من "التجارة" لـ "الصحة".. أفريقيا في عهد السيسي

يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك منذ اللحظة الأولى، لتوليه منصب رئاسة الجمهورية، على دعم وتعزيز أطر التعاون مع القارة الإفريقية، فبعد ستة أشه شهر فقط منذ توليه المنصب، التقى بـ 12 رئيس دولة إفريقية وتواصلت الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية وشعبية بين القاهرة مع العواصم الإفريقية، وهو ما لم يحدث منذ 20 عاما.
كما توالت المشروعات المشتركة بين الجانبين، واتجهت مصر بكل قوتها إلى دول القارة السمراء.
وخلال مشاركة السيسي في القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية يومي 26 و27 يونيو من العام نفسه، عقد لقاءات قمة مع زعماء أفارقة، هم رؤساء موريتانيا والسنغال وتنزانيا وأوغندا ومالي وغينيا الاستوائية وجنوب إفريقيا ورئيس وزراء إثيوبيا، وفي طريق عودته زار الخرطوم، وعقد لقاء قمة مع الرئيس السوداني عمر البشير،وفي 9 سبتمبر التقى رئيس دولة إريتريا، أسياسي أفورقي بالقاهرة. كما اجتمع في العاصمة المصرية مؤخرا رؤساء غينيا وتشاد.
ولا تزال إفريقيا، تشكل اهتماماً خاصاً لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى يومنا هذا، خصوصا بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، منذ بداية العام الجاري.
ولعل أخر الملفات التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكثيف التعاون فيها مع دول القارة السمراء، هو ملف الصحة، خلال اجتماعه اليوم مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، لدعم أرض الذهب في ملف القطاع الصحي.
ونستعرض فيما يلي أبرز المجالات، التي تعكس التعاون المصري بالقارة السمراء:
الملف الصحي
يعد الملف الصحي، من أهم الملفات التي تعد صلب اهتمام الرئيس بإفريقيا، وذلك بعد الإعجاز المصري في مكافحة فيروس سي، حيث ناقش اجتماع الرئيس بوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، الموقف الخاص بعدد من ملفات التعاون في القطاع الصحي مع القارة الأفريقي في النقاط التالية:
1- دعم الدول الأفريقية بإمدادات وشحنات من الأدوية المصرية، كالسودان وجيبوتي وفي إطار تطورات تنفيذ مبادرة السيد الرئيس لعلاج مليون مواطن أفريقي من فيروس "سي".
2- واستعرضت وزيرة الصحة نتائج الزيارات التنسيقية التي تمت مؤخراً في هذا الصدد لكلٍ من السودان وتشاد والصومال وإثيوبيا وإريتريا، بالإضافة إلى التنويه إلى الزيارات المقررة في ذات الإطار إلى كلٍ من أوغندا وكينيا وتنزانيا، وذلك لتقييم الوضع وتحديد احتياجات تلك الدول في هذا المجال سواء من ناحية المسح أو توفير العلاج أو تدريب الكوادر الطبية المحلية. أما فيما يتصل بمبادرة الرئيس لمكافحة الالتهاب الكبدي الفيروسي "بي" في أفريقيا؛ عرضت السيدة وزيرة الصحة الجهود المصرية التنسيقية لمساعدة الدول الأفريقية في الحصول على العقاقير اللازمة، فضلاً عن تغطية القارة ببرامج تطعيم ثابتة ومنتظمة لفيروس "بي".
3- دعم الدول الأفريقية بإمدادات وشحنات من الأدوية المصرية، كالسودان وجيبوتي وإريتريا، إلى جانب خطط الوزارة لاستقدام فرق طبية من بعض الدول الأفريقية خلال الفترة المقبلة للمشاركة في برنامج تدريبي في عدد من المجالات الصحية، كالتحاليل الطبية وأمراض الكبد والكلى والرمد.
الاستثمار في إفريقيا
وينعكس ذلك في اتفاقية التجارة الحرة بالقارة السمراء، والتي أكد خلالها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إلى تسارع الشركات المصرية للاستثمار فى الأسواق الإفريقية، حتى تجاوز حجم الاستثمارات المصرية فى دول القارة 8 مليارات دولار، مما أسهم فى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خاصة فى قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما وصل حجم تجارة مصر مع أشقائها الأفارقة إلى 5 مليارات دولار تقريباً، مؤكداً أن مصر تستهدف مضاعفتها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لمضاعفة التجارة البينية الإفريقية، على ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى أن المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية خطوة مهمة فى مسيرة دعم جهود التكامل الاقتصادى الإفريقي، خاصة فى ضوء الإنجاز المحقق فى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، لتساعد دول القارة على تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة بعد إزالة العوائق الجمركية أمام حركة التجارة البينية، وتسهيل حركة عناصر الإنتاج، فضلاً عن زيادة معدلات النمو الصناعى وتحقيق التنمية التكنولوجية، مما يساعد على تعزيز تنافسية المنتَج الإفريقى على الصعيدين الإقليمى والدولي.
كأس الأمم الإفريقية
ويعد المجال الرياضي، أحد أهم المجالات التي تربط مصر بقارتها السمراء، خصوصا لما لذلك المجال من السحر الفعال، في الربط بين دول القارة، ليس فقط على مستوى الرؤساء، بل على مستوى الشعوب أيضاً، ويصب ذلك في الحديث عن أهم بطولة على مستوى القارة، وهي بطولة كأس الأمم الإفريقية، والتي تسعى الدولة المصرية لتنظيمها في الحادي والعشرين من شهر يونيو القادم، بعد أن فازت مصر بقرعة التنظيم في شهر ديسمبر من العام الماضي.
وأشار الدكتور أشرف صبحى، وزير الرياضة إلى أن وزارة الشباب والرياضة أولت اهتماما كبيرا بالملف الإفريقى وتوجت هذه المجهودات باستضافة مصر لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2019 في يونيو المقبل.
وقال الدكتور إن مصر تقدمت بملف البطولة الإفريقة بعد تجهيزه في عدة أيام قلائل إثر قيام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بسحب البطولة من الكاميرون لعدم جاهزيتها ، مشددا على أن الحصول على شرف تنظيم البطولة بعد حصد 16 صوتا من إجمالي 18 صوتا من أعضاء المكتب التنفيذي للكاف يعد إنجازا كبيرا لمصر في ظل زعامتها للقارة السمراء.
مصر ودول حوض النيل
و تشارك مصر مع شركائها من دول القارة في تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية المشتركة في أحواض الأنهار أو البحيرات عن طريق مجلس وزراء المياه الأفارقة، حيث بدأ التعاون الثنائي مع دول حوض النيل بإنشاء الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل مع السودان عام 1960.
وتقوم مصر بمشروع لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى في أوغندا منذ 1999، غير أن مشروع القضاء على الحشائش في أوغندا ساهم فى التأثير الإيجابى المباشر على مواطني القرى والمدن وتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال تطهير مخارج البحيرات من الحشائش المائية .
كما عملت وزارة الري على تنمية حركة الملاحة والثروة السمكية باوغندا، و تطوير شواطئ القرى والمدن الكبرى مما أدى إلى ازدهار حركة النقل والبضائع وصيد الأسماك، حيث يمثل الصيد المهنة الاساسية للشعب الأوغندي، وإنشاء سدود حصاد مياه الأمطار لتوفير مياه الشرب النقية للمناطق النائية البعيدة عن المصادر المائية فى أوغندا.
وتتواصل في ذلك الإطار العديد من المشروعات التي لا تحصى بين مصر ودول حوض النيل، حيث يجرى حاليا التحضير لعدد من مشروعات الدعم الفنى في كافة المجالات المتعلقة بالموارد المائية والرى مع العديد من دول القارة الافريقية الممتدة من شرق افريقيا الى غربها و الى جنوب القارة للمساهمة في نقل الخبرات المصرية في كافة مجالات المياه و لتحقيق التنمية المستدامة لشعوب القارة جميعاً.
وقامت مصر بتحمل تكلفة دراسات ما قبل الجدوى لمشروع الربط الملاحم بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ، كما يهدف مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، الى ربط الدول الحبيسة بالبحار والموانى العالمية، ودعم حركة التجارة والسياحة بين الدول الإفريقية.
وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على متابعة الاستعدادات البطولة كأس الأمم، حيث اطلع الرئيس على منظومة استخراج بطاقات المشجعين وحجز التذاكر،
كما شهد السيسي، إطلاق التميمة الرسمية لبطولة الأمم الإفريقية، بعد أن قدمت اللجنة المنظمة له نموذجا للتميمة فى ختام العرض، كما حرص على التقاط الصور التذكارية مع مجموعة الشباب القائمين على منظومة استخراج بطاقات المشجعين.
و ألقي الرئيس السيسي، أمس كلمة بمناسبة الذكري الـ56 ليوم إفريقيا، وقال السيسي، إننا نجني ثمار جهد الآباء المؤسسين للاتحاد الأفريقي، وأن القارة الأفريقية تخطو نحو التنمية المستدامة من خلال تنفيذ خطتنا الطموحة وفق أجندة 2036.
وأكد السيسي في ختام كلمته، أن قارتنا لمنفتحة على التعاون مع الشركاء الدوليين كافة، من حكومات ومنظمات دولية وشركات القطاع الخاص ومؤسسات التمويل العالمية، في بناء أفريقيا المستقبل.. وذلك في إطار تعاوني وشراكات مستدامة تضمن تحقيق المصالح المتبادلة بشكل عادل، وتسهم في تعزيز استقرار وازدهار عالمنا وإثراء التجربة الإنسانية.
وختاماً.. كل عام وأفريقيا أكثر تضامناً وأعمق تعاوناً وأشمل تكاملاً.. كل عام وشعوب أفريقيا في جميع أنحاء العالم في ترابط وتقدم واستقرار.