متزوج ولديه طفلان، "فارس" في الصف السادس الإبتدائي وسما 4 سنوات، جميعهم من مدينة بني سويف.
يقول "خالد سيد": كنت أعمل في أحد الأفران الأفرنجية صانع للفطائر، بأجر يومي، ونظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة، طرأت في ذهني فكرة شاهدتها في البرامج التليفزيونية، وهي مشروع عربات المأكولات السريعة، التي انتشرت في ميادين القاهرة والمحافظات، ومن هنا نمت الفكرة في وجداني، وذهبت إلى القاهرة، لشراء عربة صغيرة استخدمها كمشروع، يساعدني على أعباء المعيشة، لأصنع من خلالها الفطائر السريعة وأقدمها للجمهور.
وتابع "بائع الفطائر"، في حديثه لـ "بلدنا اليوم": كان حلمي مثل حلم أي شاب وهو الوظيفة، والتحقت بمدرسة "مبارك كول"، أملا في التوظيف، آنذاك ولكن لم يحالفني الحظ، هذا لم يوقفني عن العمل، تعلمت صناعة الفطائر واحترفتها، حتى امتلكت "العربة الألوان الصغيرة"، كما يلقبونها، كمشروع صغير أعيش منه أنا وأسرتي، دون أن أنتظر الوظيفة الحكومية أو أن أحد يتحكم في.
فطائر بالسكر والشيكولاتة والعسل الأبيض والأسود والجبنة، هذه أنواع الفطائر الذي يصنعها "خالد سيد"، صاحب عربة "فطائر سمسم"، بحي الأباصيري، ويعتبر هو أول من روج لها، من خلال عربات المأكولات السريعة في بني سويف، والتي يتراوح أسعارها من 3 إلى 5 جنيهات، حيث لقت قبول لدى متذوقيها، لأن هناك فطائر بالسكر فقط، وهي المتعارف عليها، فأدخل هذه المكونات على الفطائر، كنوع جديد حتى يتميز بصنعها، عن الآخرين.
ولفت "بائع الفطائر"، إلى أن أي مشروع كبير في مجال الأفران الأفرنجية، التي تصنع المعجنات بشتى أنواعها، قد يصل تكلفته من 300 إلى 400 ألف جنيه، لذلك اتجهت لفكرة العربة الصغيرة، لصعوبة توفير هذه المبالغ الكبيرة، كبداية طريق.
وأشار "خالد سيد" بائع الفطائر، إلى أنه توجه للجهات المعنية بأوراق ترخيص العربة، وحصل على جميع التراخيص اللازمة لمشروعه، حتى لا يعترضه أحد من المسئولين، حرصاً منه على استيفاء كافة الاشتراطات، كالشهادة الصحية وصولا للحماية المدنية وغيرها.
وفي نهاية حديثه وجه "خالد" صاحب عربة الفطائر ببني سويف، نصيحة لكل شاب ينتظر الوظيفة الحكومية ويعول عليها مستقبله، ألا يضيع وقته، ويبحث عن مشروع صغير يبدأ به حياته، وأن يكون لديه عزيمة وإرادة حتى يصل بمشروعه إلى ما يحلم به.