بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

كان 2019| جنوب أفريقيا تبحث عن استعادة بريقها تحت شعار "أكون أو لا أكون"

بلدنا اليوم
كتب : أحمد عصام

بعد البداية القوية لمنتخب جنوب أفريقيا في بطولات كأس الأمم الإفريقية عقب عشرات السنين من العزلة، تراجع منحنى نتائج منتخب "الأولاد" أو "بافانا بافانا"، كما يطلق على الفريق منذ مطلع القرن الحالي.

ويكفي أنه خرج من الدور الأول للبطولة في 2004 و2006 و2008 و2015 وفشل في بلوغ نسخ 2010 و2012 و2017.

وعلى الرغم من حداثة مشاركة جنوب أفريقيا في بطولات كأس الأمم الإفريقية والتي ظهرت فيها للمرة الأولى عام 1996، نجح الفريق في ترك بصمة رائعة له في تاريخ البطولة كما دون اسمه في سجل الأبطال.

وظل منتخب جنوب أفريقيا بعيدا تماما عن المشاركة في البطولات الأفريقية أو التصفيات المؤهلة لكأس العالم رغم الدور الذي لعبته في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف".

وكان ابتعاد الفريق عن المشاركة في هذه البطولات، بسبب العزلة المفروضة على بلاده نتيجة سياسة الفصل العنصري التي انتهجتها الحكومة لعشرات السنين.

ولكن مع التخلص من ذلك في بداية التسعينيات من القرن الماضي بدأت جنوب أفريقيا مشاركاتها في المنافسات الكروية بالقارة السمراء.

وتعويضا لها عن سنوات العزلة منحها الكاف تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1996، ولم يهدر منتخب "البافانا بافانا"، هذه الفرصة وأحرز اللقب بعد التغلب على المنتخب التونسي في المباراة النهائية ليحقق إنجازا كبيرا في أول مشاركة له.

وواصل الفريق تألقه في البطولتين التاليتين ليصل إلى النهائي في بطولة 1998 ببوركينا فاسو، لكنه خسر أمام نظيره المصري ليفوز بالمركز الثاني، ثم أحرز المركز الثالث في بطولة 2000 بغانا ونيجيريا، حيث تصدر مجموعته في الدور الأول ببراعة وأطاح بالمنتخب الغاني صاحب الأرض من الدور الثاني.

ولكن مستوى الفريق تراجع بشدة في العقدين الأول والثاني من القرن الحالي وفشل في الوصول للمربع الذهبي في 6 نسخ خاضها حتى الآن، كما خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2010 التي استضافتها بلاده.

ولم يكن حصول بلاده على حق استضافة نسخة 2013 من كأس أمم أفريقيا كافيا ليستعيد الفريق اتزانه حيث تأهل الفريق للدور الثاني "دور الثمانية"، من خلال انتصار وحيد وتعادلين لكنه سقط في دور الثمانية وودع البطولة.

ولم يستغل فريق "البافانا بافانا" الفرصة الذهبية التي سنحت له في تلك النسخة عندما نقلت البطولة إلى بلاده بدلا من ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية بها، وسقط منتخب الأولاد أمام مالي في دور الثمانية، وفي النهائيات التالية، خرج الأولاد من الدور الأول.

ولذلك، فإن البطولة القادمة التي تنطلق فعالياتها في مصر يوم الجمعة المقبل ستكون تحديا من نوع خاص بالنسبة لمنتخب جنوب أفريقيا الذي يخوضها بشعار "أكون أو لا أكون".

ولا تبدو فرصة الفريق في المنافسة على اللقب كبيرة ولكنه يستطيع استعادة الكثير من بريقه إذا نجح فقط في العبور من مجموعته بالدور الأول.

ويخوض الفريق الدور الأول ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات كوت ديفوار والمغرب وناميبيا.

ويلعب الأولاد البطولة الجديدة بدون ضغوط كبيرة، وهو ما قد يساعد الفريق في هذه النسخة والتي سيكون مطالبا فيها بتعامل يتسم بالحنكة في هذه المجموعة الصعبة.

وكان الفريق هو آخر المتأهلين لهذه النسخة حيث حل ثانيا في المجموعة الخامسة بالتصفيات خلف المنتخب النيجيري بفارق نقطة واحدة ومتفوقا بفارق كبير عن ليبيا وسيشل.

ولكن مجموعته في النهائيات ستكون الاختبار الحقيقي لهذا الفريق لأن مجرد العبور منها يعني أن جنوب أفريقيا تستطيع المنافسة على الصعود للأدوار النهائية في البطولة الأفريقية وتكرار النجاح الذي حققته في النسخ الأولى من مشاركاتها الأفريقية.

ويخوض منتخب جنوب أفريقيا البطولة بقيادة مديره الفني الإنجليزي ستيوارت باكستر صاحب الـ 65 عاما، الذي عاد لتدريب الفريق في منتصف 2017.

ويعتمد باكستر على مجموعة من اللاعبين معظمهم من الناشطين بالدوري المحلي وهو ما سيشكل مشكلة حقيقية للفريق في مواجهة المحترفين البارزين في صفوف المنتخبات المنافسة.

تم نسخ الرابط