بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بالفيديو.. شاهدوا تجارب البنات المأساوية مع الختان

بلدنا اليوم
كتب : رحاب الخولى

واصل المجلس القومي للمرأة حملاته لحماية الفتيات من الجرائم البشعة التي تنتهك من أجساد الفتيات، جراء العادات والتقاليد والموروثات الخاطئة التي تتعلق في أذهان الآباء.

وتأتي تلك الحملات كبداية قوية من المجلس لمعرفته بخطورة انتشار تلك الظاهرة في المجتمع المصري، مما ألحق الأضرار العديدة بالفتيات.

وكانت من أولى تلك الحملات وهى"احميها من الختان" وتتضمن تلك الحملة ندوات توعوية تنتشر بمختلف محافظات مصر، وخاصة محافظات الصعيد.

وأطلق المجلس قافلة "شهر بدور" لمناهضة وتجريم ختان الإناث، تحت مظلة الحملة التوعوية التي أطلقتها اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة كل من الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، والدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة و الأمومة.

ونشر المجلس القومي للمرأة العديد من الفيديوهات بصفة يومية للحد من ختان الإناث، وخطورتها والأضرار التي تلحق الفتيات، وقصص لفتتيات تضررن من إجراء تلك العملية.

شيماء: لم أشعر بحنان والدتي منذ تلك الفعلة الشنعاء

تحكي فتاة عشرينية مآساتها قائلة: " كنت في السادسة من عمري، نائمة في سريري الدافيء بجانب أخواتي الصغار، أحلم أحلام الطفولة الوردية، وفجأة تأتي والدتي لتوقظني في وقت متأخر، لا حاجة للاستيقاظ فيه، فهو ليس بوقت لأداء صلاة، أو لشراء متطلبات".

الفتاة هند ع.م، أكملت قصتها قائلة: " قامت والدتي بارتداءي جلبابًا رماديًا الساعة الواحدة صباحًا، واصطحبتني في يدها، لمكان يبعد عن المنزل ما يقرب من 10أمتار، وهناك وجدت عدد من الفتيات يرتدين جلبابا مثلي، ونفس اللون، فقد كانت العادات في تلك القرية هو لبس الجلباب الرمادي، والولد الجلباب الأبيض".

"يد خشنة كبيرة، ذات الأظافر الكبيرة، مدت يدها الملطخة بالدماء وأمسكتني، ووضعتني على سرير عليه ملاءة قذرة، وامرأة أخرى قامت بسد فمي بكل قوة لتمنعني من الصراخ، ووالدتي تنظر إلى وعيناها تزف بالدموع، وفجأة لم أستطع رؤية أي شيء أمامي، فقد وضعوا فوق عيني غطاء"، وقالت "هند" لقد أصبحت الدنيا أمام عيني مغلقة بضباب أسود، وعجزت أن أدافع عن نفسي، وفي لحظة لم أدركها وجدت أحدًا يقترب من ساقي، في الجزء الأسفل، وحينها تذكرت كلام أبي عندما كان يعطيني النصيحة قائلا: " لا تتركين أحد يقترب منك، وإذا فعلت ذلك سأذبحك وأدفنك تحت التراب".

وأكملت: "لم أستطع فعل شيء، أدركت في ذاك الوقت أن والدي سيقتلني، حيث أحسست وأنا مكتومة الأنفاس ومغلقة العينين أن رجلي قد فتحتا على آخرهما، وكل واحدة شدت بعيدًا عن الآخر، وأنهم قاموا ببتر شيء من جسدي، وفي ذات اللحظة سمعت الزغاريد تمتليء في أرجاء المكان، وهنا ازددت غيظًا وصرخت من شدة الألم، وناديت على أمي التي قالت لي في ذلك الوقت" بطلي صراخ..مخدناش منك كتير".

كانت صدمتي الكبرى، عندما وجدت الصبية الصغار في الشارع، يخرجون ألسنتهم لي، يغيظونني قائلين: "الذبيحة خرجت" وعجزت عن الرد لأني مازلت أشعر بالجروح في جسدي".

وتابعت، منذ تلك اللحظة أدركت أننا من الجنس الضعيف البائس، الذي يتخذ كالذبيحة ضحية لأفكار ومعتقدات خاطئة، فما زلت حتى الآن أرفض الحديث مع والدتي في أشياء تخصني، ومنذ ذلك الوقت لم أشعر بحنانها، فقد كانت قاسية القلب معي ذاك الوقت.

فاطمة: الختان وراء رفضي للزواج من ابن عمي الرجل الذي أعشقه

"صراخي.. مازلت أتذكره حتى اليوم، الشخص الذي يحمل حقيبة سوداء في يده لم تذهب صورته من أمام عيني"، بهذه الكلمات روت الفتاة الثلاثينية، ابنة محافظة سوهاج، قصة ختانها ومعاناتها.

فاطمة ع أ"، الفتاة ذات الـ 30عامًا، تروي مأساتها قائلة: "منذ أن كنت في الثامنة من عمري، نادتني أمي، والبستني جلبابًا رجالي، رمادي اللون، ووضعتني على ساقها، أثناء استقلالها العربة، لأن العربية مكتظة بالسيدات والرجال، حيث اصطحبت أمي أعمامي وعماتي وخلاتي".

وتابعت: "وصلت لقرية ما زلت أعرف اسمها، "الدوابي" التابعة لمحافظة سوهاج، ودخلت مكانًا ضيقًا جدًا، لايوجد به إلا سرير واحد فقط، ورجل معه حقيبة سوداء، يقوم بإخراج آلة حادة"الموس"، وخرج أعمامي وكل من كان معي في العربة، ورأيتهم متجمعين ومنتظرين خارج الغرفة، وبقيت أنا ووالدتي فقط داخل الغرفة، وعندما استفسرت عن الأمر قالوا إنها "عملية طهارة".

وأضافت: "عندما استخرج هذ الرجل الذي أطلقت عليه اسم الحلاق منه ذلك الوقت، الموس والمشرط، وقطع من الشاش والقطن، حينها أدركت ما ينتظرني فصرخت صراخًا شديدًا ودخلت في نوبة بكاء، إلا أن أهلي أصروا على ختاني، وتمت العملية أمام الجميع بعد أن أمسكونى وقيدوا حركتي".

وتستطرد فاطمة قائلة: "مازلت أخجل عند رؤية أعمامي وعماتي حتى الآن، على الرغم من أنني أنتظر زواجي قريبًا، من ابن عمي الذي رآني وقت أن كنت أبكي، وعندما كان يسيل الدم من جسدي، فتأثري النفسي بالواقعة لم يقل، وحتى الآن لا أستطع أن أتخيل كيف سيكون ابن عمي زوجًا لي، رغم حبي وعشقي له، ولكنني أشعر بـأني حياتي ستكون تعيسة معه، لأني عندما أراه في بيتي لا أحب الجلوس معه".

علياء: رفضت الزواج حتى لا تتكرر تلك المأ ساة مع ابنتي

"حجرة مظلمة، يليها أخرى مضيئة بلون باهت مائل للإصفرار، بداخلها سيدة سمينة جدًا، تستقبلني بعيونها الواسعة، التي كادت تقتلني لولا أني وجدت والدتي بجانبي تحتضنها وتمد يدها بالسلام عليها قائلة" أنا جبتهالك اهيه.. خلي بالك منها.. ومتخديش كتير"، هكذا بدأت الفتاة العشرينية في رواية قصتها مع عملية الختان..

تقول الفتاة، "عشرة أعوام مضوا، ومازال صوت تلك السمينة يقرع في طبلة أذني، فمنذ أن قامت بوضعي على السرير العفن، ذو الملاءة المهرتأة، المرقعة بالبقع الحمراء، وهى تشدني بيديها كالذبيحة التي يضحى بها في عيدها، ويرتفع صوتي بالبكاء".

تروي علياء.م، 21عامًا، وهى في غاية الخجل الشديد،قائلة :"عندما كنت طفلة صغيرة، وجدت والدتي تيقظني من النوم الساعة الرابعة فجرًا، وكنا في ذلك الوقت في قريتنا الريفية بالصعيد الجواني، وسمعتها تتحدث مع خالتي في هاتف الغرفة وتقول لها " أنا رايحة للداية عشان أختن بنتي قبل شهر رمضان مايهل عليها"، ولم ألتفت لتلك الكلمات ولم أكن أعرف ماذا تقصد بكلمة "أختن".

"وعندما ذهبنا إلى تلك"الداية" التي مازلت أقول عليها "السيدة السمينة، لأن شكلها في ذاك الوقت كان مرعبًا جدا، وذات حجم كبير، وفجأة أمسكت بي وقامت بتغطية الجزء الأسفل من جسدي، وفي يديها الموس والمشرط، ولم أعرف ماذا فعلت، حيث سرحت في النوم العميق بسبب الحقنة التي أعطتها لي، ورأيت الدم يسيل مني بعد الإفاقة، ووالدتي تقوم بتنشيف جسدي، وهي تعلو بصوتها قائلة "إيه اللي انتي عملتيه ده.. مش تخلي بالك".

تتابع الفتاة "بعد ساعة توجهت أنا ووالدتي، وكان أبي يستقلني بالعربة خارج المكان، وهو يراقب من بعيد، ولم أكن أعرف لماذا ينظر هكذا ولم هو خائف، وعندما توجهت إلى المنزل وجدت أخي الذي يكبرني يضحك عليا ويقول لي بصوت عال "أمك ذبحتك"، وكان كل من حوله يضحكون، ولكن الخجل الذي كان يحاصرني جعلني أبكي بداخلي".

أكملت علياء، قائلة: "جلست في البيت ما يقرب من 28 يومًا، ولم أرى أصدقائي وأصحابي الذين كانوا يلهون معي، فعادة القرية التي كنا فيها، أن البنات الذين كانوا يجرون عملية الختان"الطهارة"، في بداية الشهور الهجرية، لايخرجون من منزلهم حتى يأتي عليهم شهر هجري آخر، ويهل عليهم شهر قمري، ويرون الهلال بعينهم، خوفًا من عدم الرؤية أن لاتنجب الفتاة وتصبح عقيمة".

"فترة سيئة جسديًا ونفسيًا لأنها كانت عمليه ببنج وغرز وجرح وفترة علاج، وسخرية من صبيان القرية، الذين كانوا يقهرون من البنات عندما يجرون تلك العملية قائلين لهم "يا ذبيحة".

تتابع الفتاة: "مأساتي مع الختان لم أنساها حتى الآن، فلم أرغب في الزواج، خوفًا من أن أنجب فتاة وأسبب لها تلك الفعلة الشنعاء، ويتحكم أبيها ويصمم رأيه على ذلك، كما فعل أبي معي."

واختتمت حديثها، "نصيحتي للأمهات حافظوا على بناتكم، ومافيش حاجة اسمها ختان، "بلاش تلحقوا الأذى ببناتكم". "

سعاد: أصبت بأمراض عديدة بعد عملية التختين منها"التبول اللإرادي"

تقول سعاد م.ا: " إنها حقًا عملية بتر نفسي، ومحاولة لتشويه الأعضاء التناسلية للمرأة، والتقليل من شأنها، فبأي حق ترتكب تلك الفعلة الشنعاء في أجسادنا، هل سببت تلك القطعة مشكلة لهم، أم ماذا ألحقت الضرر بهم".

وأضافت سعاد، التي رفضت أن نكتب اسمها كاملا، كبقية الفتيات اللاتي روين قصصهن: " عمري الآن 40عامًا، ولدي أربعة بنات، ولن أفكر في يوم ما أن اختنهم مثلما فعلت والدتي معي، حيث ظلت تلك الفعلة الشنعاء في مخيلتي مدى الحياة، وما أصابني جراء تلك العملية لن يتخيله أحد، ومنذ تلك اللحظة وحتى قبل زواجي بعامين، أتبول لا إراديا، خوفا من الهواجس التي انتابتني ولازمت مخيلتي وأحلامي، فقد كنت أحلم بأن هناك اشخاص يشدون يدي ويفعلون كما فعلت "الداية" لي منذ صغري".

وتابعت: "لقد عانيت من هبوط نفسي، على إثر تأخر شفاء تلك المنطقة التي تمت بها عملية البتر، والتي ألامتني كثيرا، نتيجة انتقال عدوى لي من الأداة الحديدية التي استخدمتها السيدة القذرة"الداية" دون تعقيمها، فقد كانت تجري عملية ختان لعشرات الفتيات بنفس الأداة".

وأضافت: "مشاكل كثيرة لحقت بي منذ عملية التختين، فما زلت أعاني من وجود التهابات شديدة بتلك المنطقة، فضلا عن استمتاعي بالجنس مع زوجي، إلا من وقت لآخر".

ياسمين: اقتربت من الموت بعد ما قطع الطبيب الشريان الرئيسي لي

وتروى ياسمين 36 عاما، مآساتها مع جريمة الختان، قائلة: "كان عندي 7سنين، كنت بلعب في الشارع مع أصحابي بنات أمامي وخلاتي، ولما دخلت البيت وجدت أبي وأمي، يتحدثوا عن الختان، وأني سأذهب معهم عند الطبيب لكي يختونني".

وأضافت: " كنت في ذلك الوقت أدرك تماما، معني كلمة الختان وماذا سيفعل الطبيب بي، لأنها كانت عادة متوارثة في قريتنا بمحافظة أسوان، حيث شاهدت أولاد أعمامي وهم يرتدون الجلباب الأحمر، والزغاريد تملأ البيوت".

وأكملت: " عندما ارتديت الجلباب الأحمر، كنت فرحانة جدا، لأن الطقوس لدينا أن البنت بعد التختين بتجمع الكثير من الأموال، من الأقارب وتأكل الحلوى والعصائر كثيرا، ولكن انتابني الخوف عندما ذهبت للطبيب في العيادة، وتركتني أمي معه، وقام بتكتيف يدي وشد أرجلي كل واحدة بعيدة عن الآخر، وأمسك بالسكين وبتر قطعة من جسدي".

وأكملت: " بعد الإفاقة وجدت والدتي تبكي وتلطم على وجهها، واتجمع الأهالي عند الطبيب ويكسرون العيادة، لأن الدكتور أخطأ وقام ببتر الشريان الرئيسي، وحصل لي نزيف كبير، وتم إدخالي غرفة الانتعاش، وشاءالقدر أن أحيي من جديد".

ومنذ ذلك الوقت، قررت والدتي أن لا تجري عملية الختان، مع أخواتي الصغار، رغم أن سكان القرية يعايرونها بأن بناتها غير مخنتين، مما يسبب لها الكثير من المضايقات، لكن خوفها على أولادها أهون عندها من كلام الناس.

تم نسخ الرابط