"حفتر" يحارب الإرهاب القطري والتركي

تفاصيل غامضة تسيطر على المشهد الليبي، ومن سمع ليس كمن رأى، فالطريق يبدو طويلاً بعض الشئ نحو لملمة جراح البلد المكلول، بعد أنا كانت هناك مطالب بالحرية والديمقراطية، وسط شعب يريد أن يتنفس نسيم الحياة، وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ ابتلع محيط الجشع، أحلام البسطاء، وحولها إلى كوابيس من الدم والظلام الدامس، حيث تشابكت الخيوط وتعقد المشهد، بميادين مشتعلة، وعملية سياسية غامضة، وأياد خفية عكرت صفو التفاؤل، وأعادت ليبيا إلى مربع الدم والاقتتال مجددًا، ضمن سلسلسة من الدماء لا يعلم أحد نهايتها.
كل ذلك أغرى فضولنا فى استقساء الحقيقة والبحث عن دعم تركيا وقطر المسلحين في ليبيا.. والهدف من ذلك.. وما هى الجهات التي تتلقى دعمًا من قطر وتركيا.. ومصير المدعومين من تركيا الفترة المقبلة؟
ميلشيات قطر وتركيا
كشف الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن قطر وتركيا، قامتا بدعم المليشيات المسلحة داخل ليبيا، بهدف القيام بحرب بالوكالة نيابة عنها.
وأشار فاروق، إلى أن المخابرات التركية والقطرية ضخوا كميات كبيرة من الأسلحة، والأموال بهدف استمالة عدد كبير من قيادات العناصر الإرهابية داخل ليبيا، وتحويلها لمنصات أمنية رسمية ومنحها الشرعية في مقابل الجيش الوطني الليبي.
وأضاف فاروق، أن قطر وتركيا بالتنسيق مع الإخوان استخدموا الميليشيات المسلحة في عمليات القتل والاغتيالات والخطف والتفجيرات، لإلغاء دور المؤسسات العسكرية نهائيا، ومنح المليشيات الإرهابية شرعية، كما أنهم طرحوا فكرة انشاء مشروع "الحرس الوطني الليبي"، ليكون بديلا عن القوات المسلحة الليبية، والقضاء على تحركات اللواء خليفة حفتر، ومساعيه في انهاء طموح تركيا وقطر في التراب الليبي.
وأوضح فاروق، أن قطر دعمت المليشيات المسلحة بأسلحة ثقيلة تم جلبها بطائرات خاصة لا تخضع لمراقبة السلطات الليبية، تحركت من مطار الدوحة إلى مطار بنينا، وقاموا بتحزينها في مزارع تابعة لجماعة الإخوان في طرابلس.
ولفت فاروق، إلى أن تركيا ترغب من خلال تدمير ليبيا لصالح مشروع دولة الخلافة الإسلامية وأطماعها في السيطرة على المنطقة العربية اقتصاديا وسياسا وأمنيا.
وأكد فاروق، أنه في المقابل تقوم قطر بدعم الإخوان والدواعش، وميليشيات تنظيم القاعدة، بهدف الاستيلاء على مدخرات التراب الليبيي من النفط والمعادن، والغاز الطبيعي، ولن يتم ذلك إلا في وجود كيانات مسلحة تحمي أطماعها وتقف حائط صد أمام وجود أي كيان سملح رسمي يمثل الدولة الليبية.
الرد الليبي
اتهمت القوات المسلحة الليبية النظام التركى بدعم المجموعات الإرهابية، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أنه فى الوقت الذى تحارب فيه القوات المسلحة الإرهاب على الأراضي الليبية؛ فإن ليبيا تتعرض منذ سنوات لدعم لوجستي تركي للعناصر الإرهابية.
وأضافت انه قد تطور الدعم هذه الأيام إلى التدخل التركى المباشر باستخدام الطائرات الحربية ونقل المرتزقة وإرسال السفن المحملة بالأسلحة والمدرعات والذخائر لدعم الإرهاب في ليبيا
وأشارت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إلى أنها أصدرت الأوامر للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب التركية داخل المياه الإقليمية.
وطالبت الحكومة الليبية المؤقتة طرد كافة الشركات التركية العاملة في ليبيا وإنهاء أعمالها في كافة المشروعات على الأراضي الليبية؛ ومقاطعة الصناعات والمنتجات التركية وإيقاف الرحلات الجوية المدنية من وإلى تركيا إلى المطارات الليبية ردا على هذا العدوان التركي الإرهابي.