بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

"جريمة تحت السن".. القصة الكاملة لطفلان قتلا صديقتهما بعد اغتصابها

بلدنا اليوم
كتب : محمود صلاح

في العاشرة من عمرها ملامحها دقيقة رقيقة كلوحة فنية مرسومة باحتراف، غلب على وجهها علامات البراءة والطفولة، تهرول يميًا ويسارًا في شوارع القرية الريفية التي تقطن بها، بعد عودتها من "الكُتاب" الذي ظلت ترتل فيه القرآن لعدة ساعات، كل أملها في الحياة هو الوصول إلى بيتها لاستكمال المرح واللعب مع أصدقائها مثل الكثير من الأطفال في البلدة.

"أميرة" البالغة من العمر، 10 سنوات، ترتدي فستانها الأبيض فاقع اللون، وفي يدها "المصحف الشريف" الذي تقرأ فيه آيات من جزء عم، وتسير بخطوات مسرعة إلى منزلها لتحكي لوالدها، عن الحكايات البرئية التي دارت بينها وبين الشيخ، الذي تتلقى على يده حفظ القرآن.

قرية أبو رواش في منطقة كرداسة بالجيزة، شهدت جريمة بشعة وفريدة من نوعها لم تشهدها من قبل، أثناء سير الفتاة، تفاجأت بـ"طفلين" من جيرانها يسرعان إليها، أحدهما يدعى "مروان" ويبلغ من العمر 13 سنة، والثاني "إسلام" صاحب الـ12 عامًا، حيث تحدثا معها، وطلبا منها أن تلعب معهما.

الطفلان استدرجا الضحية إلى "منزل مهجور"، وبدءا في ملامسة أجزاء من جسدها وهي لا تعرف ماذا يحدث لها، ثم تناوبوا على اغتصابها، انطلقت الصرخات من الطفلة، ولكن أحدهما كتم أنفاسها والآخر أمسك برقبة "زجاجة"، وذبحها، وتركا الجثة دون ملابس، وبجوارها "المصحف"، وفرا الجانيان هاربين.

بعدما خرجت روح الطفلة إلى بارئها، وتغيبت عن المنزل لمدة 8 ساعات، توجه والدها "أيمن"، إلى وحدة المباحث بكرداسة، وتقابل مع رئيس المباحث المقدم إسلام سمير، وحرر محضر باختفاء ابنته.

عقب ذلك، جرى إخطار اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ.

وجرى تشكيل فريق بحث وتحرٍ لكشف ملابسات الواقعة، واستجوب فريق البحث الذي يترأسه العميد عاصم أبو الخير رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، الأب مرة أخرى وقال في محضر الشرطة، إن ابنته "أميرة" توجهت إلى كتاب القرية، لحفظ القرآن الكريم، مثلما تفعل كل يوم، ولكنها لم تعد في المرة الأخيرة.

وتوجه إلى الكتاب وسأل الشيخ، وأكد له أن ابنته غادرت منذ فترة زمنية طويلة، ولم يتهم أحدا بالتسبب في اختفائها.

عقب الانتهاء من مناقشة والد الطفلة، بدأ فريق البحث الذى يضم ضباط من إدارة البحث الجنائي بالجيزة، ووحدة مباحث كرداسة، تحت قيادة العميد عاصم أبو الخير رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، والعقيد علاء فتحي مفتش مباحث شمال أكتوبر، والمقدم إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة، رحلة البحث عن الطفلة.

وتبين من خلال الفحص ورصد المشاهدات وتتبع خط سير الطفلة، من خلال فحص الكاميرات، ومناقشة الشهود، أن جثة الطفلة جرى العثور عليها في منزل مهجور بالمنطقة.

وبمراجعة خط السير مرة أخرى تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من الطفل "مروان" 13 سنة طالب ومقيم بذات المنطقة اعترف أنه بالاشتراك مع زميله "إسلام" 12 عامًا، بأنهما استدرجاها لغرفة مهجورة وتعدا عليها جنسيا، وقتلاها خوفا من الفضيحة بعدما تعدا عليها وضرباها بـ"رقبة زجاجة"، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وجرى استئذان النيابة العامة، وانطلقت مأمورية من المباحث، تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وألقوا القبض على المتهمين المشتبه فيهما بارتكاب الواقعة، وجرى اقتيادهما لقسم الشرطة.

وبمناقشة المتهم الرئيسي "مروان"، 13 سنة، قال في محضر الشرطة: "إحنا مكنش قصدنا نقتلها.. كنت بشوف أفلام إباحية.. وكنت عايز أجرب معها أنا وصاحبي إسلام.. قلنا ليها تعالي نلعب استغماية ولما روحنا البيت المهجور.. عملت معها زي الأفلام.. وبدأت تصرخ ضربنا برقبة ازازة كانت موجودة في البيت.. وجرينا.. بس ده كل اللي حصل".

ما جاء على لسان المتهم الأول، أقره المتهم الثاني، وعقب ذلك، جرى إخطار المستشار المحامي العام الأول لنيابات الجيزة.

ومثل الطفلان أمام نيابة الأحداث، التي قررت حبسهما لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت تشريح جثة الضحية، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

تم نسخ الرابط