بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

العجوزة ونفقة المتعة

بلدنا اليوم
كتب : أحمد إمام

لا شك أن الواقع أغرب من الخيال أحيانًا، لم يأتي على خاطر السيدة العجوز بأن زوجها الذي يكبرها بـ6 سنوات وفي عمر الـ 70 بأنه سيبيع العشرة الطويلة ويتزوج بأخرى.

توجهت زوجة إلى محكمة الأسرة بالزنانيري تطالب بنفقة متعة، متكئة على عصاها بتحركات قدم مثقلة، وتجر خلفها أيام تصرخ قدميها من قسوتها على مدار سنوات مضت، والتي لم تجني منها غير أسى، وثمرة حصاده جراح على وجه عجوز يملأه تجاعيد تبدو كحصيلة ضحكات ودمعات خجلت أن تتركها فأخذتها ملامحها لتزين وجهها.

توجهت يدها بخجل تمسح الدموع التي تتساقط من عينيها الجميلة التي تشبه لون البحر الأزرق الصافي، وبصوت محتشم يشوبه حسرة قالت: " اتجوزت وأنا عمري 20 عاما كنت فيها الزوجة والأم الحنون، ويتردد على مسامع أذني إن البنت ملهاش غير بيتها، واحنا معندناش حاجة اسمها انفصال، وتحملت سنين طويلة فيها عاملني زوجي بقسوة، وضربني ضربا مبرحا، ولم اشتكى يوما، أو أترك المنزل رغم معاملته لي كخادمة.

تابعت الزوجة: كافحت معه إلى أن وقف على قدميه وتيسر الحال، و كنت أوفر الأموال من المصروف، بالإضافة إلى مالي الخاص، وتحملت معه مشقة الحياة، وما إن بلغ عمري الـ 55 عاما فوجئت به يتزوج ثم يطلق ويكرر هذا الوضع كثيرا، ولم اشتكى إلى أن أتى بالأخيرة لكي تقيم معي بنفس المنزل ، أصبت على إثرها بمرض السكري.

وأنهت حديثها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة: "كثرت المشاكل بيني وبين زوجته، إلى أن رفض دفع مصروفات علاجي من مالي الذي كدحت في جمعه مثله تماما، وأصبح يعايرني بمرضي إلى أن ألقى علي يمين الطلاق، وطردني من المنزل، وكاتت كلماته تخترق جسدي النحيل كجمرات تتوقد بين أضلعي قائلا: "شوفيلك دار مسنين".

انهمرت بالبكاء الشديد كمطر الشتاء، وقالت: "لولا الأهل والأولاد والجيران ومساندتهم لي كنت مت دون أن يشعر بي أحد، وليتني أموت حيث لم أظن ولو للحظة واحدة أن زوجي ندل هيبيع العشرة بعد أن أصبحت عجوز، لذا لم يكن أمامي غير محكمة الأسرة بحثا عن نفقة متعة، بعد أن أخذني لحما، ورماني عظم".

تم نسخ الرابط