بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

هل تفلح محاولات الدنمارك لمنع وصول "حمى الخنازير الأفريقية" إلى أراضيها؟

بلدنا اليوم
كتب : بلدنا اليوم

يلقي آرني روستماير نظرة أخرى على الأشياء الموجودة في غابة كولوندر عند مضيق مدينة فلنسبورج الحدودية شمالي البلاد، ثم يسجل ملاحظة عن الأعلام الحمراء والصفراء الصغيرة التي تحدد مسارا سيقام عليه سياج.

وتقوم الدنمارك ببناء السياج في مسعى لتجنب وصول مرض "حمى الخنازير الأفريقية" القاتل إلى أراضيها.

ويعارض روستماير، العضو عن "الحزب المسيحي الديمقراطي" بمجلس مدينة فلنسبورج، وجود السياج، شأنه في ذلك شأن كثيرين في المنطقة.

ويهدف السياج الذي يبلغ ارتفاعه 5.1 متر، إلى منع الخنازير البرية، التي تعد ناقلا محتملا لحمى الخنازير الافريقية، من الهجرة إلى الدنمارك، حيث تعد تربية الخنازير في البلاد صناعة رئيسية. ويعد مشروع إقامة السياج، قضية ساخنة بين الخبراء.

ويشير معارضو السياج إلى أن فيروس "حمى الخنازير الافريقية"، الذي تم تسجيل حالات إصابة به في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق وبلجيكا، ينتشر بشكل رئيسي من خلال شحنات الماشية ورحلات الصيد والمواد الغذائية الحاملة له.

وخلصت "الإدارة الأوروبية لسلامة الأغذية" في دراسة إلى عدم وجود دليل علمي على إمكانية تجنب انتشار "حمى الخنازير الافريقية" بإقامة السياج.

وقال روستماير إنه يتفهم مخاوف الدنمارك بشأن صناعة لحوم الخنازير لديها، ولكنه لا يعتقد أن السياج هو أنسب طريقة لتفادي عدوى "حمى الخنازير الافريقية"، محذرا من أنه من الممكن أن يكون للسياج المرئي تداعيات أخرى.

وأضاف: "اعتقد أن الرؤية لها بعض التأثير على الناس"، فعندما تقول دولة ما إنها تقيم حدودا واضحة، فإن هذا لا يتماشى مع رؤية "أوروبا خالية من الحدود"

وأوضح: "في الواقع، يجب أن نعمل معا حتى لا تنتشر /حمى الخنازير الافريقية/ ، أو على الأقل يتم مكافحتها بالقدر الكافي."

ويشار إلى أن طول الحدود الألمانية-الدنماركية يبلغ نحو 70 كيلومترا، وتم حتى الآن بناء نحو 10 كيلومترات من السياج، وهي ليست مجمعة ولكنها في مواقع مختلفة.

ويقول "بنت راسموسن"، المشرف بهيئة حماية الطبيعة الدنماركية، والمنوط بمراقبة أعمال البناء، إن العمل يسير كما هو مقرر، وإنه سيكتمل بحلول تشرين ثان/نوفمبر المقبل. ويجرى العمل على مسافة حوالي 10 كيلومترات من غابة كولوندر، عند مضيق مدينة فلنسبورج الحدودية، وسط احتجاجات حظيت بتغطية إعلامية، حيث كان قد تم بناء الجزء الأول من السياج في كانون ثان/يناير الماضي.

وبعد خمسة أشهر من بدء العمل في إقامة السياج، ليس هناك كثير من الناس في الموقع، ولكن المتظاهرين لم ينسوا، بل هو العكس من ذلك. وقد تم تزيين القسم الأول بأزهار من الكروشيه وأكاليل الزهور، كما تم تعليق قصاصات ورق على السياج، تحمل رسائل مثل "الرجل هو الخطر الأكبر". وتلك هي أعمال النشطاء على جانبي الحدود.

وعبر بو هاكانسون، من "الجمعية الدنماركية لحماية الطبيعة"، عن معارضته بتقديم التماس للاتحاد الأوروبي ضد السياج. ويجادل هاكانسون أمام لجنة الالتماس التابعة للاتحاد الأوروبي، قائلا إن السياج لا يتناسب مع الخطر ولا يمكنه أيضا منع انتشار "حمى الخنازير الافريقية" في الدنمارك. وإلى جانب ذلك، تتعارض إقامة السياج مع هدف الاتحاد الأوروبي لتقليص المشاهد الطبيعية في أوروبا.

من ناحية أخرى، قالت سيسيليا ويكستروم، عضو اللجنة المعنية بالنظر في الالتماس، بعد جلسة الاستماع، إن الامر في أوروبا لا يتعلق بإقامة جدران أو أسوار، وإنما ببناء الجسور، مضيفة: "نكتب إلى السلطات الدنماركية نطالبها بوقف فوري للعمل في السياج".

وثمة فكرة أخرى تُحفز الساسة المحليين في فلنسبورج، غير المثاليات الأوروبية أو رمزية السور، حيث يأملون في كسب بعض التأثير على المكان الذي يتم فيه إقامة السور في غابة كولوندر، فهناك حوالي 600 متر من السياج داخل الغابة وإلى جانبها، مع امتداد ما يتراوح بين 30 و50 مترا داخل مياه المضيق.

ومن أجل تحسين الامر، يمكن أن تشير فلنسبورج إلى الاتفاقية التي باعت بموجبها المدينة الغابة إلى الدنمارك في عام 2006. وتضع الاتفاقية شرطا بعدم إقامة أي بناء في غابة كولوندر بدون موافقة فلنسبورج.

من ناحية أخرى، دعا مجلس مدينة فلنسبورج مؤخرا، وبأغلبية قوية، زيمونه لانج، عمدة المدينة الذي ينتمي للحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، إلى التمسك بالشرط من أجل التفاوض على اتفاق الدنمارك بشأن إقامة السياج حول الغابة.

تم نسخ الرابط