"المعسكرات الصيفية".. حيلة الميليشيات الجديدة لمشاركة الأطفال في الحرب

لم تتجاوز أعمارهم الـ15، أحلامهم لم تتخطى كون اللعب في شوارع الحي، لكن القدر شاء أن يصبح السلاح والرصاص رفيقهم في رحلة طفولتهم، فبدلًا من حمل الكتب الدراسية بات حمل الذخيرة الحية هو الحياة الطبيعية، أطفالًا في عمر الزهور استبيحت دمائهم وأجسادهم من أجل مصالح لا ناقة لهم بها ولا جمل فقط ذنبهم الوحيد أنّهم ولدوا تحت القصف.
خلال الشهور القليلة الماضية ظهرت على الساحة تقارير تثبت اتخاذ الميليشيات المسلحة من الأطفال كدروعًا بشرية في أماكن النزاعات وتحديدًا في اليمن، والذي اعتبر جماعة الحوثيون الإرهابية أنّ الأطفال يجب عليهم أن يكونوا جزءًا مش الحرب الضاربة المتواجدة حاليًأ في بلدانهم دون مراعاة للطفولة.
من الشوارع ومن على أبواب المدارس والمنازل كانت تلك الميليشيات تجمع الأطفال بدعوى المشاركة في الحرب والحصول على أموال مقابل هذا العمل، الأمر الذي تسبب في سقوط عشرات الضحايا من الأطفال ما بين قتيل وجريح بإصابات بالغة.
ولم يتنهي الأمر على ذلك بل خرجت ما تسمى بـ"اللجنة الإشرافية العليا للمراكز الصيفية الحوثية"، لتصدر تعميمات لأتباعها في المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرتها لسرعة تشكيل لجان فرعية ومشرفين حوثيين وعقد لقاءات واجتماعات للبدء بإقامة المراكز الصيفية لأطفال المدارس بهدف زجهم في الجبهات.
وأكدت المصادر، وفق صحيفة الشرق الأوسط، أن اللجان الفرعية الحوثية التي شُكلت مطلع الأسبوع الماضي بمناطق سيطرة الانقلابيين بدأت اجتماعاتها التحضيرية للشروع بإقامة المراكز والمخيمات الصيفية.
وأشارت إلى إجراء مسوحات ميدانية لأماكن التجمعات وحصر طلاب المدارس والشباب الذين تود الجماعة استهدافهم عبر مخيماتها الصيفية.
ووفقاً للمصادر التربوية، فحددت الميليشيات مطلع يوليو المقبل موعداً لانطلاق مراكزها الصيفية، وقالت بأنها ستستمر على مدى 40 يوماً متواصلة.
ووصفت حجم التحضيرات التي أعدتها الميليشيات لإقامة هذه المراكز بـ"الضخمة"، وقالت إن حجم التجهيزات يشير إلى أنها ستكون معسكرات صيفية وليست مراكز صيفية لطلاب مدارس صغار سن وشباب مراهقين.
وكشفت المصادر التربوية، عن رصد الجماعة أكثر من 350 مليون ريال يمني، ميزانية تشغيلية أولية لانطلاق المراكز الصيفية بأمانة العاصمة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب تغريدات لناشطين حوثيين على شبكات التواصل الاجتماعي، تسعى الميليشيات هذا العام لاستقطاب أكبر عدد ممكن من طلبة المدارس والشباب المراهقين بأكثر من 88 مركزاً صيفياً جهزتها الميليشيات على مدى الثلاثة الأسابيع الماضية في أمانة العاصمة ومناطق سيطرتها.