بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الحكاية فيها إن.. لماذا تهرب "جهاد" بطل الزاوية الحمراء من الإعلام؟

بلدنا اليوم
كتب : حسن سمير

في تمام الساعة الثالثة عصر أول أمس الجمعة، اندلعت النيران في محتويات شقة سكنية بالطابق الثالث بشارع الجمهورية التابعة لمنطقة الزاوية الحمراء، وسط صرخات من أحد السكان تنادي باستغاثات "ألحقونا احنا هنموت حد ينجدنا ياجماعة"، ظنًا منهم أن يستنجدوا بهم لإطفاء النيران.

وسرعان ماسمع أحد الجيران صوتهم واستغاثات والدهم المريض من شُرفة الشقة المحترقة، ليهرعوا بخطوات سريعة، وأنفاس متلاحقة، للسيطرة علي الحريق، ليصَعد شاب عشريني عبر ماسورة الـ"غاز" المؤدية إلى الطابق الثالث لنجاة طفلين من ويلات النيران التي حاصراتهم النيران الملتهبة.

شارع أرض الجنينة تحول إلى ضجيج من الأصوات العالية، فور محاولة من أحد الشباب إنقاذ الأطفال الثلاثة ووالدهم، حينما قرروا التسلق عبر مواسير الغاز، 3 طوابق، لإنقاذهم، حتى وصل إلى بلكونه الشقة، وأنزل الأطفال فوق ظهره، متشبثًا بدعوات باقي الأهالي ممن تجمعوا أسفل العقار وسط تحذيرات له من السقوط.

بعد نجاح أحد الشباب ويدعى جهاد يوسف ذكى من إنقاذ الأطفال الثلاثة ووالدهم من الموت المحقق، انتشرت لقطات مصورة وصور، علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من قبل الرواد الذين بادروا في تداولها فيديو مطالبين بتكريمه لشجاعته القوية.

"بلدنا اليوم" حاولت التواصل لـ "بطل الزاوية الحمراء"، لتكشف تفاصيل شجاعته ولكن رفض الحديث "دي حاجة لوجه الله أنا شايف أني مش عملت حاجة" هكذا كانت كلماته ردًا على وسائل الإعلام، ليروي "أيمن ز" ابن عمه أنه في لحظة نشوب الحريق داخل الشقة، قام على إثرها بتسلق مواسير الغاز وإنقاذ رجل مسن و3 أطفال، مشيرًا إلى أن جهاد كان متواجدًا بالشارع قبل صلاة المغرب.

وأوضح أن نجل عمه حاصل علي دبلوم تجارة، ويعمل بالمطار، وأن ما فعله بطولة حقيقية سطرها دون النظر إلى تكريم أو مكافأة مستطردًا: "كان كل همه إنقاذ الأطفال والراجل المسن".

ويستكمل الشيخ يوسف والد (جهاد): والله يا ابنى ما كنا نعرف إن فيه حد من أهل الشارع بيصور الفيديو، ولا نعرف إنه اتشير على الفيسبوك ولا حاجة لأن جهاد كان هدفه إنقاذ الأسرة بدون أي مقابل.

وأضاف: جهاد لم يحصل على أى مؤهل، لكنه حصل على شهادة محو الأمية، بالرغم من ذلك غرست فيه حب الخير للناس والرجولة والجدعنة وعمل الخير لكل الناس دون انتظار، وهو بطبعه خدوم، وأشار الشيخ يوسف إلى أن جهاد ابنه الوحيد وهو فخور بما قام به تجاه أسرة مصرية كانت مهددة بالموت.

وفي هدوء تام مندهشًا (والد جهاد): "ابني عنده 25 سنة نجار على باب الله بيكسب رزق يوم بيوم ما فيش شغل ثابت ولا عنده ورشة، وخاطب بنت عمه من 4 سنين، لكن ظروف الحياة والمعيشة وعدم وجود شقة آخرت إتمام الزيجة.. وبابتسامة بسيطة يقول الأب: حضرتك شايف البيت على قد الحال يدوب غرفة وصالة وحمام ومطبخ وربنا يستر البيت مايقعش بنا.

عندما توجهنا الى منزل الشيخ يوسف لم يكن جهاد الابن منقذ الأسرة متواجدًا، وبسؤالنا عنه أكد الأب أنه خرج منذ الصباح يبحث عن لقمة عيشه لكسب قوت يومه.

وتابع أحد الشباب المتواجدين برفقة الشاب: "كنا قاعدين في الورشة وفجأة سمعنا صوت استغاثات من الشقة اللي فوقينا فأسرعنا لإنقاذ السكان من الحريق"، مكملاً: "ماعرفناش نطلع من ع السلم لأن النار كانت واصلة لباب الشقة، فكنت أول واحد اطلع على مواسير الغاز وبعد مني جهاد اللي قاوم بروحه وقدر إنه يوصل للبلكونة، وأنقذ الأطفال والراجل العجوز".

ترجع الأحداث حينما تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا من الأهالى بنشوب حريق داخل شقة بأحد شوارع الزاوية الحمراء، وبالأنتقال والفحص تبين نشوب حريق داخل شقة سكنية، وتمكن الأهالي من إنقاذ 3 أطفال حاصرتهم النيران، فيما تمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد الحريق.

تم نسخ الرابط