"سوريا الجريح".. استمرار انتهاكات عفرين والفوسفور سلاح تركيا الحالي (الجزء الثاني)

حلقة جديدة من حلقات مسلسل الانتهاكات الأردوغانية في الشمال الشرق السوري، فلم يتورع أردوغان وقواته عن ضرب الأبرياء من المدنيين الأكراد بالفسفور، ولكنه أيضًا شرد عوائلهم وتركهم في العراء دون مأوى، فأصبحت المدارس هي بيوتهم الجديدة.

وتوصلت جريدة "بلدنا اليوم" لحالات تعرضت للأذى من قبل القوات التركية لنقل الواقع النمرير الذي يعيشونه منذ يوم 9 أككتوبر الجاري.

أختين أسعد: المدارس ملجأ الهاربين من القصف التركي

وكان أحد شهود العيان الآخرين هو الصحفي الكردي، أختين أسعد، والذي تحدث وقلبه يعتصر من الألم لما يحدث بأشقائه الأكراد داخل بلادهم، قائلا:" وضع النازحين غير جيد، فهم منتشرين في مراكز إيواء عبارة عن مدارس ومراكز تابعة للإدارة الكردية في مدن تل تمر والحسكة وكركي لكي".

وتابع "أسعد" :" وضعهم غير جيد، نظرًا لأنهم تركوا كل شي وجائوا هربا فقط بما يلبسون، كما أن بعضهم ترك جثث أهله وهرب".

وأضاف الصحفي الكردي:"الأطفال وضعهم في خطر أكثر فالخوف والهلع ونقص الحليب واحتياجاتهم كثيرة والمدارس معلقة في كل مكان في شمال شرق سوريا".

وقال أيضا أختين أسعد :"قابلت عائلتين افترشوا الطريق وقعدوا في ظل سياراتهم لا يملكون شي سوا سيارتهم التي هربو بها، بالإضافة إلى أم أخرى قالت إنها أضاعت ولدها وعلمت فيما بعد أنه استشهد".

وأضاف الصحفي الكردي:"هناك أب أيضا تحدث لي، كيف أن ولده ذهب لياخذ بعض الاحتياجات من بيته ويلحق بهم إلا أن قذيفة جاءت عليه في سيارته واستشهد وما لقي لا أثر للسيارة أو لابنه"، مؤكدا انهيار الأب على ولده الذي كان يحمل هم 6 من الأولاد.

واستطرد :"سيكون هناك تمادي أكثر وأكثر من انتهاكات، حتى أن الصفحات الموالية لتركيا تتحدث عن سرقة البيوت بعد ترك أهلها، فيدخل القوات السورية الموالية لتركيا ويسرقون الأموال الموجودة".

وأكد "أسعد" أن المنطقة أمام شرين أسؤهما مر فإما أن تمر المجموعات الراديكالية والإخوانية وتركيا أو يعود نظام الجمهورية العربية السورية، ولكن الأهون هو عودة الحكومة المركزية السورية، مضيفًا:" رغم هذا الأمر الانتهاكات مستمرة، فتحدثت الإدارة الكردية عن أسلحة محرمة دوليا تم استخدامها في الحرب تم استخدامها في سري كانية على أيدي الجيش التركي".

ساردار يحكي مأشاة قصف 5 منازل

ويحكي ساردار وهو أحد المواطنين الأكراد الذين شهدوا القصف على مدينة سرى كانية والذين نزح مع الأخرين فكان في سري كانية وانتقل إلى كوباني ومن ثم عاد إلى سرى كانية والأن في كركي لكي، قائلا:"رأت الطيران وهو يقصف 5 منازل، كما أنهم قصفوا سيارة ابن عمي".

وتابع المواطن الكردي:" حرقوا المنازل أمام أعينا، أن لم أتي هنا من أجل شئ، فلا يوجد أمان هناك والوضع غير مستقر".

الأوضاع الإنسانية في الشمال الشرقي السوري..

فنجد أن هناك تخوف من قبل المواطنين في الشمال الشرقي لسوريا من حدوث كارثة إنسانية محققة حال إستمرار العدوان التركي وقصف المنشأت الحيوية وموارد المياة والطاقة، حيث حذرت مديرية المياه في الحسكة من حصول كارثة إنسانية وشيكة، نتيجة استهداف الجيش التركي محطة (علوك) للمياه في رأس العين وسري كانيه بعشرة قذائف.

وفي السياق ذاته، وثقت مشافي القامشلي جرح 45 شخصًا منذ بدء الهجوم ً شخصا التركي على روجآفا، بينهم مدنيين من المالكية ديريك، وأربعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية. وسقط معظم الجرحى جراء القصف التركي على أحياء الهلالية، قدروبك، البشيرية، الحي الغربي ومنطقة المعبر الحدودي في القامشلي، وفقًا للمعلومات من قبل مصادر عسكرية.

واتخذت هيئة التربية والتعليم في مدن الجزيرة السورية قرارًا بإغلاق كافة المدارس في المنطقة، بالإضافة إلى أن القصف التركي قد طال محطة (سعيدة) النفطية شمال شرقي القحطانية مما أدى إلى خروجها عن الخدمة.

الانتهاكات في عفرين..

أما عن عفرين وبعد مرور 18 شهرًأ مما يحدث بها، فلا تزال الانتهاكات بها مستمرة، فالحكومة التركية تتخذ إجراءات جديدة بإجبار أهالي عفرين المتواجدين في تركيا بعمل هويات جديدة وإلحاق مناطق عفرين بمدن تركية .

حتى القبور في عفرين لم تسلم من الانتهاكات الكردية، حيث كشفت مصادر كردية داخل عفرين بأنه قد تم نهب مزار يخ زيد في حي الزيدية من قبل عناصر الفصائل المسلحة بالإضافة لرمي كافة محتوياته إلى الخارج إلى جانب قيامهم بسرقة ما يحتويه بداخل المزار من أثاث وقطع أثرية وقيمة.

حصيلة تقريبية لضحايا العدوان التركي..

وكحصيلة تقريبة للعدوان التركي على الشمال السوري، فلقد ارتفع عدد الضحايا على روجآفا إلى 48 شهيدًا و130جريحا، وتلك الإحصائية موثقة من قبل الهلال الأحمر.

وتم التوضيح بأن هؤلاء الشهداء هم من القامشلي – تل تمر- منبج – كوباني – ديريك – رأس العين وهناك أعداد أخرى غير رسمية لأن هناك ضحايا مدنيين سقطوا في مناطق سيطرة عليها الجيش التركي و مرتزقتها و الأعداد تفوق المئات لأن تركيا تخفي جثث الأكراد في مقابر جماعية بين أطفال و نساء و رجال.