حوار.. "الدرويشة نهى" تكشف تفاصيل "الشيطان يشعر بالألم" وكيف اقتحمت عالم الأدب

البعض هاجمها والآخر اعترض وتهكم عليها، بسبب ارتدائها النقاب، ولكن لم يمنعها أي شئ من استكمال رحلة النجاح وتحقيق الذات، فبدايتها تعود لحصولها على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة القصة القصيرة، وتظهر باكورة أعمالها في 2017 من خلال قصة " على قيد الأمل" وتليها " ملاك من نار" ومؤخرا رواية " الشيطان يشعر بالألم، وعن روايتها وأبرز الصعوبات التى واجهتها، تكشف "الدرويشة" الكاتبة نهى زيادة فى ذلك الحوار عن الكثير من الأسرار:
_حدثينا عن عن رواية " الشيطان يشعر بالألم" ، وفكرتها والدافع من وراء كتابتها ؟
* الفكرة مستوحاه من قصة حياة صديق لي وهو فنان تشكيلي، حيث تعرض لكثير من الضغوط النفسية بحياته جعلت شخصه يتحول لما لم يحب أن يكون عليه، الدافع من كتابتها أردت بها محاربة بعض العادات السيئة التى يمارسها بعد الشخصيات الأمية في المجتمع، والأمية هنا لا تعني الجهل بالقراءة والكتابة، لكن جهل الشعور والرحمة والانسانية.
_ماهي أبرز الرسائل والسمات التى تحملها الرواية للقارئ ؟
* الرسالة الأولى هي، الحب العفوي لا ينبغي محاربته انتقاماً لماضٍ بين الأقارب، ولابد من عدم الانسياق وراء أكاذيب الدجالين، وأيضاً التضحية لأجل أبناءنا مهما كانت عداوتنا، بالإضافة إلى أن الفقر ليس عيباً.
_ ذكرتي بأن الرواية هي تجربة حقيقية لصديق مقرب، حدثينا عن ذلك ؟
* نعم بطلها بالفعل صديقي، وعندما مر بأوقات صعبة ومريرة تمزقت روحي لأجله كثيرا،ً ولأن كثيراً من الشباب يتعرضون لعقبات تشبه ما مر بها جاءتني الفكرة للكتابة عنه، كما أنني أردت جعله يخرج قليلاً من كل مشاكله وجعلها حكاية للناس تعرفها لمواسته ألمه وكي أشعره انك لست بمفردك، هناك من يعلم بمآساتك ويدعو لك.
_كيف بدأت خيوط الرواية ؟
*كان صديقي الفنان التشكيلي يحكِ لي كل فترة عن ما يحدث معه، وبعد فترة وجدتني تتلاعب برأسي فكرة كتابة أي شيءٍ عنه.
_لماذا تعمدتي وضع نهايات صادمة في أحداث الرواية ؟
*النهاية تشبه الحقيقة قليلاً، ولأن جميع نهايات أعمالي هكذا، وهذا لأن الواقع هو المتسبب في هذا الصدام وليس نهايات أعمالي، فأنا دوماً أترك النهايات للواقع وليس لمخيلتي الوردية التي ترغب بعالم حالم تملئه الفراشات.
_لماذا وقع الاختيار تحديدا على "الشيطان يشعر بالألم " عنوانا للرواية ؟
*يوماً ما كنا نتسامر انا وبطل روايتي، وقال جملة جعلت روحي تنتقض" ياصديقة قد فعلت كل ما هو سيء حتى بت أشعر إني شيطان!، جاوبته وكلي حسرة ياصديقي إن كنت شيطان حقاً لن تشعر بهذا!!!، ومن هنا جاء عنوان الرواية فالبطل هو من وضع عنوان حياته.
_ماهو المغزى من صورة الغلاف، وما دلالات الألوان المستخدمة ؟
*صديقي البطل تألم كثيراً فقد تعرض لتسلط والدته والمجتمع، مما أدى لكرهه للحياة، فأقدم على الانتحار لأكثر من مرة وسبحان الله العناية الإلهية تنجده بأخر الأنفاس وتعيده ثانية للحياة، والفضل الأكبر في اختيار الغلاف وألوانه هو صديقتي الجميلة عبير محمد مصممة أغلفة محترفة ودائما تذهلني بتصميماتها حيث تفهم ما أرغبه وتقدمه لي أفضل مما توقعت.
_كم من الوقت استغرقت كتابة الرواية ؟
*عام ونصف، كنت أكتب منها مقطتفات كلما قص عليِّ صديقي حدث ما، حتى تبلورت الحبكة كاملة برأسي وبدأت في كتابتها بعد موافقته أن أدون حياته بعمل مطبوع، مع تغيير اسماء الشخصيات وبعض الأحداث.
_ماهى أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء كتابة الرواية ؟
*مشاهد سرد لحظات انتحاره كانت تؤلمني كثيراً، وكم بكيت كلما وصفت إحداها.
_كيف استطاعتي التوزان بين اللغة الفصحى والعامية فى جميع أحداث الرواية ؟
* استخدم اللغة الفصحى في السرد، والعامية في الحوار لإيصال الحالة والفكرة على أكمل وجه .
_ماذا عن نشأتك ومشوارك الدراسي ؟
انا ريفية تربيت في بيت فلاحين لأب وأم مجاهدين، أحمد الله عليهم، وتخرجت من مدرسة فنية.
هل أثرت دراستك على عملك الروائى ؟
* درست فني تجاري، لم تفيدني دراستي بشيء، لكني كنت ومازلت أقرأ كثيراً ، فالقراءة والمطالعة عندي حياة.
من أكثر الأدباء الذين تأثرت بهم ؟
الكاتبة دعاء عبدالرحمن .
_هل تتفقين مع ما يقال بأن هذا العصر هو عصر الرواية ؟
* هو عصر القراءة فكم إني فرحة بعودة المجتمع للقراءة مرة أخرى.
_ما أهم القضايا التي تشغلك وتسخرين قلمك للدفاع عنها في كتاباتك؟
*حقوق السيدات والأرامل والمطلقات وفتيات الشوارع، وأطفالها عامةً، والفساد، والتحرش بالجنسين وأشياء أخرى.
_ما تقييمك للواقع الثقافي الآن على مستوى الوطن العربي بشكل عام وعلى مصر بشكل خاص؟
*بشكل عام أرى أن الجميع بات يكتب ويقرأ، وهذا يسعدني كثيراً، وهذا بالنسبة للخارج والداخل.
_ ماذا عن بداية دخولك للعالم الأدبي، وماهو أول عمل افتتحت مشوارك به ؟
دخلت هذا المجال منذ الصغر حيث كتبت ببدايتي قصة قصيرة، وفازت بمركز أول جمهورية حيث كنت بالتعليم الأساسي، ومن هنا كانت إنطلاقتي، لكن بعدها اتجهت لكتابة الشعر والمقالات، وانقطعت فترة ما يناهز العشرة أعوام، ومن ثم عدت ثانية بأول عمل مطبوع ورقي كانت رواية مكونة من قصتين تحت عنوان "على قيد الأمل" دخلت معرض الاسكندرية،٢٠١٧ ومن بعدها "ملاك من نار" معرض القاهرة الدولي ٢٠١٨ ومن ثم "الشيطان يشعر بالألم".
_حدثينا عن قصة " على قيد الأمل" ، وأبرز سماتها وأبطالها والمغزى من ورائها ؟
سلطت فيها الضوء على مشكلات فئة من السيدات وخاصة المرأة المصرية المطلقة أو الأرملة، حيث أنها تقع تحت ضغوط العادات والتقاليد ويتم التعامل معها بشكل مؤسف، وينظر لها المجتمع على أنها منطقة محظورة ومفخخة، سلطت عليها الضوء في كيفية الاهتمام بها والتعامل معها على أنها جزء من المجتمع وجب التعامل معها بشكل طبيعي وعدم النظر لها بأنها شيء سييء.
_حدثينا عن فكرة رواية " ملاك من نار" ؟
*فكرتها أخذتها من حياتي مع تغيير بعض الأحداث، غير أن ملاك من نار تمت كتابتها منذ أكثر من عشرون عاماً، وقد كتبت أحداثها لتحكي عن فترة ما في حياتي والمجتمع المحيط بي وما كان يحدث بالبلد حينها من فساد، وحين جاء دورها للخروج للنور، حدثت معظم أحداثها كي تتماشى مع ما يحدث حالياً.
_هل أبطال رواية " ملاك من نار " أشخاص حقيقية أم بعضهم مستمد من الخيال ؟
*معظمهم حقيقي والبعض الأخر مستوحى من الخيال.
_هل نشاطك الملحوظ فى الصالونات الثقافية والندوات ساعد على انتشارك ورواج أعمالك ؟
ربما، لكن الفضل الأكبر يعود للميديا ووسائل التواصل الإجتماعي، حيث ساعد السوشيال ميديا على إقتناء أعمالي و تحقيق حلمي الذي عانيت كثيراً من أجله.
_إلى أى مدى تؤثر مواقع التواصل الإجتماعى على قراءة الكتاب الورقي ؟
*كلا منهم له جمهوره فهناك من يعشقون الأوراق ورائحة الكتب، وهناك من يهتم بالأعمال الالكترونية.
_هل توجد مناطق محظورة في كتاباتك ؟
* أنا أتقن كيفية توصيل ما أريد دون المساس بمساحة الأمان التى يتخطاها الكثيرين فتوقعهم بالمشاكل والانتقادات.
_الجنة والنار، الملاك والشيطان، هل ستعد تلك النوعية هى القاسم المشترك فى جميع أعمالك الأدبية؟
* لا هي فقط مسميات مستوحاه من سياق العمل، فالعمل الذي تأجلت طباعته تحت مسمى "السكين البارد".
_ماذا عن تأثير النقاب على الجانب الإبداعي وعامل الحرية فى حياتك ؟
تمت مهاجمتي كثيراً بسببه، لكن لم تمنعني كل الهجمات أو التهكمات التي اعترضت طريقي في تحقيق حلمي والوصول لما اريده.
_هل لديك طقوس معينة فى الكتابة ؟
*الهدوء لا أستطيع كتابة حرف واحد وجانبي أي صوت ، فدائماً أنتقي الأوقات التي أكون فيها بمفردي ولا يوجد أحداً معي بالمكان، فحركة بسيطة قادرة عن إخراجي من الحالة.
_ ما المشكلات التى يتعرض لها الكاتب فى البلاد العربية ؟
مشاكل عدة أولها تحكم دور النشر في الكاتب بوضع شروط نقدية كي يتم طبع عمله، ومعظم دور النشر تقوم بالنصب على بعض الكُتاب، ومؤخرا قد قامت بعض الهيئات بتعجيز أصحاب الأقلام من منعهم قول أرائهم بحرية فكل من حاول اظهار حالة من الفساد أو تسليط الضوء على أي شيء مهدور حقه يتم تعتيم الخبر وسحب الأحقية من صاحب أي قلم حر.
__ماهى طموحاتك ؟
* لم أضع لها سقف، وكل ما يأتي خير.