إهمال وتعديات.. سور كورنيش الإسكندرية الأثري بين المطرقة والسندان

حين تأتي لعروس البحر المتوسط، أو تشاهد عملاً دراميًا تدور أحداثه في الإسكندرية، لابد أن يستوقفك مشهد كورنيش البحر الممتد من أبي قير وحتى ميناء الدخيلة، والذي طالما كان مصدر إلهام كبار أدباء وفناني الوطن العربي.
وإذا كنت من أقوياء الملاحظه، فستجد أن سور الكورنيش يأخذ تصميمًا مختلفًا مابين منطقة السلسلة، المواجهه لمكتبة الإسكندرية، والتي تضم تمثال الأشرعة البيضاء الشهير، وحتى منطقة الأنفوشي وقلعة قايتباي، حيث مازال هذا الجزء من سور الكورنيش محافظًا على هويته التاريخية والتراثية، كما أن تلك المنطقة تحديدًا من الكورنيش والتي يطلق عليها السكندريون منطقة بحري، تعد قبلة لجميع طبقات المجتمع السكندري للتنزه والاستجمام، ودائما ما تجد بها زحامًا خلال الأعياد والعطلات أكثر من أي مكان آخر.
يتشكل السور في تلك المنطقة من أحجار البازلت الأبيض، بينما يأخذ شكل المعمار الإيطالي في تصميمه، قبل أن تقوم أجهزة حي الجمرك بترميمه بشكل خاطئ مستخدمة الطوب الجيري والأحمر والأسمنت.
ويقول الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة حماية التراث بمحافظة الإسكندرية، "بني السور الواقع بمنطقة ما بين السلسلة والأنفوشي عام 1905في عهد الخديوي عباس الثاني، وقام بتصميمة مهندس فرنسي الجنسية، ونفذته وأشرفت على بناءة شركة إيطالية، وهذا الجزء من سور الكورنيش مدرج بالكامل كمنطقة تراثية داخل مجلد التراث تحت رقم 6002، ومن التوصيات الرئيسية بالمجلد عدم التعرض له سواء بالبناء أو الردم".
وأشار "عوض"، إلى أن هذا الجزء من كورنيش الاسكندرية تحديدًا يعد من أجمل المناطق التراثية بالعالم، ولكن للأسف لم تلقى تلك المنطقة التطوير والترميم اللائقان للمحافظة عليها ودرء الخطر عنها، كما أن التعديات المتمثلة في النوادي والكافيهات المحيطين بها، تعد تشويهًا وتدميرًا لما لهذه المنطقة من قيمة جمالية وتراثية.
بينما أكد مصدر مسؤول بمنطقة آثار الإسكندرية، أن السور غير مسجل في سجلات الآثار حتى الآن رغم وجوده في مجلد حفظ التراث بالمحافظة والذي يحظر عدمه أو تغيير معالمه، مما يزيد من الخطر الواقع على هذا الجزء من السور سواء من تشويه وهدم أو تعديات.