بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد تخفيض رسوم 22 سلعة.. تركيا تدخل بيت الطاعة الأمريكي لمعاقبة إيران

بلدنا اليوم
كتب : سهام يحيى

رغم انتقاد أنقرة العلني، لقرار الولايات المتحدة، بشأن إنهاء إعفاءات الاستيراد الأمريكية وتحذيرها من صعوبات في إيجاد بدائل، أغلقت أمس تركيا موانئها أمام النفط الإيراني، في امتثال كامل للعقوبات الأمريكية على موردها الرئيسي.

تركيا تخفض الرسوم الجمركية

ووفقا لوكالة أنباء "بترا " فإن تركيا أعلنت اليوم، تخفيض الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على 22 سلعة أمريكية إلى النصف، وهو ما بررته وزيرة التجارة التركية "روهصار بكجان" بأن القرار يأتى فى إطار المعاملة بالمثل عقب تخفيض واشنطن للرسوم الجمركية على واردات الصلب التركى من 50% إلى 25% فى 17 مايو الحالى.

وأشارت روهصار ـ إلى أن الرسوم الجمركية البالغة 521.2 مليون دولار المفروضة لى السلع الأمريكية ستنخفض إلى 260, 6 مليون دولار ، مؤكدا أن تركيا تسعى إلى إزالة العوائق أمام التجارة مع الولايات المتحدة والوصل إلى الحجم التجاري الذي حددته الحكومة ب 75 مليار دولار.

أردوغان ينتقد العقوبات

رغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق انتقد العقوبات الأمريكية، قائلا إنها تزعزع الاستقرار في المنطقة، وفي واشنطن الشهر الماضي، قال متحدث باسمه إن تركيا لا تريد أن تُحرم من حقها في شراء النفط والغاز من إيران.

فرض أمريكا عقوبات على النفط الإيراني

ومع سعى تركيا لكسب ود أمريكا، تقوم الأخيرة حاليًا، بفرض العقوبات بالكامل على قطاع النفط الإيراني، بعد إعفاء دام لستة أشهر منحته لتركيا وسبعة مستوردين كبار آخرين للخام الإيراني مع تصعيد واشنطن جهودها لعزل إيران وحرمانها من إيرادات النفط.

توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية

تشهد الساحة السياسية حاليا توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، خاصة بعد إرسال الجيش الأمريكى حاملة الطائرات "أبراهام لينكون أهم القواعد العسكرية المتنقلة لدى أمريكا، لبعث رسالة واضحة لإيران مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة.

ترامب يتوعد إيران

كما أطلق "ترامب " تهديدًا شرسًا على تويتر، الأحد الماضي ، توعد فيه بتدمير إيران في حال "أرادت الحرب"، محذرًا إياها من "تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى".

وتابع ترامب في تغريدة على حسابه الرسمي بـ "تويتر": إذا أرادت إيران أن تحارب فستكون النهاية الرسمية لها، لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا".

الحضور العسكري لأمريكا

الحضور العسكري لأمريكا في المنطقة دفع تركيا للامتثال الكامل لأمريكا لتفادي العقوبات الأمريكية حتى مع تعرض علاقاتها بحليفها في حلف شمال الأطلسي لضغوط على جبهات أخرى.

خضوع تركيا لأمريكا ظهر في عدة صور، منها قيام تركيا في أول مارس الماضي، بتقلص وارداتها الإيرانية.

انخفاض صادرات إيران من النفط

فذكرت وكالة رويترز أبريل الماضي، إن صادرات إيران من النفط الخام هبطت إلى 500 ألف برميل يوميا أو أقل هذا الشهر، مع اتجاه الجزء الأكبر منها إلى آسيا، بحسب بيانات الناقلات ومصادر في القطاع..

وقبل مايو 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، كانت تركيا تستورد 912 ألف طن في المتوسط من الخام الإيراني شهريا، بما يعادل 47 بالمئة من إجمالي وارداتها.

رد إيران على أمريكا

تهديد أمريكا للشأن الإيراني رد عليه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن بلاده لن تتفاوض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما لم تُظهر الولايات المتحدة "الاحترام" لطهران، وذلك بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المتنازع عليه.

وفي مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، حذر ظريف من أن الولايات المتحدة "تمارس لعبة بالغة الخطورة" في المنطقة في أعقاب قرارها بإرسال عتاد عسكري ثقيل إلى الخليج.

وقال ظريف :"لسنا مستعدين للتحدث إلى أشخاص خرقوا وعودهم"، مضيفًا أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وليس إيران.

وأشار إلى أن بلاده "تصرفت بحسن نية" عندما وافقت على الحد من قدراتها النووية مقابل رفع العقوبات في الاتفاق النووي الذي وقعته عام 2015 مع الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، وانسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي بصورة أحادية.

أعداء إيران

هذا التوتر جعل قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، يؤكد أن بلاده تخوض حربا استخباراتية كاملة مع الولايات المتحدة وأعداء إيران.

 وأضاف سلامي أن هذه الحرب مزيجٌ من الحرب النفسية والعمليات الإلكترونية والعسكرية والدبلوماسية والخوف والترهيب. وأوضح قائد الحرس الثوري أن أميركا أشبه ببرجي التجارة العالميين، تنهار بضربة واحدة مفاجئة"، مضيفا أن "الأميركيين يواجهون نطاقا واسعا من الأخطار التي لا يعرفونها".

تم نسخ الرابط