"آخرهم البدوي".. رؤساء الأحزاب الحاليين ينقلبون على المؤسسين

شهدت الحياة الحزبية والسياسية في الأونة الأخيرة حالة من الصراعات والانشقاقات، مما نتج عنه رحيل مؤسسي الأحزاب وزعمائها بأفكارهم ومبادئهم، وجعل المتربصين والشامتين ينادون بإسقاطهم أو انهيارها، وبالرغم من ذلك لم يكن رحيلهم عائقًا في حياة وتاريخ الأعضاء والأحزاب، بل أصبح دفعة قوية لاستكمال ما قاموا به من البداية حتى الآن محققين العديد من الإنجازات، بعد رحيل المؤسسين.

وبالرغم من أن مؤسسين الأحزاب هم شخصيات كبرى على الساحة السياسية كان لهم دور بارز بالفعل في العمل السياسي وتتردد أسماؤهم يوما تلو الآخر داخل الحزب وخارجه، ولكن بمجرد انتهاء مدة رئاستهم للحزب تبتعد عن العمل السياسي والحزبي ولا تظهر ربما إلا قليلا أو نادرا سواء في مناسبات كبيرة أو عامة خاصة بالحزب أو خارجه.

صراعات بيت الأمة

"لا أفهم سر عداء المستشار بهاء أبوشقة رئيس حزب الوفد الحالي لي، والذي على إثره أصدر قرارًا هو الأول من نوعه في تاريخ الوفد بإسقاط عضويتي".. كلمات رددها الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد السابق، عقب إصدار قرار إسقاط عضويتة من الحزب، مؤكدًا أن كافة الاتهامات الموجه إليه من قبل "أبو شقة" بإهدار المال العام ليس لها أساس من الصحة.

لم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها، ولكنها سبقتها العديد من الخلافات والأزمات التي لم تنتهي بين رئيس الوفد السابق الدكتور السيد البدوى، والمستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب الحالي، منذ أن كان "أبو شقة" سكرتيرا عامًا للحزب، حيث لم تتوقف الخلافات بينهما، رغم أنهما أظهرا عكس ذلك في جميع المحافل التي تواجدا فيها.

ويبدو أن لكل من رئيس الوفد السابق ورئيس الحزب الحالى، أعوان ورفقاء بل ورجال داخل الحزب هم المقربين، وربما أن لهما كلمة عليا أيضا في الأمور يأخذ بها، وكل منهم له رؤيته ومنطقه في التعامل مع الأمور، فبعد تولى أبو شقة رئاسة الحزب خرج رجال البدوى من الحسابات، واعتلى رجال ورفاق أبوشقه إلى القمة.

الأمر الذي جعل الحزب يصدر مؤخرًا قرارًا بأسقاط عضويته من الحزب بقلب جامد، بالرغم من أن "البدوي"، من مؤسسين الحزب منذ البداية، مبررين أن السبب وراء ذلك كان بسبب عدم سداد الـ 18 مليون جنيه لحزب الوفد، ويأتي ذلك وفقًا للحكم القضائي الصادر ضد رجل الأعمال علاء الكحكي، في أواخر عهد البدوي.

بالرغم من ذلك إلا أنه بعد رحيل الدكتور السيد البدوي، عن رئاسة أعرق الأحزاب السياسية على أرض الواقع والممتد تاريخة إلي مائة عامًا، طل علينا بتصريحات الخاصة لـ"بلدنا اليوم" الصادمة للجميع، مؤكدًا أنه لم يأخذ أي أموال من الحزب نهائيًا، بل أنفق الكثير من الأموال والتبرعات على الحزب، بسبب الأزمة المالية التي ضربت جدرانه مؤخرًا.

الفتي المدلل

"نحن حزب شبابي".. الكلمات بدأ محمد بدران، مؤسس حملة "مستقبل وطن"، حديثه في أحد المؤتمرات لتحويل الحملة إلى حزب سياسي وشبابي، وبالرغم من صغر سنه وتوليه منصب أول رئيس حزب لم يتجاوز عمره العشرين عامًا كما أنه أصغر المؤسسين.

بالإضافة إلى مواقعة السابقة كرئيس لاتحاد طلاب مصر، وأحد قيادات لجنة الخمسين التي وضعت دستور 2014، إلا أنه فى منتصف مايو 2016، اجتاح الهم والحزن على بعض القيادات بالحزب، وذلك بسبب تقديم "بدران" استقالته الرسمية للحزب وانقطعت كافة وسائل التواصل بينه وبين الأعضاء، معلننًا اعتزالة عن الحياة السياسية متجهًا إلي الحياة العلمية بالخارج.

شفيق

أسس الفريق أحمد شفيق حزب الحركة الوطنية بعد ثورة يناير، وتولى رئاسته، واستمر في إدارة شئون الحزب رغم سفره للخارج، وظل يمارس صلاحيات رئيس الحزب ويتابع الأمور أولًا بأول مع قيادات وأعضاء الحركة الوطنية.

لكن مع اقتراب المؤتمر العام لحزب الحركة الوطنية، لانتخاب رئيس الحزب، قام "شفيق" بتفويض نائبه اللواء رؤوف السيد برئاسة الحزب، للابتعاد عن العمل الحزبي والسياسي.

ساويرس

في يوم وليلة، وبعد أكثر من 6 سنوات مضت على تاريخ تأسيسي حزب "المصريين الأحرار"، فوجئ المتابعون للشأن السياسي والحزبي، بالصراعات الذي نشبت بين رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب بسبب اختلاف الرأي ووجهات النظر، وتصاعد الأمر إلي انفصال الأول عن الأعضاء وعن الكيان تمامًا، على الرغم من كونه مؤسس الحزب، مما ترتب على ذلك إعلانه للاعتزال عن الحياة السياسية على الفور.

البرادعي

الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور السابق وأحد مؤسسيه، لم يستمر طويلا في الحزب، وعاش معظم أيامه خارج البلاد، واندلعت خلافات كبرى على منصب رئاسة حزب البرادعي، حيث شهدت الفترة الأخيرة إجراء انتخابات على رئاسة الحزب، وأعلن فوز خالد داود، لتعلن جبهة معارضة له بطلان فوزه نتيجة عدم إجراء انتخابات حقيقية، حتى وصل الأمر إلى استقالة خالد داود من رئاسة الحزب.