بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مدير مبادرة "حياة كريمة": سنقضي على الفقر في 1000 قرية بحلول 2024.. حوار

بلدنا اليوم
كتب : رحاب الخولى

ننتظر إتاحة مليار و350 مليون جنيه للبدء في المرحلة الثانية

سنقضي على الفقر في 1000 قرية بحلول 2024

- اختيار 5 قرى من محافظة شمال سيناء لضمهم للمرحلة الثانية

أتوقع استمرار مبادرة حياة كريمة بعد الانتهاء من 1000 قرية

40 مليار جنيه إجمالي المخصصات المالية اللازمة للعمل في 1000 قرية

تواصل وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية العام الماضي، بعد توقف العمل بها لمدة 3 أشهر نتيجة الغلق الذي شهدتها البلاد بسبب جائحة كورونا.

وتعمل المبادرة على تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، وتتنوع الأعمال مابين تقديم الرعاية الصحية والخدمات الطبية المختلفة مثل إجراء عمليات جراحية، صرف أجهزة تعويضية لذوي الإعاقة، والشق الثاني التي يتعلق بتطوير البنية التحتية وتوفير فرص عمل في القرى الأكثر احتياجا.

ونظرا لأهمية المبادرة الرئاسية حياة كريمة، تعكف العديد من الوزارات مثل التخطيط والتضامن والتنمية المحلية على الإسراع في تنفيذها، حتى يتم الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتوفير الحياة الكريمة، للقرى الأكثر فقرا، ولهذا الصدد أجرينا حوارا صحفيا مع الدكتور خالد عبدالفتاح، مدير مبادرة «حياة كريمة» بوزارة التضامن الاجتماعى، الذي أكد

أن العمل في المبادرة يتم على 1000 قرية فقيرة فى مصر وفقاً للتقارير التى أعدها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والتي سيتم الانتهاء من العمل فيها خلال العام المالى 2023/ 2024.. وإلى نص الحوار:

_ في البداية.. حدثنا عن أهداف مبادرة حياة كريمة.. وكيف تعمل؟

مبادرة حياة كريمة، تعد من أهم المبادرات الرئاسية في شهر يناير من العام الماضي، والهدف العام لها هو تحسين نوعية السكان في القرى الأكثر احتياجا، وفي الفترة الأخيرة تم استبدال مصطلح القرى بالتجمعات الريفية لأن هناك مناطق لا توصف بأنها قرية بل توصف بأنها " عزب وكفور" وبها أعداد أسر صغيرة.

تعمل المبادرة بفكر تكاملي أو شمولي، بمعنى أن القرى التي تم اختيارها ضمن خريطة الفقر، يتم التدخل بها على أكثر مستوى، فهناك مستوى خاص بالبنية التحتية مثل إنشاء الطرق ومحطات الصرف وشبكات المياه، وعمليات الرفع والمعالجة، ومستوى آخر بالخدمات الموجهة للبشر مثل التعليم والصحة، بالإضافة إلى تدخلات أخرى من شأنها تعمل على تمكين المهارات وسبل الوصول لفرص العمل، والهدف الرابع هو التركيز على الأسر الأولى بالرعاية، داخل تلك التجمعات الريفية.

والمستويات الثلاثة الأولى سالفة الذكر يتم تحليلها إلى مهام تقوم بها كل الوزارات والأجهزة الحكومية، من خلال وزارة التخطيط والتنسيق مع التنمية المحلية، فكل وزارة تعمل في إطار تخصصها، أما الهدف الرابع من الأعمال المنوط به وزارة التضامن الاجتماعي فقط، ويتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وتستهدف الأسر الأولى بالرعاية.

ويتم استهداف الأسر الأولى بالرعاية بأكثر من تدخل، حيث يتم استهداف السكن بشكل عام وتأهيلهم ورفع كفاءته وتحويله لسكن آمن من تركيب الأسقف والأبواب وخلافه أو ربطه بالشبكات العامة مثل الصرف الصحي إن وجدت في القرية، أما المكون الثاني فهو خاص بالخدمات الصحية وتيسير قوافل طبية علاجية مجانية، وعمليات جراحة عامة مجانية، وعمليات عيون مياه بيضاء وشبكية مجانية، وأطراف صناعية وأجهزة مجانية.

كما تستهدف الوزارة تعظيم الاستفادة القصوى من برامجها داخل القرى الأكثر احتياجاً من خلال التوسع فى برامجها المختلفة داخل القرى المدرجة بـ حياة كريمة، وعلى رأسها برنامج تكافل وكرامة، وبرنامج وعى، وبرنامج فرصة، فضلاً عن توفير التدريب اللازم على المشروعات المدرة للدخل وغيرها

_ متى سيتم الانتهاء من العمل على القرى التي حددها الحهاز المركزي "القضاء على الفقر" ؟

المبادرة بشكل عام تهدف لتحسين نوعية الحياة إلى 1000 قرية، وسيتم الانتهاء من العمل بها نهاية العام المالي 2023/2042، وتم ترتيب ال 1000 قرية تنازليا حسب نسبة الفقر فالأكثر احتياجا ثم الأقل والذي يليه، حيث تصل أقل نسبة الفقر فى هذه القرى إلى 55%، فى حين تقدر أعلى نسبة بنحو 92% وتتضمن المرحلة الأولى بالمبادرة النسب الأعلى فى الفقر حتى 68%، ومن المفترض حسب خطة العمل أن يكون هناك شريحة للعمل عليها.

_ ماهي آخر مستجدات مبادرة حياة القرى وعدد القرى التي تم الانتهاء منها؟

خلال العام الأول تم الانتهاء من 143 قرية، وكانت نسب الفقر فيها فوق ال 70%، حيث تم عمل بها 616 مشروع استثماري مثل بناء أو توسعة المدارس، إنشاء مراكز صحية، محطات معالجة الصرف الصحي.

وخلال المرحلة الأولى تم تأهيل ما يقرب من 15 ألف و700 منزل، وفي الخدمات الصحية تم استهداف 31 ألف خدمة صحية، فكان هناك 264 قافلة طبية مجانية، استفاد منها 111 ألف مستفيد بفحص طبي وتوفير علاج مجاني، فضلا عن توفير 17 ألف نظارة طبية، ولن يتبقى منها سوى 20 قافلة يتم تنفيذها خلال الأيام الحالية لتحقيق المستهدف منها في المرحلة الأولى حسب الخطة الموضوعة لها.

كان من المفترض أن يكون هناك توافق بين الوزارات المعنية التخطيط والتنمية المحلية والتضامن للعمل في مبادرة حياة كريمة على 270 قرية نسب الفقر فيها فوق ال 70%، وخلال السنة الأولى تم العمل على 143 في 11 محافظة أغلبها في الصعيد، وكان من المتوقع في السنة التالية أن يتم العمل على 127 قرية أخرى لاستكمال ال 270 قرية، ولكن صدرت توجيهات رئاسية بالإسراع في تنفيذ العمل بالمبادرة، فتم رفع عدد القرى المستهدف للعمل بها خلال العام الثاني إلى 214 قرية، في 14 محافظة أغلبها أيضا في الوجه القبلي.

وهناك قرى أخرى تم إضافتها في المرحلة الثانية بناء على توصيات المحافظين الذين هم أكثر دراية بمعاناة الأهالي، فتم زيادة 36 قرية جديدة فأصبحت المرحلة الثانية تتضمن 240 قرية، وبهذا يكون هناك 400 قرية يتم العمل بهم خلال عامين.

_ متي سيتم البدء في المرحلة الثانية لمبادرة حياة كريمة..وكم تبلغ الميزانية المخصصة لها؟

خلال الفترة الحالية يتم التخطيط للمرحلة الثانية، فنحن حاليا في انتظار إتاحة المخصصات المالية الخاص بوزارة التضامن الاجتماعي، حيث بلغت التكلفة الإجمالية لمبادرة حياة كريمة في العام الأول إلى 3.5 مليار جنيه لكل الوزارات الشريكة في المبادرة، أما وزارة التضامن فوصلت تكلفة العمل في المبادرة إلى 675 مليون جنيه بما فيهم نسبة مساهمة الجمعيات الأهلية.

وتصل إجمالي التكلفة في العام الثاني لمشروعات الخطة الاستثمارية فقط، 8 مليار جنيه، لأن هناك 232 قرية سيتم العمل عليها، وهناك استكمال لبعض الأعمال في 143 قرية التي كانت في المرحلة الأولى.

وقدرت وزارة التضامن الاجتماعي أعمال العام الثاني من مبادرة حياة كريمة مايقرب من مليار ونصف بجانب مساهمة مجتمع مدني والتي تبلغ 150 مليون جنيه، وبذلك وزارة التضامن الاجتماعي في انتظار إتاحة مليار و350 مليون جنيه للبدء في المرحلة الثانية من المبادرة، وبذلك تبلغ مخصصات المرحلتين الأولى والثانية في 375 قرية في المبادرة إلى 13 مليار جنيه.

_ في توقعاتك..كم تبلغ إجمالي العمل في ال 1000 قرية؟

بمعادلة بسيطة يمكن القول بأن العمل في 1000 قرية التي حددها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء تكلف 40 مليار جنيه؛ وبذلك تتطلب تلك المبادرة مبالغ ضخمة ورغم ذلك مازالت الأعمال مستمرة في المبادرة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تعمل جميع أجهزة ووزارات الدولة تعمل في المبادرة كل في إطار تخصصه، فالتنسيق في المبادرة على أعلى مستوى، المتابعة أيضا على مستوى عال من جهات متعددة، وزارة التنمية المحلية مثلا تعمل على متابعة الخطة، المحافظين تتابع عمليات التنفيذ على أرض الواقع، بالإضافة إلى الاجتماعات الشهرية لمجلس الوزراء، ومتابعة دورية من رئاسة الجمهورية؛ لتكون هناك جدية في التنفيذ وجدية حال وجود تذليل أو بطء في التنفيذ في مناطق جغرافية معينة.

لا يوجد تدخل بشري في اختيار القرى، ولكن أحيانا يؤخذ بعين الاعتبار من المحافظين بأن هناك قرى من المدرجة ضمن الألف قرية في حاجة أن تكون ضمن المراحل الأولى، ولها أولوية خاصة، وفي تلك الحالة لابأس من مراعاة ذلك.

الأسر الأولى بالرعاية يتم اختيارها ضمن معايير الاستحقاق، وهي نسب أو معدل الفقر الخاص بالأسرة، وهنا يتم الاشتراك ببيانات قواعد تكافل وكرامة لأنها قواعد تم التحقق منها عدة مرات، فتكون لهم الأولوية سواء كانت كروت صرف معاشات تكافل وكرامة ساري أم متوقف، لطالما كان هناك مسجلا.

وهناك أولوية لضم حالات جديدة من خارج المسجلين من تكافل وكرامة مع مراعاة البحث الاجتماعي لقياس معدل الفقر الخاص به، وأولوية للأسر التي يعولها نساء، وأولوية للأسر التي يعملها مسنين، وأولوية التي تكون أحد أفرادها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

- ماهي توقعاتك في استمرار مبادرة حياة كريمة؟

نتوقع أن تثبت مبادرة حياة كريمة نجاح فائق لم يحدث من قبل في أعمال التنمية الريفية، فضلا عن أنها ستكون مبادرة مستمرة لم تتوقف عن العمل في تطوير القرى الريفية وتحسين نوعية الحياة للأسر الفقيرة، وذلك لأن الفقر عملية التحرك له نسبي ومرن، فاليوم مثلا يمكن تحسين الألف قرية، وبعد جمع بيانات خاصة بالقرى الفقيرة مثلا بعد 5 سنوات ستكون هناك قائمة أخرى بالقرى الفقيرة، ولكن نسب الفقر لم تصل مثلما كان الحال في الألف قرية الحاليين.

_ كم وصلت نسب التنفيذ لمبادرة حياة كريمة في القري؟

نسب التنفيذ تتجاوز 85% رغم ظروف كورونا، ومن المتوقع بنهاية نوفمبر الحالي أو منتصف ديسمبر المقبل، الانتهاء بالكامل من المرحلة الأولى بالنسبة لتدخلات وزارة التضامن الاجتماعي، وهذا لا يعني أن تلك القرى سنتركها، بل ستكون هناك متابعة دورية لها بجانب استمرار الأنشطة من قبل الجمعيات المشاركة في المبادرة، وحال ظهور أعمال إضافية أثناء مدة تنفيذ المبادرة سيتم إدراجها في خطة العمل.

وبمجرد إتاحة المخصصات المالية سيتم العمل في المرحلة الثانية، فهناك قرى بالفعل تم توزيعها على الجمعيات والمؤسسات الأهلية وتم الانتهاء من تحديد الاحتياجات في الخطط التنفيذية لكل قرية.

_ كم أسرة من تكافل وكرامة استفادت من مبادرة حياة كريمة؟

ما يقرب من 80% من تكافل وكرامة مستفيدين بالمكون الخاص بالمساكن، إنما في مكون الخدمات الصحية فهي مفتوحة لكل أهل القرية، وحال إجراء عمليات جراحية يتم التحقق من شروط الاستحقاق من خلال البحث الاجتماعي.

_ هل تم إدراج المحافظات الحدودية في مبادرة حياة كريمة؟

المحافظات الحدودية لها الأولوية بالفعل، فهناك محافظات مرسى مطروح والوادي الجديد، وفي المرحلة الثانية تظهر البحر الأحمر.

و للأسف الشديد، قواعد البيانات الخاصة بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لم تتضمن محافظتي شمال وجنوب سيناء، وبالتالي تم سحب أفقر 1000 قرية مصرية مستهدفة في المبادرة الرئاسية حياة كريمة لا تتضمن أي قرية من شمال سيناء، وبالتالي تم التواصل مع محافظ شمال سيناء وتم دراسة وضع القري في المحافظة، وجاري الآن اختيار 5 قرى لضمهم المرحلة الثانية، وخلال المدة المتبقية من عمر المبادرة سيكون هناك 5 قرى من تلك المحافظتين.

ما أكثر المحافظات التى تخطت نسبة الفقر فيها 90%؟

- نسبة الفقر تبدأ من 70%، ووصلت فى بعض القرى إلى 93%، وأفقر قرية فى مصر نسبة الفقر بها تجاوزت 92%، وهى «وادى العلاقى»، جنوب أسوان بـ180 كيلو، وتتبع إدارياً مركز أسوان، والانتقال إليها من المدينة يستغرق 4 ساعات ونصف الساعة، والطريق غير مرصوف، ولا يوجد أى خدمات بها على الإطلاق، والقرية موجودة فى وادى مصنف على أنه محمية طبيعية، تبعد عن بحيرة ناصر 25 كيلو، ورغم ذلك تعانى من العطش الشديد، عطش مياه شرب ومياه للزراعة، وهناك وحدة محلية صغرى منوط بها نقل مياه الشرب بالخزانات لتوزيعها على الأسر، ويتم ذلك كل أسبوعين، ووزارة التخطيط ووزارة التنمية المحلية تعملان على مشروعات البنية التحتية ومشروعات رصف الطرق، والإنارة وشبكات المياه والصرف، ومنشآت الخدمات العامة من مدارس ووحدات صحية.

تم نسخ الرابط