"تركيا قاتلة".. كيف فضحت قضية مقتل الناشطات الثلاثة جرائم أردوغان؟

رغم تفاؤل بعض الأكراد حول ما أعلن عنه القضاء الفرنسي، عن تورط الاستخبارات التركية بقتل الناشطات الكرديات الثلاث في باريس أوائل العام 2013، إلا أن مقربين من حزب "العمال الكُردستاني" يرون أن "لا جدوى من اتهام باريس لأنقرة بالتورط في مقتلهن مع عدم اتخاذ إجراءاتٍ فعلية ضدها".
ويقول مقرّبون من حزب "العمال" في أوروبا إن "اتهامات باريس التي كانت قد أغلقت القضية بالكامل في السابق لأنقرة، تأتي نتيجة توتر العلاقات السياسية بين البلدين".
وتوترت العلاقات الدبلوماسية بالفعل إلى حدّ كبير بين أنقرة وباريس هذا العام، على خلفية اعتراف الأخيرة بمذابح الأرمن التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون شخص في العام 1915.
وكرست فرنسا يوم 24 أبريل من كل عام بشكلٍ رسمي، يوماً وطنياً لذكرى "الإبادة الأرمنية"، وهو وصف ترفضه أنقرة التي تتهم باريس باحتضانِ مقرّبين ومتعاطفين مع حزب "العمال" المحظور في تركيا والّذي يخوض تمرداً مسلحاً ضدها منذ العام 1983.
ويطعن المقرّبون من حزب "العمال" في صحة رواية السلطات الفرنسية حول "وفاة" عمر غوني، المتهم الوحيد بمقتل الناشطات الثلاث في سجنه، وهو مواطن تركي كان يحمل أفكاراً "قومية متطرّفة" ويعمل في مطار شارل ديغول الدولي بباريس، والّذي "توفي نتيجة مرض خطير في القلب"، بحسب ما أفاد مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي كل عام يحمل الأكراد لافتاتٍ كُتب عليها "تركيا قاتلة وفرنسا مشاركة" في احتجاجاتهم التي تأتي في ذكرى سنوية مقتل الناشطات الثلاث.
وفاة المتهم الوحيد
وأدى "وفاة" المتهم الوحيد في مقتل الناشطات الثلاث يوم 17 ديسمبر من العام 2016 إلى إلغاء المحاكمة التي كان من المقرر إجراؤها في الفترة ما بين 24 يناير و24 فبراير من العام 2017، الأمر الّذي أدى لاستياء ذوي الضحايا، حسبما أفادوا في بيانٍ صحافي، وعبّر ذووهن آنذاك عن سخطهم من " العدالة الفرنسية" التي تعجز في التحقيق بـ "جريمة سياسيّة" ارتكبت على أراضيها من قبل "مخابراتٍ أجنبية".
ومنذ اغتيال الناشطات الثلاث يتهم قادة حزب "العمال" الاستخبارات التركية بتنفيذ هذه "العملية الإرهابية" عبر المواطن التركي "المتطرّف" وبأوامر مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الّذي كان يشغل حينها منصب رئيس مجلس وزراء تركيا. لكن أردوغان ينفي ذلك ويرجح اغتيالهن في "تصفية حسابات داخلية" في صفوف حزب "العمال".
من هن الناشطات الثلاث؟
والناشطات الثلاث اللواتي تسببن باندلاع خلافاتٍ كبيرة بين باريس وأنقرة نتيجة اغتيالهن، هن ساكينة جانسز وهي من مؤسسي حزب "العمال" ووُلدت بمدينة ديرسم في العام 1958 وتعرفت إلى زعيم حزب "العمال" عبدالله أوجلان في أواخر العام 1970.
كما أنها قادت حركة احتجاجاتٍ واسعة اندلعت في سجن ديار بكر بتركيا في الثمانينيات من القرن الماضي.
وقادت بعد ذلك مجموعة من المقاتلات الكرديات في معقل الحزب بشمال العراق بعد إطلاق سراحها، لتصبح لاحقاً مسؤولة للحركة النسائية في الحزب بأوروبا لغاية اغتيالها.
بينما الثانية، فهي فيدان دوغان، ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني في باريس، وكانت تشغل منصب المتحدث باسم حزب "العمال" في فرنسا.
في حين أن الثالثة هي الناشطة ليلى شايلمز وكانت تعمل في مجال العلاقات الدبلوماسية كممثلة نسوية لحزب "العمال".