بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أكاديميات كرة القدم.. ما بين اكتشاف المواهب والربح المادى

بلدنا اليوم
كتب : خالد رزق

أيمن منصور: الترخيص يحافظ على الناشئين ويضمن عدم ابتزازهم

محمد بيومى: الأكاديميات بمصر وهمية وهدفها الربح المادى

جمال عبد الحميد: شروط التراخيص خطوة على الطريق الصحيح

محمد جمال: تقصير إعلامى فى تغطية فعالياتها

أحمد دويدار: العشوائية تسىء للعاملين بهذا القطاع

غانم سلطان: معظمها تجارية والقليل منها يرعى الناشئين

أحمد أبو مسلم: اتحاد الكرة لا يمكن أن يسيطر على الأكاديميات الوهمية والأندية يجب أن تكون البديل

المتحدث باسم الشباب والرياضة: ندرس ملف الأكاديميات لتقنين أوضاعها

جاء بيان نادى بيراميدز ليثير قضية الأكاديميات الوهمية من جديد، وذلك بعد اختفائها لفترة عن الساحة الرياضية، فقد أكد بيراميدز فى بيانه أنه لا يملك أكاديميات تحمل اسمه، وأن جميع هذه الأسماء هى مجرد أكاديميات وهمية وسيتم ملاحقتها بالطرق القانونية.

تحت عنوان اكتشاف المواهب وتحقيق الأحلام، تنتشر أكاديميات كرة القدم فى مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية، فتستغل تارة اسم ناد كبير، أو اسم لاعب شهير لتطلقه على الأكاديمية كوسيلة من وسائل الجذب إليها، ليكتشف فى النهاية أنها مجرد وهم كبير، بداية من النصب على الأهالى فى مبالغ كبيرة وعدم حصولها على الترخيص بالعمل، وعدم تحملها المسئولية فى حالة إصابات اللاعبين لديها فتتبرأ منهم، ليكون الهدف الأساسى من هذه الأكاديميات الوهمية هو مجرد الربح المادى ليس أكثر.

الأهلى والزمالك والإسماعيلى أكبر الأندية فى مصر يمتلكون أكاديميات تحمل اسم النادى فى عدد من محافظات الجمهورية، ولكن يبقى العائق أمام الأهالى لضم أبنائهم لهذه الأكاديميات الرسمية هو المبالغ المالية الكبيرة، التى تطلبها هذه الأكاديميات ليلتحق بها النشء.

وفى خطوة على الطريق الصحيح كان قد أقر مسئولو اتحاد الكرة برئاسة هانى أبو ريدة عددا من الشروط من أجل تراخيص أكاديميات كرة القدم على مستوى الجمهورية، لتكون الأكاديمية قانونية ومن أبرز هذه الشروط أن يكون القائمون على الأكاديميات حاصلين على الرخص التدريبية على الأقل "c" ولجان طبية لهذه الأكاديميات ونوعية ملاعب التدريب، إضافة لتحديد الرسوم المالية لإنشاء أكاديمية كرة قدم من واقع اللاعبين المنضمين للأكاديمية فى الموسم الواحد.

هذا وتم القبض على عدد من العاطلين فى الفترة الأخيرة بسبب النصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم والتخفى عن طريق إقناع الأهالى امتلاكهم أكاديمية كرة قدم، وزعم مقدرتهم على توفير فرص لأبنائهم بأندية رياضية كبرى مقابل مبلغ مادى كبير ليتضح فى النهاية أنه مجرد نصب ليس أكثر.

هذا وقام عدد كبير من اللاعبين بإنشاء أكاديميات فى محافظاتهم، وهنا يتحدث البعض على أنها ما هى إلا وسيلة للربح المادى، فى حين يراها البعض أنها خطوة جيدة من هؤلاء اللاعبين المشهورين لاكتشاف المواهب فى محافظاتهم، ولعل من أبرز الأسماء التى أنشأت أكاديميات الكابتن محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى الذى أنشأ أكاديمية فى عام 2000، وكذلك حازم إمام الذى أسس أكاديمية فى عام 2015 تحت اسم Foxes، نسبة للقب والده حمادة إمام؛ لرعاية الموهوبين، وكذلك أحمد دويدار ومحمد الننى ومحمد إبراهيم وباسم مرسى لاعب الزمالك.

"بلدنا اليوم" تلقى الضوء على هذه الظاهرة للتعرف عليها عن قرب مع استطلاع آراء الخبراء والمسئولين فى هذه القضية التى انتشرت بشكل كبير فى شتى محافظات الجمهورية.

أيمن منصور مدير مشروع الأكاديميات باتحاد الكرة أوضح أن اتحاد الكرة وضع تراخيص لإنشاء أى أكاديمية ويتم دفع مبالغ من أجل حصول الأكاديمية على الترخيص، وكل اللاعبين بالأكاديميات يصبحون مقيدين وتابعين لاتحاد الكرة.

وذكر أن الأكاديميات تساهم فى توسيع قاعدة المشاركة لكل النشء والمواهب الموجودة بمصر، والترخيص كان هو الوسيلة الأفضل، ويتم العمل على دورى الأكاديميات بإشراف اتحاد الكرة، وتسجل الأكاديمية اللاعبين حسب المراحل العمرية.

وأضاف أن شروط التراخيص الخاصة بالأكاديمية سهلة وليست صعبة كما يرى البعض، وكان اتحاد الكرة قد وضع هذه الشروط من أجل التسهيل على أصحاب الأكاديميات، موضحاَ أن المصاريف التى يدفعها الأهالى إلى الأكاديميات يكون بالاتفاق بينهم ولا دخل لاتحاد الكرة فى هذا الأمر، مبينا أنه يتم العمل الآن للحد من الأكاديميات الوهمية وللمحافظ على النشء واللاعبين الصغار من الابتزاز.

وأضاف أن الأكاديمية يجب أن توضح لاتحاد الكرة نوعية الملعب وهل هو إيجار أم ملك لصاحب الأكاديمية حتى لا يكون الأمر فى النهاية وهميا.

أكد محمد بيومى خبير اللوائح أن هذه الأكاديميات وهمية وغير حقيقية لاستغلال أولياء الأمور وإقناعهم بأن أبناءهم سيصبحون لاعبين مشهورين، وكل أب يرى ابنه سيكون مارادونا أو ميسى.

وأضاف أن التراخيص تساعد على الفساد فى الأكاديميات بشكل أكبر، حيث إن الترخيص يعطى الحق للأكاديميات فى تسجيل اللاعبين بالأكاديميات لدى اتحاد الكرة، وهذا يضمن لأصحاب الأكاديميات سهولة النصب على الأهالى فى دفع مبالغ كبيرة، وأى عقد يوقعه الناشئ الصغير مع أى أكاديمية لا يعتد به وهنا يضيع حق الأكاديمية إذا انتقل اللاعب لديها لناد كبير ولحفظ حقها لا بد من وجود اتحاد الكرة فى العقد لكى يكون اللاعب منتسبًا للأكاديمية وهى صاحبة الحق فى انتقال اللاعب.

وذكر أن الأكاديميات فى أغلبها تجارى وتهدف للربح بشكل أكبر، والأكاديميات الحقيقية التى تكتشف المواهب هى أكاديميات الأندية ويجب أن يكون كل ناد ملزمًا بإنشاء أكاديميات تابعة له، ويجب أن تكون مجانية، والأهلى والزمالك لهما أكاديميات ولكن التقديم لها ليس مجانيا.

وأوضح أنه فى أوروبا وآسيا من ضمن إجراءات الانضمام لدورى المحترفين للحصول على التراخيص وإلزام النوادى بإنشاء أكاديميات تابعة لها والأهم أنها تكون مجانية، فتحويل الأكاديمية لعملية تجارية حينها تفقد الأكاديمة الهدف منها، وأضاف أن شروط تراخيص الأكاديميات وضعها الاتحاد الأفريقى واتحاد الكرة المصرى يقوم بالمراقبة على هذه الشروط فقط.

وتابع أن الهدف من وضع شروط للتراخيص هو تطوير كرة القدم فى أى بلد، فالموهبة فى كرة القدم هى جوهرة، وموهبة كرة القدم صعبة لذلك كرة القدم هى المتعة الأولى ومعشوقة الجميع، موضحا فى السياق ذاته أن الأكاديميات فى السابق كان تسير بلا أى ضوابط.

جمال عبد الحميد لاعب الأهلى السابق أوضح أن الأكاديميات الآن لا بد أن ترخص طبقا لاتحاد الكرة وإلا سيتم ملاحقتها قانونيا، موضحا أنه عانى من الأكاديميات الوهمية وانتحالها لاسمه فى بعض المحافظات للنصب على الأهالى، موضحاَ أن العديد من الأكاديميات قدمت لاتحاد الكرة للحصول على الترخيص.

وذكر أن المبالغ المادية التى يدفعها الأهالى للأكاديميات تكون بالاتفاق مع الأكاديمية ولا دخل لاتحاد الكرة فى هذا الأمر، وأن اتحاد الكرة اشترط حصول المدربين بالأكاديميات على رخص تدريب.

وأوضح أنه لا بد من توجيه الشكر لأصحاب الأكاديميات لأنهم احتضنوا المواهب، حيث إن الكثير من المواهب لا تجد لها مكانًا لتمارس فيه كرة القدم، مشيرا أيضا فى الوقت ذاته إلى أن الأكاديمية تسعى أيضا للربح، خاصة وأن الأكاديميات لها عامل كبير فى إظهار المواهب للأندية والمنتخب الوطنى.

وتابع أن "نادى النجوم" كان فى البداية عبارة عن أكاديمية، وقدمت العديد من اللاعبين مثل رمضان صبحى ومحمد صلاح وغيرهما، وهما الآن نواة للمنتخب الوطنى.

وأكد محمد جمال رئيس أكاديمية جيل المستقبل أن الأكاديمية التى يترأسها لا تهتم بالجانب الرياضى فقط بل ولكنها مؤسسة متكاملة تهتم أيضا بالجانب التربوى والتدريبى، حيث تقوم الأكاديمية على تعليم النشء أساسيات كرة القدم وكذلك الاهتمام بالأخلاق والتربية.

وأشار إلى أن أغلب الأكاديميات تهدف إلى الربح ولكن هدف أكاديمية جيل المستقبل هو تخريج جيل حقيقى من اللاعبين ليكونوا نواة لمنتخب مصر فى المستقبل.

وشدد جمال على أن هناك اهتمامًا كبيرًا فى الأكاديمية بجميع المراكز والتخصصات، موضحا أن هناك من يسىء للأكاديميات باعتبارها مشروعًا استثمارياً ومنهم لاعبون سابقون أنشأوا أكاديميات، ولكن القليل منهم من يريد خدمة الرياضة المصرية، مبينا أن هناك تقصيرًا إعلاميًا فى تغطية أحداث الأكاديميات.

وأوضح أحمد دويدار لاعب الزمالك السابق والذى يملك أكاديمية تحمل اسم "القائد" أن العشوائية فى عمل الأكاديميات تسىء لكل من يعمل فى هذا القطاع، موضحا أن هدفه من إنشاء أكاديمية كان لمساعدة الموهوبين من أبناء قريته.

وأضاف دويدار أن العمل داخل الأكاديمية يتم بطريقة علمية بمساعدة جهاز طبى وفنى على أعلى مستوى وبأسعار زهيدة، مؤكدا أن هدفه هو اكتشاف المواهب وتغذية الأندية الشعبية بها وإتاحة الفرصة للاحتراف الخارجى.

وأكد غانم سلطان رئيس قطاعات كرة القدم بنادى الزمالك أن كل الأندية تسير وفق مسار معين فيما يخص الأكاديميات، فنادى الزمالك به قطاع مسئول عن الأكاديميات ومن يريد إنشاء أكاديمية تابعة لنادى الزمالك يتقدم للنادى ويسلك المسلك الشرعى ويتم تحويله للشئون القانونية، ويوافق الشخص على الشروط التى يضعها النادى لإنشاء الأكاديمية.

وأضاف أن النادى إذا وافق على إنشاء أكاديمية تحمل اسمه فإنه يقوم بمتابعة الأمور الفنية، والمدربين المتواجدين بالأكاديمية والتأكد من حصولهم على رخصة تدريبية، موضحا أنه فى حالة الإخلال فإنه يحق للنادى فسخ التعاقد الخاص بالأكاديمية سواء فى حالة الإضرار بسمعة النادى أو غيرها من الأمور السلبية التى قد تحدث فى أى من الأكاديميات الموجودة بمحافظات مصر.

وأكد سلطان أن أغلب الأكاديميات المنتشرة بكافة محافظات الجمهورية تهدف للربح المادى فى المقام الأول، ولكن القلة من الأكاديميات تهتم بالنواحى الفنية وباسم النادى التابعة له.

أحمد أبو مسلم لاعب الأهلى السابق أكد أن الأكاديميات المنتشرة الآن فى كافة المحافظات لا يوجد معها حل، وبعد نجومية اللاعب المحترف محمد صلاح كل أولياء الأمور يريدون أن يصبح أبناؤهم صورة من محمد صلاح وهى مشكلة مستمرة، والجميع الآن يقوم بإنشاء أكاديمية سواء كان مارس كرة القدم من قبل أو لا.

وأضاف أن أولياء الأمور يجب أن يقوموا باختيار الأكاديميات التى تسير بشكل صحيح وليس الأكاديميات الوهمية لإلحاق أبنائهم بها، واتحاد الكرة لا يمكن أن يسيطر على الأكاديميات، وأكاديميات الأندية يجب أن تكون بديلًا عن الأكاديميات الخاصة، ووادى دجلة هو الفريق الوحيد الذى يعتمد على الأكاديميات التى أنشأها فى ضم اللاعبين الموهوبين للفريق الأول.

وتابع أن كل أصحاب الأكاديميات يهدفون للربح المادى فى المقام الأول وليس للبحث عن الموهوبين، وأصحاب الأكاديميات لا يمكن السيطرة عليهم فى الوقت الحالى.

محمد فوزى المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة أكد أن ملف الأكاديميات قيد البحث والدراسة من قبل وزارة الشباب والرياضة بشكل كبير، ويتم رصد أى أكاديميات وهمية تتاجر بأحلام الشباب والأهالى وهذا مرفوض تماما، وسوف يتم القيام بدراسة شاملة للموضوع وحصر كل هذا من خلال المعايير التى وضعها قانون الرياضة لتوفيق أوضاع هذه الأكاديميات.

ومن جانبه قال النائب حسين عشماوى عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن الأكاديميات تنشأ بالتوأمة والموافقة مع الأندية ويكون هناك اتفاق مسبق مع الأندية حتى تستطيع أن تضع اسم النادى على الأكاديمية.

وأوضح "عشماوى" أن قانون الرياضة يوجد بها أربعة أبواب منها باب ينص على الاستثمار، وقمنا بفتح باب الاسثمار والصناعة فى مجال الصناعة بقانون الرياضة، وينص على عمل بروتوكولات مع الأندية لفتح الاستثمار، وهذا القانون يبيح لأى ناد أو مركز شباب أن يعمل استثمار، لافتا إلى أن الأندية تأخذ نسبة من الأكاديميات على حسب الاتفاق بين الطرفين فالأكاديمية تأخذ 60% ويقوم بجميع المصروفات، والنادى 40%، وفى حالة بيع لاعب الأكاديمية أو مركز الشباب يأخذ نسبة من النادى على اللاعب، مؤكدا أن القانون يحفظ حق اللاعب.

وأضاف عضو اللجنة، أن البروتوكولات التى تحدث بين الأكاديمية والنادى تقوم على حسب قانون الرياضة والشباب، ويكون هناك اتفاق مسبق بين الطرفين، وتوجد هيئة شبابية مختصة بهذا الأمر تدير هذه الأكاديميات وتكون حلقة الوصل بين الطرفين، ومدير الهيئة هو المسئول عن الأندية ويقوم الشخص الذى يريد أن ينشئ أكاديمية بتقديم طلب له وهو يرسله للنادى، ويكونوا متفقين على النسبة التى سوف يأخذها النادى من الأكاديمية والنسبة التى سوف تأخذها الأكاديمية فى حالة بيع اللاعب، واللجنة الأولمبية تقوم بمحاسبة الطرفين إذا حدث أى خلاف بينهما.

تم نسخ الرابط