بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من الداهية لـ الكلب.. تعرف على سر الرقم 60 في الشتائم المصرية وسبب سخرية السعوديين منه

بلدنا اليوم
كتب : رحاب الخولى

التراث المصري مليء بالأمثال الشعبية والشتائم المصرية التي تجدها مناسبة لكافة المواقف الحياتية التي نتعرض لها كل يوم، ويتخللها أرقاما لا نعرف سبب ذكرها، ومن أكثر الأرقام التي شاعت في الأمثال الشعبية هو رقم 60.

وكثيرة هي المناسبات التي نردد فيها عبارة في ستين داهية في حياتنا اليومية للإشارة إلى حالة من عدم الاهتمام واللامبالاة على ما ضاع أو فات بيد أن ذلك لم يكن المعنى والمقصد الأصلي لها.

أبو الأرقام

ويسخر المصريون والسعوديين من هذا الرقم، نظرا لأن هناك تقارير إعلامية سعودية لاتخلو من الرقم 60 الذي يكرره غالبية المسؤولين في المملكة حيث يعتبروه رقم معجزة، حيث يصفونه بـ"أبو الأرقام"بالسعودية، فضلاعن وجود مناطق عديدة تحمل الرقم 60.

ومن أكثر العبارات الشهيرة التي تقال في المجتمع المصري، ويتم استخدام فيها الرقم 60، هي "ابن 60 كلب" والتي تقال عند الشعور بالاستفزاز والغضب من شخص آخر، كذلك كلمة "في 60 داهية"، ولكل منهما قصة نرصدها خلال السطور التالية:

ابن 60 كلب

تم رسم الكلب في الحضارة المصرية القديمة داخل المربعات وجد أن ارتفاعه عبارة عن 6 مربعات وطوله 10 مربعات، وعندما نقوم بضرب الرقمين سنجد أن الناتج سيكون 60 مربعا، وهو حجم الكلب لذا نقول «ابن 60 كلب» وليس رقمًا .

60 داهية

مصدرها التاريخي يعود لأول من قالها وهو قيس بن المكشوح المرادي أثناء حصاره قصر فيروز الديلمي في صنعاء وقتله للباذان الفارسي بعد معركته في الرحبة مع همدان.

قيس بن مكشوح وكلمة 60 داهية

الصحابي قيس بن مكشوح المرادي عندما أطبق الحصار على قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، أقام نقطة في مداخل صنعاء وقتل كل من ينتمي إلى الفُرس أو همدان الجوف، والسبب يعود إلى ما قبل الإسلام حيث كانت تدور معارك بين قبائل مدحج وهمدان وكانت دائماً الغلبة لمدحج فاستعان الهمدانيون بالفرس على مدحج ورتبوا خطة للقضاء على مشايخ مدحج فطلب الهمدانيين من مشائخ مدحج اللقاء بدون حمل السلاح من الطرفين للتحاور.

وقد رتب الهمدانيون مع الفرس مكيدة لقتل كبار مشايخ مدحج (مراد) وفعلاً تم الحضور وغُدر بمشايخ مدحج، وقتل منهم ستون شيخ، وكانوا من داهات مدحج فتفرقت قبيلة مدحج وهام قيس بن مكشوم في جزيرة العرب، وكان فارساً من فرسان مدحج حتى سمع بنبأ الرسول محمد (صلى الله علية وسلم) فقدم إلى المدينة لمقابلة الرسول (عليه الصلاة والسلام) فدار بينهم حوار من ضمنه سؤال الرسول له “هل يحز بنفسك ما جرى لقومك”، فقال له نعم فأسلم قيس وعاد إلى اليمن.

سر الرقم 60

فلما حدثت الردة وجراء مناوشات مع حاكم صنعاء تذكر قيس بن مكشوح غدر همدان بمشايخ قومة بالتعاون مع الفرس وسعى للانتقام والثأر لهم من الفرس وهمدان ومع كثرة عدد القتلى من الجانب الآخر جاءت الوفود الوسيطة إلى قيس بن مكشوح معاتبين له لكثرة القتلى ومناظر الخراب والدمار، فأجابهم بهذه الكلمات القليلة “في ستين داهية“بمعنى كل هذه الضحايا والخراب من أجل أو ثأراً لستين داهية أو كبير من قومه.

حقيقة معنى كلمة 60 داهية

كانت كلمات في ستين داهية للتبرير، وليس للازدراء أو اللامبالاة لما ارتكبه من مجازر وخراب. فأصبحت هذه الكلمات اليوم ذات معنى مُحرف.

تم نسخ الرابط