من "الفرن البلدي" لـ "الغاز".. هكذا تغيرت صناعة المخبوزات في الوادي الجديد

يحتل رغيف الخبز الشمسى مكانة خاصة بقلوب العديد والعديد من الأسر المصرية فإلى جانب تميزه بطعم مختلف إلا أنه يعد صحيًا لدرجة كبيرة، نظرًا لتخمره بأشعة الشمس القاتلة للميكروبات، واستخدام طريقة صحية آمنة عند صناعته.
وبالرغم من مظاهر الحياة الحديثة التي نعيشها، يبقى العيش الشمسي محتفظًا بمكانته، فمنذ سنوات قليلة ماضية كان الفرن البلدى "الطابونة" إحدى الأساسيات الموجودة بكل منزل والذى يعد خصيصا لصناعة الخبز البلدى.
إلا أنه ومع الوقت تراجعت وبشدة لصالح الأفران الآلية، ولم نعد نراها إلا في عدد قليل من المنازل، وكذا بعدد من الأماكن السياحية كتراث شعبى "واحاتى" أصيل، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك قطاعًا مهمًا من الأهالى لا يزال يفضلها عن الجديدة.
وفي محافظة الوادى الجديد ومع مرور الزمن اختفى مشهد سيدات الشارع اللاتي يجلسن حول الفرن البلدي "المصنوع من الطين"، وخاصة مع المناسبات السعيدة كالأعياد والأفراح حيث بدأ هذا المشهد في التلاشي في السنوات الأخيرة حيث أصبح الجميع يستخدم الفرن الحديث.
وتقول أم عبد الله وائل ربة منزل لـ "بلدنا اليوم"، "ليت الزمان يعود يومًا أين هى تلك الأيام التي كنا نجتمع فيها نحن سيدات الحى الواحد، وخاصة في الأعياد والمناسبات لصناعة الخبز ومخبوزات العيد فى الفرن البلدى أو الطابونة فمصنوعاتها لها مذاق خاص بالإضافة إلى أنها واسعة من الداخل من الممكن أن تتحمل أكثر من ٢٠ رغيف مرة واحدة ولكن بعد انتشار الغاز اتجهت السيدات إلى الأفران الغاز، لافتة إلى لجوء البعض أيضاً إلى ترك الفرن الغاز مؤخرًا والاتجاه لشراء العيش البلدى والمخبوزات من الأفران وخاصة مع انتشارها بالمحافظة".
وأضافت صباح محمد أبو الحسن "موظفة"، أن استخدام الأفران البلدي انخفض بشكل كبير جدًا خاصة في القرى مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كان الفرن البلدي أحد الركائز الأساسية بالمنزل وذلك مع التطور التكنولوجى وظهور الفرن الغاز، وخاصة أن الفرن البلدى يعتمد على مخلفات النخيل والحطب لإشعاله.
فيما أشار حسن على محمود موظف بالمعاش، إلى أن أسباب عزوف السيدات عن الفرن البلدي هى ان أفران الغاز تساعد على الانتهاء من صناعة الخبز بصورة سريعة عكس الفرن البلدي الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد بالإضافة إلى البنايات الحديثة للمنازل التى لاتتطلب وجود الفرن البلدى.
وقالت منى أحمد عبد الله ربة منزل،: "نشأنا منذ الصغر على وجود الفرن البلدى بالمنزل وكنا نعد به المخبوزات وأشهى المأكولات وصناعة الفول المدمس مع نهاية يوم شاق من أعمال صناعة الخبز من تجميع المخلفات ورصها بالفرن "تسخين الفرن"، وتجهيز المخبوزات حتى نهاية اليوم، إلا إن هناك ثقافات جديدة لم نكن نعهدها من قبل انتشرت بيننا وغيّرت من عاداتنا مما لا يسمح بوجود فرن بلدي في كل بيت كما كان الأمر سابقاً واستبداله بفرن الغاز ولكن ذلك لن يقل من القيمة الذهبية للعيش الشمسى من الفرن البلدي.
وعلى الرغم من أن فرن الغاز أصبح هو الركيزة الأساسية لصناعة المخبوزات بالمحافظة نظرًا لسهولته وسرعته، إلا أن هناك من يفضل الفرن البلدي، حيث أكدت الكثير من ربات البيوت أنه رغم سهولة استخدام أفران الغاز، فإن الخبز في الفرن البلدي يفوقه بمراحل من حيث التذوق والشكل والطريقة الصحية الآمنة.