بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

"تبول لاإرادي وبكاء".. لماذا يقتل الآباء أبنائهم بسبب مرض "رباني"؟

بلدنا اليوم
كتب : محمود صلاح

تشهد المحروسة بين كل حين وآخر، موجة من الجرائم الأسرية البشعة، التي تشغل الساحة الإعلامية، والتي يكون ضحاياها في أغلب الأوقات من بين صفوف الأطفال، وذلك بسبب خلافات مالية أو أسرية، ولكن هذه المرة اختلفت كثيرًا حيث كانت الضحية أطفال، ولكن من أصيبوا بأمراض ربانية لا دخل لهم فيها، ورغم ذلك كانت سببًا في كتابة السطور الأخيرة بحياتهم.

بولاق الدكرور

أخر هذه الجرائم بمنطقة بولاق الدكرور، حيث كانت شاهدة على تفاصيل جريمة بشعة، كان البطل فيها رجلًا في العقد الثالث من العمر، عذب طفلة زوجته، البالغة من العمر 4 سنوات، بسبب تبولها اللاإرادي وبكائها المستمر.

تبين وجود جثة الطفلة وبها آثار ضرب وكدمات في أماكن متفرقة من جسدها وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة الطفلة وبيان ما بها من إصابات وتحديد سبب الوفاة فيما قررت التصريح بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية، بالإضافة إلى طلب تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.

الحوامدية وأكتوبر

لم تكن هذه الجريمة الأولى من نوعها، ولكن هناك العديد من الآباء الذين يفاجئون الجميع بأفعالهم البشعة، حيث اعتدى أب على نجله البالغ من العمر 4 أشهر، بالضرب في منطقة الحواميد بذات المحافظة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك بسبب بكائه المستمر عقب إصابته بمرض بالبطن.

والثاني من أجل قضاء ليلة سعيدة في أحضان زوجته، في مسكنه القاطن بمدينة أكتوبر، كتب السطور الأخيرة في حياة فلذة كبده، بسبب بكاءه المستمر الذي أفسد خلوته مع زوجته.

خبير نفسي: حوادث لحظية

ومع تزايد هذا النوع من الجرائم كل حين وآخر في مصر، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي المتخصص في الأمراض النفسية، إن هذه الجرائم تحدث في لحظات سريعة، وتسمى بالمواقف الإنفعالية، تحدث على خليفة خلافات أسرية أو ضائقة مالية، تؤدي إلى إحلالية وضغط عصبي ونفسي، ويكون نتائج هذا الموضوع، هو رصد أي من أطفاله يفعل شيء غير محبب له، فيضربه بطريقة غير عقلانية حتى يلفظ بأنفاسه الأخيرة.

وأكد فرويز، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن هذا النوع من الجرائم ليس فيها دوافع نفسية بحته تسوق الإنسان كل حين وآخر إلى تنفيذ مثل هذه الجرائم، ولكنها تسمى حوادث لحظية تحدث فجأة، وتكون بالنسبة لمرتكبها بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.

وأضاف الخبير النفسي، أن هناك نوعًا من الأشخاص تسمى بالشخصيات الإنفجارية، وهم من يتعاملون مع أبنائهم وزوجاتهم بطريقة انفعالية في جميع الأحوال، وبالتالي هم أكثر عرضه للحوادث من نفس هذا النوع، وهذا لابد من معالجة الشخصية نفسها من البداية، حتى يكون صالحًا للتعامل مع أبنائه.

خبير قانوني: المؤبد هو سيد الموقف

علق المستشار القانوني، نور الدين علي، على جرائم قتل الآباء للأبناء، خاصة بعد انتشارها خلال الآونة الأخيرة، حيث أكد أن هذه الجرئم تنقسم إلى نوعان، الأول وهو القتل على سبيل الشفقة، حيث يقتل الوالد نجله لكي يخلصه من مرض خطير لا يوجد له علاج على أرض الواقع، وبالتالي يدفعه ذلك إلى قتله لكي يرحمه من العذاب وألم المرض.

وأضاف نور الدين، في تصريح لـ" بلدنا اليوم" أن النوع الثاني، هو القتل للتخلص من الطفل، وذلك بسبب حالة غضب أصيب بها الأب، أو أنه حاول التخلص منه من أجل غرض أخر، وفي هذه الحالة ينص القانون على معاقبة الأب كأي قاتل آخر، مضيفًا: يوجد في القانون المصري قاعدة تنص على أن " الأصل لا يقتل بالفرع" حيث إن الأب لا يقتل بسبب قتله لنجله.

وأضاف نور الدين، أن القاضي في هذه الحالة يلجأ إلى الشفقة مع احترام القاعدة القانونية، حيث لا يطبق على الوالد قاتل نجله عقوبة الإعدام، وفقًا للقاعدة سالفة الذكر، ويتم تطبيق العقوبة عليه وفقًا نوع الجريمة، سواء كانت قتل مع سبق الإصرار والترصد، أو جناية أو جنحة، مضيفًا: أن العقوبة المتوقعة هي المؤبد إذا كان الأب جاحدًا ومنعدم الرحمة.

تم نسخ الرابط