صلاح حسب الله: البرلمان الحالي إنجاز للدولة المصرية.. "حوار"

النائب صلاح حسب الله المتحدث الرسمي باسم البرلمان ورئيس حزب الحرية:

قوة الرقابة الإدارية سبب عدم استخدام بعض الأدوات الرقابية وعلى رأسها الاستجواب

البرلمان أصدر ما يزيد عن 600 قانون في أدوار الانعقاد الماضية

البرلمان الحالي هو الوحيد الذي اقترب من المناطق التشريعية المسكوت عنها

السلطة التنفيذية ضعيفة في إدارة ملف الاستثمار

أفضل نظام الفردي والقائمة في انتخابات البرلمان المقبلة "50/50"

أفضل إجراء انتخابات الشيوخ والنواب في وقت واحد توفيرًا للنفقات

قرار إذاعة الجلسات جيد جدًا

المعارضة هي مرأة أي نظام سياسي

لا يجوز تكرار تجربة الحزب الواحد في الحياة السياسية المصرية من جديد

الحرية المصري لا يخطط لرئاسة ووكالة اللجنة الدور المقبل

نسعى لأن نكون رقم صعب في انتخابات 2020

عدد مقرات الحزب تخطى الـ 300 والعضويات 120 ألف

من الوارد أن ندخل في تحالفات بانتخابات الشيوخ والبرلمان المقبلة

نحن في حاجة إلى وجود تشريع للقضاء على الأحزاب غير الفاعلة

أكد النائب صلاح حسب الله المتحدث الرسمي باسم البرلمان ورئيس حزب الحرية المصري أن البرلمان الحالي انحاز للدولة المصرية، موضحًا أنه أصدر ما يزيد عن 600 قانون في أدوار الانعقاد الماضية، مشددًا على أن البرلمان الحالي هو الوحيد الذي اقترب من المناطق التشريعية المسكوت عنها، ومؤكدًا أنه يفضل نظام الفردي والقائمة في انتخابات البرلمان المقبلة "50/50".. وإلى نص الحوار

ما تقيمك تقييمك لأداء البرلمان خلال الفترة الماضية؟

أداء البرلمان خلال الفترة الماضية يجب عدم تقييمه بمعزل عن الظروف التي وجد فيها، فهذا البرلمان وجد بعد دستور 2014 وجاء في فترة فراغ لائحي، حيث كان لا يوجد لائحة تخص مجلس النواب وجاء بتطلعات كبيرة جدًا عند المواطن المصري، وجاء ليراجع 342 قرار بقانون صدر في فترة غياب وكان لابد من إقرارهم خلال 15 يوم فالبرلمان أتى في ظروف بالغة الصعوبة، فالدولة المصرية كانت في حاجة إلى تحقيق المرور الآمن لمستقبل أفضل وهنا أنت تنتقل من فترة تغول فيها حكم الجماعة الإرهابية إلى فترة كان الشعب المصري منحاز إلى رئيس وطني، وبالتالي أنت كنت تعاني من حصار خارجي ومحاولة استهداف داخلي فكل هذه الظروف كانت تتطلب من البرلمان أن يمارس الرقابة الرشيدة.

وما معنى الرقابة الرشيدة هنا؟

بمعنى أن يتعامل البرلمان مع الدولة المصرية أنه أحد الأفراد الذي يساعدون المركب على الحركة وليس عائق يوقفها، فنحن لم يكن لدينا رفاهية المزايدة على الحكومة وإضعافها، خصوصًا ونحن كان لدينا علم كامل بموارد الدولة وموازنتها فلم نستطع أن نطالب بأي مطالب مثل زيادة الأجور في ظل ظروف الدولة تسير فيها بالكاد بل وتستدين، فكان هنا من عدم الاستقامة مغازلة مشاعر الناس وكان على البرلمان أن يتصدى بشكل حقيقي لمشاكل الدولة الاقتصادية والتشريعية والمالية وفي نفس الوقت لايحقق مكسب شعبي على حساب أنقاض الدولة فأخذنا القرار الجريء بالانحياز للدولة وهنا أقصد الوطن وليس الحكومة، وأن يكون لدينا نوع من الرقابة الرشيدة على أداء الحكومة حتى تمر الدولة من كبوتها فمن السهل أن تسحب الثقة من الحكومة وتأتي أخرى بعدها لتكون النتيجة في النهاية أن البلد محلها سر.

وهل هذا سبب تعطل استخدام بعض الأدوات البرلمانية ضد الحكومة كالاستجواب؟

بالعكس حتى تكون منصف يجب أن تقرأ الأمور بشكل دقيق وأن تحللها بشكل دقيق وليس سطحيًا في الماضي عندما كان يجد أي مواطن أوراق تثبت شبهة الفساد أو الاعتداء على المال العام كان يلجىء إلى البرلمان عبر نائب دائرته، لكن في الوقت الحالي هناك دور متنامي وقوي للرقابة الإدراية، وتعديلها لقانونها وإعطائها فرصة أكبر ساهم في هذا الدور، وحاليًا أنت كمواطن عندما تجد مستند يدل على الفساد تتجه إلى الرقابة الإدراية التي تمتلك السلطة في المحاسبة، وهذا كله لم يكن متواجد في الوقت الماضي ولذلك كنا نرى استجوابات كثيرة لكن حاليًا الرقابة الإدارية أصبحت تنجز مهامها بسرعة كبيرة.

لكن الاستجواب عنصر هام؟

أدواتك الرقابية تصل إلى 8 أدوات لماذا ينظر الجميع إلى الاستجواب فقط، وخلال الـ 60 عامًا الماضية من البرلمان أين هو الاستجواب الذي أطاح بحكومة من منصبها أو حتى وزير فالإجراء الوحيد الذي كان من المقرر أن يستتبعه سحب الثقة من أحد الوزراء كان أثناء مشكلة صوامع القمح مع وزير التموين خالد حنفي لكنه استبق الموضوع وقدم استقالته.

ما هي القوانين التي أنجزها البرلمان وتراها حققت نقلة نوعية على الأرض من وجهة نظرك؟

البرلمان أصدر خلال أدوار الانعقاد الأربعة ما يزيد عن 600 قانون، ومنذ 2005 لم ينتج أي برلمان مثل ما أنتجناه نحن في السنوات الماضية هذا من ناحية الكم أما من ناحية الكيف فمثلًا منذ زمن طويل والجميع يتحدث عن قانون لترميم وبناء الكنائس، لأنه بناء عليه سيتم تقنين أوضاع عدد غير قليل من الكنائس في مصر، أضف إلى ذلك قانون التأمين الصحي الشامل والخدمة المدنية والإجراءات الجنائية والإدارة المحلية وغيرها، فهذا البرلمان هو الوحيد الذي اقترب من المناطق التشريعية المسكوت.

وما الذي يميز هذا البرلمان عن غيره من البرلمانات؟

طريقة تفكير هذا البرلمان لا ترتبط باليوم فقط وإنما بالغد، فمثلا قانون التأمين الصحي الشامل عندما خرج إلى الواقع كمثال علي أنا لن يطبق في محافظتي القليوبية إلا بعد فترة ليست قليلة، فهو خرج في 2017 وسيطبق خلال 15 عام على خمس مراحل فهنا أنا لا أبحث عن مجد شخصي أو مكسب انتخابي وهذا ما يميز هذا البرلمان عن غيره فأنت تعمل على كل الملفات وفي نهاية المطاف تعمل لصالح بلد وليس لصالح شخص.

ولماذا بعض القوانين جيدة مثل الاستثمار لكن عند تطبيقها على الأرض لم تحل المشاكل؟

نحن قمنا بما علينا في قانون الاستثمار وغيرها من القوانين، لكن حتى الأن هناك ضعف من السلطة التنفيذية في إدارة ملف الاستثمار، فأنا أتابع الوزيرة سحر نصر تتحدث عن مليارات الدولارات عن استثمارات أجنبية قادمة إلى مصر، لكني لم أرى هذه المليارات على الأرض، بل إن معظم زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي تحتوي على توقيع عقود استثمار ، لكن الوزيرة ووزارة الاستثمار أن أرى أنهم لم تستغل هذا المناخ التشريعي الذي قمنا بتهيئته لهم، فنحن قمنا بتشريع قوانين تشجع رجال الأعمال مثل قوانين تسهيل ترخيص المنشأت الصناعية وقانون المحاكم الاقتصادية وبما أننا قمنا بدورنا فالسطلة التنفيذية المرتبطة بملف الاستثمار يجب عليها أن تقوم بدورها.

ما هو أنسب نظام انتخابي لانتخابات الشيوخ والنواب؟

أفضل نظام انتخابي هو الانتخاب بالنظام المختلط بنسب متفاوتة وفي رأي هي 50 /50 أفضل شيء لأنها ستوازن بين الثقافة الموروثة لدى الناخب المصري بدلًا من الانتقال السريع ، فأنا واحد من النواب كنت منتخب فردي في دائرتي شبرا الخيمة، لكن عندما تتحدث عن التوازن فنظام القائمة هو الأفضل لتنمية التجربة الحزبية في البلاد.

هل من الأفضل إجراء انتخابات النواب والشيوخ في وقت واحد توفيرا للنفقات؟

من وجهة نظري الشخصية من الأفضل إجراء انتخابات الشيوخ والنواب في وقت واحد توفيرًا للنفقات، لكن هناك مسألة لوجستية تحددها الهيئة الوطنية للانتخابات، لأنها هي التي ستدير الانتخابات نحن نقول وجهات نظر لكن في نهاية المطاف العبرة بمن يتولى التنفيذ وهي الهيئة الوطنية للانتخابات فهي صاحبة القرار.

كيف ترى قرار إذاعة جلسات البرلمان خلال الدور المقبل؟

هو قرار جيد جدا ونوع من أنواع التقييم للنائب وأهالي دائرته الذين انتخبوه.

هل فعلا كان هناك خلافات تسببت في استقالة أمين مجلس النواب؟

هذه مجرد اجتهادات لا أساس لها من الصحة المستشار أحمد سعد الدين رجل أدى دوره بامتياز وكان مخلصًا في أداء عمله، ثم أتيح له أن يؤدي دور في مكان أخرى وأن يعود لمنصة القضاء التي أتى منها لكن لا توجود خلافات وهذه محاولة لإضفاء نوع من الإثارة على الموضوع.

ما تفسيرك لاتهامات البعض للنواب جهلهم بالأدوات البرلمانية؟

مما لاشك فيه أن المسألة هنا لاتستطيع أن تطلقها على العموم لأن هناك نواب حديثي التجربة بالبرلمان، وهؤلاء يربطون استخدامها للأداة الرقابية بقضية مثارة على وسائل التواصل أو الإعلام، فالنائب يمثل الناس لكن يجب عليه ألا يكون متأثرًا بهم عند استخدام أدواته الرقابية فلا يصح أن تكون منصتك التشريعية ملتصقة بمنصة التواصل الاجتماعي، فأنت كنائب يجب أن تستمع إلى الناس لكن عليك أن تستخدم أدواتك البرلمانية بطريقة تناسب الأعراف البرلمانية.

هل النائب يجب أن يتدرب على أدواته الرقابية قبل استخدامها؟

أنا مثلا أول مرة أكون عضو برلماني لم استحي أن أشارك في دورات معهد التدريب البرلماني وعلى رأسها دورة في كيفية قراءة الموازنة العامة للدولة وتحليلها وأنا أحد الأفراد الذين يوافقون أو يرفضون مشروعات الموازنة، وأخرى في استخدام الأدوات الرقابية فمن المهم جدًا التدريب وهذا وفره المجلس بشكل عملي، وفي رأي أن أي نائب جديد ليس من العيب أن يتدرب وفي رأي أنه حتى الاستخدام الخاطىء للأدوات البرلمانية لا يكون بغرض الاستخدام الشخصي فقد يكون النائب قد رأى قضية مثارة على مواقع التواصل الاجتماعي لدى أبناء دائرته فلجأ لاستخدام ادواته البرلمانية على هذا الأساس.

وهل الطريقة التي تقدم بها الأداءة البرلمانية تساهم في رد الحكومة بسرعة أو تجاهلها؟

أنا في أحدى المرات تقدمت ببيان عاجل لوزير الكهرباء والأخير مشكورًا أخذ إجراءات تساوي أجراءات يأخذها مسئول نحو الاستجواب وليس البيان العاجل، هنا تظهر الصنعة وما قولته في البيان الذي تقدمت به، بعدها بـ 15 يوم ارسل لي الوزير جواب أكد فيه ثبوت صحة كلامي وتم اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال هذه المشكلة وتم استبعاد موظفين كبار في قطاع الكهرباء.

ما السبب في عدم وجود ائتلاف يمين وأخر يسار في البرلمان كي تثري الحياة النيابية؟

إن هذا بالفعل لصالح الحياة النيابية في مصر، وأنا اتفق معاه ومرأة أي نظام سياسي هي المعارضة وأي نظام يعيش بدون هذه المعارضة فإدراته الرشيدة ستكون صعبة للغاية، لذلك فالدكتور علي عبد العال أكد على هذا أكثر من مرة، ولا يجوز أن نعيد فكرة الحزب الواحد المهيمن على هذه الأمور مرة أخرى في تاريخ الحياة السياسية المصرية وهذا ما يوجد في دول العالم كله ففي بريطانيا المحافظين والعمل وفي أمريكا الديمقراطيين والجمهوريين وفي ألمانيا الخضر والاشتراكيين فالتعدد يحقق حالة من الانتعاش السياسي.

ولماذا لم يتحد ائتلاف دعم مصر تحت منصة واحدة؟

في فترة من الفترات وأثناء ما كنت متحدث رسمي باسم الائتلاف طرحت الفكرة بالفعل، لكن انتهت الفكرة إلى أن كل حزب داخل الائتلاف تقوي بعضهم البعض والأحزاب المتشابهة تقترب من بعضها البعض.

هل يخطط الحرية المصري للمنافسة على رئاسة ووكالة اللجان الدور المقبل؟

خلال الدور المقبل لا لأننا عددنا قليل، وليس لدينا القدرة على المنافسة على رئاسة اللجان في ظل هذا العدد القليل ولسنا منشغلين بهذا الموضوع في الوقت الحالي بل منشغلين أن نكون رقم حقيقي وصعب ومنافس في انتخابات 2020 هذا هو الأهم بالنسبة لنا.

وما هي خطة عمل الحزب على الأرض؟

المتابعين حاليًا يرون حزب الحرية وحركته منتشرة على مستوى الجمهورية فنحن حاليا متواجدين في 25 محافظة وفي القاهرة 27 مقر ولازلنا مستمرين وعدد مقرات الحزب تجاوزت الـ 300 مقر ومخططين لأن تكون عدد مقراتنا بنهاية 2019 أن تصل إلى 450 مقر وعدد العضويات تجاوزت الـ 120 ألف وهذا دليل على أننا بدأنا نعيد ملىء الفراغ الحقيقي وأن نكون رقم جيد في انتخابات 2020.

وهل سيدخل الحزب في تحالفات بانتخابات الشيوخ والنواب؟

أمر وارد جدًا لأنه لا يوجد حزب واحد مؤهل لأن يأخذ الأغلبية.

ما تعليقك على الإدعاءات بأن مبادرات الأحزاب الخدمية لعب على وتر حاجة الناس؟

أي حزب لا يتعامل مع الواقع العملي الموجود هو حزب جاهل وضرير فالناس تحتاج إلى حزب وهو يحدثهم عن النظريات السياسية في نفس الوقت يقدم لهم خدمات على الأرض فالحزب نفذ خدمات توزيع بطاطين في الشتاء وأغذية في رمضان وما يزيد عن 50 معرض على مستوى الجمهورية وسيارات لتوزيع السلع واللحوم بأسعار مخفضة ونفذنا حفلات تكريم بأكثر من 15 محافظة فالعمل الخدمي مهم جدًا عند أي حزب وبدونه لن يستمع إليك الناس.

كيف نحل أزمة كثرة الأحزاب غير الفاعلة في مصر؟

نحن في حاجة إلى تشريع جديد بحيث يكون عتبة للأحزاب لدخول مجلس النواب فالحزب الذي لا ينجح في الحصول على مقاعد في البرلمان لـ 3 مرات متتالية يتم حله، فلا يصح أن يكون هناك حزب في الحياة السياسية له فترة كبيرة ولم يدخل مجلس النواب ولا مرة.

كيف تنهض أحزاب اليسار المصري من كبوتها؟

نتمنى من الكادر السياسي النائب سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع أن حزبه هو الوحيد المؤهل لقيادة اليسار المصري فهو حزب لديه خطاب سياسي متميز ولديه إيمان بمبادئه وبالتالي عليهم أن يجمعوا كل الأحزاب المنتمية إلى اليسار.

كيف ترى مبادرات شباب الأخوان للتصالح مع النظام الحالي؟

مجرد كلمة الأخوان أصبح اسم سيء السمعة فهذه الجماعة انتهكت مصر، والخوف أن تكون هذه مجرد مناورة ولابد أن يقدموا لنا بيان عملي على صدق نواياهم واقتناعهم بما يقولون.