بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ذكرى رحيله| الوجه الآخر لـ "الصاغ الأحمر" واتهامة بالعمالة لموسكو

بلدنا اليوم
كتب : سارة محمود

يرتدي بدلته المعارضة، ويمتاز بالوقار، مهذب في حضوره اللقاءات، داخل قاعات الاجتماعات بحزب التجمع، فيظهر وجهه الذي تبدلت ملامحه بالتجاعيد، لبلوغه الـ 95 عامًا من عمره، وتستقر نظارته المقعرة على أنفه، ويكسو رأسه الشيب، الذي يمنحه شهادة الكفء والتقدير، إذ توج من ضمن قائمة الضباط الأحرار، وعضوًا بمجلس النواب سابقًا، ومؤسسًا لحزب التجمع، إنه الزعيم خالد محي الدين، والذي تحل علينا اليوم الذكرى الأولى لرحيله.

"الصاغ الاحمر".. هذا ما لقب به "محي الدين" من قبل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بسبب توجهاته اليسارية، عندما كان أحد زعماء ضباط الأحرار، وكان وقتها برتبة صاغ، ثم أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة، وحصل "محيي الدين" على بكالوريوس التجارة عام 1951، ومن مواليد كفر شكر في محافظة القليوبية عام 1922، وكان عضو سابق في مجلس الشعب المصري، وهو مؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي حتى اعتزاله العمل.

وتولى "محيي الدين" رئاسة إدارة وتحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح ، وحصل على جائزة لينين للسلام عام 1970.

ونشر مؤخرا مذكراته في كتاب بعنوان "الآن أتكلم"، وهو عبارة عن مذكرات حول حدث تاريخي "ثورة يوليو"، وينقسم الكتاب إلى 25 فصلا منها البدايات، عبد الناصر والإخوان، والخلاف على الزعامة، وغيرها من الفصول والأحداث، إضافة إلى الكثير، والجدير بالمعرفة من أحداث متعلقة بتنظيم الضباط الأحرار، وليلة 23 يوليو، وجلسات مجلس قيادة الثورة، وكل ما هو ضروري لتنشيط الذاكرة عندما يحين وقت تدوين المذكرات، ومن مؤلفاته أيضا الدين والاشتراكية.

وجاءت مذكرات خالد محيى الدين بعد ٤٠ عامًا من قيام الثورة، بصياغة الأستاذ الدكتور رفعت السعيد وتضمنت قدرًا كبيرًا من الأسرار، مثل: لماذا عارض عبد الناصر التقيد ببرنامج التنظيم، حقيقة العلاقة مع أمريكا، علاقة عبدالناصر وخالد محيى الدين بالإخوان وبالشيوعيين، وصلة السادات بالسفارة البريطانية.

وفي السبعينات اتهمه الرئيس السادات بالعمالة لموسكو، وهي تهمة كانت توجه لعديد من اليساريين العرب، وفي السنوات التي سبقت اعتزاله السياسي رافضًا المشاركة في الانتخابات الرئاسية ليقينه بأن الانتخابات لن تكون نزيهة وأن مشاركته ستستخدم لتبرير شرعية الرئيس مبارك، ويرى البعض في تخليه طوعًا عن قيادة حزب التجمع مثالا للحكومة والمعارضة في أهمية التغيير وتداول السلطة.

أسس محيي الدين حزب التجمع الوحدوي الديمقراطي عام 76 واستمر به رئيسًا للحزب لمدة عام، كما كان عضوا في مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الإخوان، وبالرغم من ذلك إلا أنه لم يتوقف عن ممارسة العمل السياسي اليومي إلا بسبب المرض.

تم نسخ الرابط