بعد سعيها اعتبار الإخوان "إرهابية".. هل انتهى شهر العسل بين أمريكا وتركيا؟

خمس سنوات مضت على تصنيف تلك الجماعات في الدول العربية والأوروبية بـ "الإرهابية"، وبالرغم من ذلك إلا أنه في الوقت الذى تؤكد فيه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دائم تعاونها مع مصر فى مكافحة الإرهاب، إلا أن سياسة واشنطن تجاه جماعة الإخوان ما زالت تثير جدلا واسعا خلال الفترة الحالية، خاصة أن واشنطن لا تعتبر التنظيم جماعة إرهابية، رغم اعتبارها جماعات تابعة لها منظمات إرهابية وعلى رأسها حسم ولواء الثورة.
وبالرغم من ذلك إلا أنه في الآونة الآخيرة تقوم الإدارة الأمريكية، بدراسة الاعتراف بجماعة الإخوان بـ "الإرهابية"، فضلًا عن حظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين بأمريكا، وهو ما وصفه خبراء بأن العلاقات بين أمريكا وقطر وتركيا لم تتأثر بمثل هذه القرارات، موضحين أن أمريكا تلعب على العلاقات الشخصية فقط.
وفي التقرير التالي نرصد أراء الخبراء بشأن قرار حظر جماعة الإخوان وهل سينجح ترامب في تطبيقه أم لا، وكيف ستتاثر العلاقات بهذا القرار؟.
سيشعل فتيل التوتر
البداية كانت مع النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والذي تحدث أن الدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية ستشهد الفترة المقبلة، حالة ارتباك واضح وصريح، وذلك بعد قرار الإدارة الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان بـ "الإرهابية".
وأوضح "الخولي"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه بعد إصدار الولايات المتحدة الأمريكية هذا القرار، ستشهد المنطقة بأكملها حالة الارتباك في اتخاذ الإجراءات من قبل هذه الدول لتنفيذها، لافتًا إلي أن قطر وتركيا من أبرز الدول الرافضين للقرار؛ بدافع أنهم لم ينتمون للدول الملتزمة لتنفيذ قرار أمريكا.
وأضاف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، ليست على ما يرام، وبتصنيف "ترامب" الإخوان بـ "الإرهابية" سيشعل فتيل التوترات بين الدولتين من جديد.
أما بالنسبة لتأثير العلاقات بين أمريكا وقطر، أكد البرلماني، أن قطر لم يكن لديها أي رد فعل بشأن هذا الأمر؛ خاصة وأنها من الدول الصغيرة، فضلًا عن تواجد أكبر قاعده عسكرية أمريكية في المنطقة بالدوحة.
تداعيات خطيرة
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، الخبير السياسي، إن الإدارة الأمريكية تفكر منذ حوال أسبوعين، في حظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا، وذلك من خلال إعادة تقييم وضع الجماعة في أمريكا للتعرف على مدى مخالفتهم قواعد الإقامة وهل تخالف أنشطتهم الأمن القومي لأمريكا، مشيرًا إلى أن فتح أمريكا ملف الإخوان رسالة بأن الإدارة الأمريكية تتكشف مواقعهم من صورة مختلفة .
وأضاف "فهمي" لـ "بلدنا اليوم"، أن ملف الإخوان يعاد تقييمه مرة أخرى من خلال الكونجرس الأمريكي وتحديدًا لجنة العلاقات الخاريجة بالكونجرس للكشف على ما تقوم به الجماعة من نشاط مخالف، ومخالفتها لقواعد وتشريعات الكونجرس موضحًا أن قرار ترامب سيتم دراسته الفترة الحالية ثم يحال إلى الكونجرس ومنه إلى مجلس الشويخ الأمريكي.
وأكد الخبير السياسي، أن قرار الحظر سيكون له تداعيات خطيرة على وضع الجماعة بكافة المستويات، في دول الاتحاد الأوربي خاصة في ألمانيا، وبريطانيا.
لن يؤثر على العلاقات
قال اللواء أحمد الفولي، الخبير الاستراتيجي، إن هناك عدة أساليب وطرق يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد بها مصر بمكافحة العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين الدول لم تتأثر بتنصيف الإدارة الأمريكية جماعة الإخوان بـ "الإرهابية"، وإنما سيكون لديها الكثير من المحاذير خاصة بين علاقة أمريكا الدول.
وأكد "الفولي"، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن علاقة امريكا بالدول الأوروبية والعربية ما هي إلا أنها علاقات مزدوجة تبني على المصالح الشخصية، خاصة وأن تركيا وقطر أكبر قواعد عسكرية أمريكية في العالم.
وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى أن تمويل تركيا وقطر لجماعة الإخوان الإرهابية لم يكن خطرًا على أمريكا، وإذا شعرت بغير ذلك سيكون هناك موقف آخر يعاكس تمامًا ما يحدث الآن، متابعًا "الخطوط العريضة بين الدول واحدة".
وأكد أن سبب تأخر أمريكا الاعتراف بالإخوان جماعة "إرهابية"؛ يرجع إلى التوازنات بين الدول، كما أن أمريكا لها الكثير من العلاقات ولذلك ستحتفظ بهم إلي حين آخر.