"للحد من الطلاق".. كيف تقلل برامج تأهيل الشباب من حالات الانفصال؟

اتجهت الدولة في الفترة الأخيرة بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحد من ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق في مصر، من خلال توعية الأسر والشباب المقبلة على الزواج بكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط التي تواجههم في الحياة.
وقامت وزارة التضامن الاجتماعي، بصفتها الوزارة التي تهتم بالرعاية الاجتماعية للأسر، بتدشين برنامج اتخذ اسمه من الشريعة الإسلامية "مودة" سعيًا لخلق حالة من الروح والمودة بين الأسر.
وكثرت الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج، عن طريق بعض الإرشادات بكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التى يواجهها الزوجان، حيث تشمل الدورات أسس اختيار الزوج والزوجة والخطبة وعقد الزواج وقواعد العشرة الحسنة فضلًا عن؛ الإرشاد النفسي والاجتماعي من خلال تهيئة الزوجين للحياة الزوجية وتدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية، والتعامل مع ضغوط الحياة الزوجية، وأيضا الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية، وآلية التعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج.
قال الدكتورأيمن عبدالعزيز السيد، المنسق التنفيذي لمشروع مودة بوزارة التضامن الاجتماعي، بدأنا بالشباب باعتبارها أكبر نسبة تواجد في السكان، وفئة الشباب في أماكن بعينيها مثل الجامعات.
وأوضح في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أنه بعد التخرج يتجه الشباب لمكانين هما الجيش للأولاد، والفتيات للخدمة العامة، بالإضافة إلى المتزوجين ولديهم نزاعات وعرضة للطلاق وتفكك الأسرة نتيجة للخلافات، وفي هذه الحالة يتم عمل وقاية للأسرة المصرية، لأن المشروع هدفه تأهيل المقبلين على الزواج بالمهارات والمعارف التي تحافظ على كيان الأسرة المصرية، لأن تفكك الأسرة يفكك كيان المجتمع، وجاءت الفكرة للذهاب للجامعات.
وأضاف"عبد العزيز"، أنه تم العمل على مكون علمي خاص بـ"مودة" وهوعبارة عن دليل علمي يتم توصيله للشباب يشمل 3 جوانب وهما اجتماعي وصحي وديني سواء أكان إسلامي أم مسيحي، ويتم توجيه رسايل للشباب من الجنسين ذكرًا أو أنثى، وتوضيح لهم المفهوم الحقيقي للزواج، والهدف منه"مقاصده" ليدركة المعنى الحقيقي للأزواج، وأن يتعلم الطرفين مبدأ تقبل الآخر، وكيفية اختيار شريك الحياة بين الطرفين، ومعرفة حقوق وواجبات الزوجين، والمشكلات الزوجية والاقتصادية للأسرة، وكيفية إدارتها وكذا الصحة الإنجابية.
وقال جمال فرويز، استشاري علم النفس، أن تلك الدورات التأهيلية للشباب المقبلين على الزواج خطوة جيدة للغاية، لأنه من خلال تلك اللقاءات الجماعية يستطيع كل فرد أن يتبادل الأفكار ويستمع لوجهات النظر المختلفة.
وأوضح"فرويز"، في تصريح خاص أن الشباب في أعمار تبدأ من الـ18 عامًا في حاجة لتلك الدورات، وستنجح تلك الدورات التأهيلية للشباب للحد من نسب الطلاق.
كانت قد ارتفعت حالات الطلاق في مصر خلال الأعوام الماضية بنسبة كبيرة لم نشهدها من قبل، فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نتائج دراسة تطور ظاهرة الطلاق خلال العشرين سنة الأخيرة (1996- 2016)، وكشف خلالها عن أن الطلاق أصبح بمعدل 40% من حالات الزواج التي تمت في السنوات الماضية بعدما كانت 7%، مُشيرة إلى أن 900 ألف حالة زواج تتم سنويًا، لكن نسبة كبيرة من هذه الحالات ينفصل فيها الزوجان، وحالة طلاق واحدة تحدث في مصر كل 4 دقائق، والإجمالي 3 ملايين مطلقة.
وتراجعت معدلات الزواج خلال عام 2018 مقارنة بالعام السابق له، حيث بلغ عدد عقود الزواج على مستوى الجمهورية 887 ألفا و315 تعاقدا فى 2018، مقابل 912 ألفا و606 تعاقدا خلال 2017، بانخفاض 25.291 ألف حالة، وبنسبة تراجع 2.7%.، وعلى مستوى حالات الطلاق، أظهرت البيانات الإحصائية، أن عدد شهادات الطلاق فى عام 2018 بلغ 211 ألفا و521 حالة، مقابل 198 ألفا و269 حالة خلال عام 2017، بارتفاع 13.252 ألف حالة وبنسبة زيادة بلغت حوالى 6.7%.