فى سرية تامة.. "الزوج المحلل" مهنة العاطلين على السوشيال ميديا (تحقيق)

لا تزال السوشيال ميديا تكشف لنا عن العديد من السلبيات التي أوجدتها داخل المجتمع، لكن هذه المرة أصابتنا بالاندهاش والفزع، فعلى طريقة فيلم عادل إمام «زوج تحت الطلب»، انتشرت إعلانات زواج السبوبة تحت مسمى "الزوج المحلل" على صفحات الفيسبوك دون وجود رقيب ولا قانون يجرمهم، حتى صارت وظيفة المحلل مهنة وبيزنس للشباب العاطل.
عديد من الرجال يلقون يمين الطلاق على زوجاتهم مئات المرات فى اليوم الواحد، دون حساب أو مراعاة خطورة ذلك في تهديد كيان الأسرة، ليقعوا فى فخ حرمانية معاشرة الزوجات وتصبح حياتهم مهددة بالدمار فيضطروا عندها للبحث لدى من يسلكون الطرق غير القانونية للرجوع لزوجاتهم مرة أخرى، فيجدوا أمامهم "المحلل الشرعى أو زوج تحت الطلب أو محلل المطلقات" للخروج من أزمتهم بعد تطليق زوجته طلاق بائن لا رجعة فيه وتكون الضحية هى الزوجة التى لا حول لها ولا قوة والتى تساق إلى الطلاق مكره وإلى الزوج بشكل غير شرعى تحت مسمى حماية الأسرة، ولتكون سلعة رخيصة تباع وتشترى.
بيزنس على السوشيال ميديا
"كل ما تريد معرفته عن العلاقة الزوجية وحل المشاكل الزوجية"، هو اسم لحساب على "فيس بوك"، تمكنت جريدة "بلدنا اليوم"، من حل لغز هذه الصفحة، عندما أصابنا شكًا بأن هناك سر خفي وراء هذا الحساب، وبالتصفح داخل الصفحة تسلل إلينا أنها ما هي إلا وسيلة للتجارة بالبشر، فذلك "بوست" يقول: "ألف مبروك تم الجمع بين زوجين في سرية تامة"، على الفور انتابنا الفضول لمعرفة ماذا يجري بداخل هذه الصفحة، ليظهر لنا "بوست" آخر، يقول: "محلل شرعي، لو طلقت مراتك ثلاث مرات أو جوزك طلقك ومفيش حل!، خايفين على أولادكم من الضياع، مش عاوز مراتك تكون لحد تاني، مش عاوزين أولادكم يكون ليهم جوز أم ولا مرات أب يعملوهم وحش أو يضربوهم، عاوزين تجمعوا أسرتكم تاني، وندمانين على لحظات غضب، إحنا عندنا الحل محلل شرعي، تقدروا ترجعوا تاني وتلموا أسرتكم تاني، من خلال المحلل الشرعي، للتواصل على رسايل الصفحة".
بالتعمق أكثر داخل هذا الحساب تظهر العديد من البوستات، التي تكشف عن أكبر جريمة إنسانية، والتي تدخل تحت إطار الاتجار بالبشر، فقد ظهر لنا أنها عبارة عن صفحة تجارية، تمارس مهنة مجرمة قانونًا، حيث تقدم "محلل" للزوجين بعد طلاقهم ليرجعوا أزواج مرة أخرى، كما لاحظنا وجود عددًا من الشباب استخدموا خاصية "التعليقات" للاستفسار عن وجود فرصة عمل لهم كـ"محلل"، أو "زوج تحت الطلب"، حيث ترك عددًا كبير منهم أسمائهم وأرقام هواتفهم في حالة الإتاحة.
خوض التجربة
كل ما شهدناه، فرض علينا أن نخوض التجربة، حتى نحصل على دليل موثق، لما تنظر إليه أعيننا وتقرأه ألسنتنا، فها نحن قد حصلنا على الرقم الخاص بأحد المسؤولين عن هذه الصفحة، وتحدث إليه محرر "بلدنا اليوم" عبر "واتساب" على أنه زوج قد طلق زوجته ويريد "محلل" ليتمكن من الرجوع إليها مرة أخرى.
سيد: 2000 جنيه ثمن الزيجة الواحدة
في الساعة الثامنة مساءًا وسبعة وثلاثين دقيقة، أرسلنا إلى "سيد.ر"، يبلغ من العمر 32 عامًا، مقيم بمحافظة بني سويف ويعمل "محلل شرعي" على حد قوله، رسالة مكتوبة عن طريق الواتساب تتضمن"السلام عليكم، أستاذ سيد، حضرتك ابن أصول أنا شوفت تعليقك على صفحة الزواج المحلل اللى على الفيس، فيا ريت حضرتك تساعدني في مشكلتي ومش عاوز أتواصل مع الصفحة ده خالص يكون خاص بينا وتحت أمرك في أي حاجة وبدون علم حد ده شرطي"، فور وصول الرسالة، حاول "سيد" الاتصال من خلال خاصية المكالمات التي يتيحها تطبيق "واتساب"، لكن لم يتم الاستجابة إليها على سبيل الحذر، ليبق التواصل مجهولًا بيننا وبينه، لمعاودة الرد عليه مرة أخرى: "أهلا بحضرتك.. لو حضرتك موافق تقول شروطك ونحدد معياد"، ليرد "سيد": "انا محلل.شرعي سني ٣٢".
بعد أن تمكنا من استدراج "سيد"، ورد على طلبنًا بأنه محلل شرعي وجاهز للعمل، أردنا أن نعرف منه التفاصيل الكاملة، لما يقوم به، كيف يتم الزواج، وما مقابل ذلك، والضمانات التي تقدم إلى الزوجة لتطمئن أنه سوف يطلقها فور الانتهاء من العلاقة الحميمة، فقلنا له: "حضرتك عملت ده قبل كده وفاهم ولا إيه؟"، ليعاود الاتصال مرة أخرى، ولم نرد عليه أيضًا، ليسجل تسجيل صوتي يكشف فيه عن المستور مضمونه:"ماشي يا فندم أنا تحت أمرك في أي حاجة، بالنسبة لطلباتي أنا باخد ألفين جنيه"، هكذا قال "سيد" في تسيجل له، لأرد عليه بعد رسالته: "المكان بيكون فين وضماني إن حضرتك تطلق، وتحت أمرك في أي حاجة، أهم حاجة الموضوع يتم بسرية"، ليدب الشك بداخله، ويبعث رسالة تستوجب منا الحذر أكثر في الحديث معه، "ماشي يا فندم هو إيه إللي مطلوب مني بالضبط حضرتك عاوز إيه".
عاودنا التواصل مرة أخرى مع "سيد.ر"، "ما أنا عرفت حضرتك إني غصب عني طلقت مراتي ومعرفتش حد خالص.. وكنا عاوز ربنا يكرمنا نخلص الموضوع في السر كده من غير ما أهلي ولا أهلها يعرفوا، وعشان كدة بقول لحضرتك إيه الطلبات وأنا مواقق.. يعني حضرتك أنا ممكن أجي في يوم ونتفق أنا وحضرتك والمدام في أي مكان .. نخلص ونطلق بعديها"، ليرد بتسجيل صوتي أخر: "حضرتك إللي عاوزة ولا مين وسنك كام سنة وردي عليا".
بعد رسالة "سيد" طالبًا تفاصيل هوية المتحدث معه، اختلقنا اسمًا عشوائيًا لنتمكن من تكملة الحديث معه، لكن هذه المرة على أننا الزوجة: "أيوة، عندي 25 سنة.. وجوزي عارف اني بكلمك، وأنا بقول لحضرتك الضمان بس أني حضرتك هتطلق بعد ما نخلص"، ليرد بتسجيل صوتي: "حضرتك أنا معاك في أي وقت أنا معنديش مكان وباخد ألفين جنيه، حدد المكان والميعاد وأنا أجيلك".
عاود "سيد" الشاب الثلاثيني بإرسال تسجيل صوتي آخر، قائلًا فيه، "اكتبيلي العنوان وأنا باخد ألفين جنيه"، لأرد عليه: "تمام حضرتك انا عارف مكان في مقاولين العرب اكلم صاحب الشقه ايجار شهر مثلا على حسابي وابلغك، انتظر مني معاد، وشكرا جدا لحضرتك، بس أجيب واحد بس شاهد على الكلام ده عشان يكون ضمان ليا في الطلاق".
بعد أن أبلغت الزوج المحلل، أنه أثناء المقابلة للزواج والعلاقة الحميمة بأنني سوف أجلب شاهد ليكون ضمان لي للطلاق، قال: "لأ حضرتك، تقولي المكان فين وأنا أجي نخلص مهمتنا، وأخد الألفين جنيه، من غير أي حد يكون موجود"، ولاستمرار الحديث مع "سيد" وافقت على طلبه، وقال لي أنه سوف يأخذ ألف جنيه قبل الزواج وآخر بعد الطلاق.
ولإنهاء الحديث مع "سيد.ر"، صاحب الـ32 عامًا، محلل شرعي، أرسلنا له بعد مرور يوم كامل على المحادثة السابقة: "للأسف حصل اللي مكنتش متوقعه.. طلقيتي قالت لأمها.. وجم خادوها الفجر، وهيجو يلموا الفرش النهاردة"، ليحاول الاتصال مرارًا وتكرًرًا، ولكن لم نرد عليه، حتى أرسلت له: "معلش.. للأسف اللي حصل لغى كل الترتيبات اللي انا كنت عاملها، وبردوا ولا اكني كلمتك، ولا انت كلمتني"، ولينتهي الحديث معه، والتحدث إلى "محلل أخر" عرض نفسه على الصفحة ليكون محلل شرعي كما يطلقون.
رمضان: بتزوج من غير عقد والمكان على المطلق
"رمضان.جاد"، الشاب الأربعيني، "محلل شرعي"، لم يطول حديثنا معه، نظرًا لجديته بالموضوع، فبعد أن حصلنا على على رقم هاتفه الخاص، تحدثنا إليه عبر "واتساب"، لكن ذلك المرة كان عن طريق حيلة جديدة بأن هناك شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، وقعت جارته "زوجة مطلقة" في مأزق، وتريد زوج محلل، لكي تتمكن من الرجوع إلى زوجها مرة أخرى، "السلام عليكم، استاذ رمضان.. حضرتك انا جارتي كانت طالبه محلل.. وللاسف انا صغير ومينفعش.. فدورت على الفيس لقيت منشور وحضرتك معلق عليه.. قلت اكلم حضرتك بعيد عن الصفحه اللي ناشره، هيا قالتلي اقلك.. إنها طالبة ليلة واحدة بس وبعدها الطلاق على طول، فطلبات حضرتك ايه وضمان ايه إن حضرتك هتطلق".
الحقيقة، أنه بعد محادثة "رمضان"، كل ما كان يأمله بأن يتمكن من قضاء ليلة مريحة بزوجة جديدة، فمن خلال تتبعه على موقع التواصل الاجتماعي، وتعليقاته على حساب "كل ما تريد معرفته عن العلاقة الزوجية وحل المشاكل الزوجية"، دائمَا ما يعلق بأنه محلل شرعي، مرفق بالرسالة رقم الهاتف الخاص به، قائلًا أن موجود بدون مقابل، ورد "جاد" على رسالتنا كالأتي: "صباح الخير.. حضرتك منين الأول.. أنا تحت أمركم في أي وقت كلمني.. في سرية تامة.. ممكن نتشرف بمعرفتك.. حضرتك كلمني ونتفاهم.. لأن في شروط مطلوبة قبل العقد.. وبالنسبة للضمان شوف انتم عايزين إي وأنا جاهز".
المتامل قليلًا يجد أن من يطلق على نفسه "محلل شرعي" وكأنها مهنة امتهنها "رمضان جاد"، خلال رده على طلبنا "إتاحة محلل" والذي جاء في ست رسائل منفصلة، يكشف لهفته على تحديد موعد الزواج مع قبول أي ضمان نضعه مقابل الطلاق بعد العلاقة الحميمية، فكان ردنا: "حضرتك بلغني الشروط وطلباتك وانا اخليها تشوف المحادثه واشوف ردها.. هيا عندها 30سنه".
رد "رمضان" مرة أخرى بعد أن سألناه عدة مرات عن شروطه مقابل الزواج مدة ليلة واحدة قائلًا: "كلامي واضح لكم"، لأقول له: "هيا كل إللي عايزاه زواج شرعي لمدة يوم واحد والمكان عليها.. مش فاضل غير طلباتك بس.. وطريقة توثيق العقد".
"أنا معنديش أي طلبات.. ومفيش داعي لتوثيق لعقد إحنا مع بعضينا.. ممكن تتصل ونتكلم من فضلك".. هكذا كان رد "رمضان" الاستفسار الذي طلبناه منه بشأن الشروط الذي يرغبها لإتمام "الزواج المحلل"، وأيضًا طريقة توثيق العقد، فمن حديثه تبين أن كل ما يريد هو زواج لمدة ليلة واحدة بدون شهود أو مأذون، مجرد ليلة على الفراش.
وعن سؤاله عن مقابل هذه العمل "ماديًا" قال: "لا ده لوجه الله تعالى.. مش عاوز أي مقابل"، وبذلك انتهت المحادثة بيني وبينه بعد أن أخبرته بأني سأعاود الاتصال به لاحقًا لترتيب الموعد وكل المسلتزمات الني نحتاجاها.
محمد: تزوجت 11 مرة بـ11 ألف جنيه
"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هكذا بدء "محمد قاسم"، حديثه لـ"بلدنا اليوم"، بعد أن تواصلنا معه عبر الاتصال هاتفيًا، بعد الحصول على رقم الهاتف الذي يملأ تعلقيات صفحة "كل ما تريد معرفته عن العلاقة الزوجية أو حل مشاكل الزوجية"، حيث قال، "حضرتك ممكن تبص لموضوع من ناحية غير إللى أنا شايفها، يعني أنت بتبص على أنه حرام وأنه ده بيتم عشان الفلوس، لأ بعمل كده عشان أجمع أسرة اتفككت في لحظة غضب، وفي نفس الوقت باخد مقابل قليل، على حسب حالة الزبون".
بعد أن قال "محمد على" الشاب الذي يقع في مشكلة الطلاق البائن "زبون" قلنا له: "ما حضرتك بتقول عليه زبون أهو، يعني سبوبة بالنسبالك!"، غضب قليلًا وقال: "حضرتك مش شايف البلد حالها عامل إزاي، وإذا انا قلت زبون، عشان كذا حالة أنا اتجوزتها وطلقتها تاني يوم، وبطلع منها مصلحة بدل القعدة ده".
كشف الشاب الثلاثيني، أنه عمل كـ"زوج محلل" 11 مرة، حصل من خلالهم على مبلغ 11 ألف جنيه، مما يعني أنه يحصل على ألف جنيه مقابل الزوج سواء كان عبارة عن خلوة شرعية أو عقد على الورق فقط، ويقول:"بص يا باشا أنا مش بستغل حد، إللى عاوز أنا تحت أمره، أنا لحد الوقت اتجوزت 11 مرة، كل مرة بالف جنيه، في غيري بياخد من 5 آلاف لـ 10 آلاف، أنما أنا براعي ربنا، وسواء بقى كان الزواج على الورق أو فيه علاقة، ده بيرجع للزوج على حسب رغبته".
إبراهيم: أنا في المهنة من سنتين واتجوزت 24 مرة وشغال في 4 مكاتب
"إبراهيم.ك"، شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، قد حصل بعد تخرجه من كلية الآداب بجامعة القاهرة على وظيفة مباشرة "زوج محلل"، "قبل أي حاجة الموضوع على سنة الله ورسوله، زواج شرعي ميه في الميه، وكل حاجة فيه تمام، أنا متعلم يعني مش هاعمل حجة غلط"، هكذا سرد لنا "إبراهيم" قصته مع الزواج المحلل، حيث كشف أنه تعرف على هذه المهنة عن طريق صديق له، واشار إلى أنها مهنة سهلة للغاية وفي إطار الشرع، وتكوين الاسرة مرة اخرى.
أضاف الشاب العشريني، "في مكاتب مقدرش أقلك عليها هيا إللى بتوصلنا للحالة، ومشترك في أربعة مكاتب، كل إللى بيحصل إن المكتب يرن عليا، وده طبعا بناءا على طلب الزبون في السن المعين، وباخد العنوان وأروح المكان، بلاقي مآذون شرعي بنكتب الكتاب وبسهر ليلة كاملة مع الزوجة، وتاني يوم بطلق، بعد كده برجع على المكتب باخد الحساب منه 1500 جنيه، طبعًا معرفش السعر كام المكتب هو المسؤول".
بعد أن قال "إبراهيم"، أن ما يقوم به حلال شرعًا، وأنه غير مخالف للشعر، بسؤاله هل يعرف والديه ا يقوم به، قال، "الحقيقة مفيش حد يعرف خالص إللي أنا بعمله، عشان هما هيرفضوا وهيقولوا حلال، وعشان كده أنا بقلهم يوم الأردور، أني رايح شغل مع زميلي في "البلاط" ومحدش بيسأل".
وأوضح "المحلل الشرعي"، أنه في هذه المهنة منذ سنتان، ووصلت عدد مرات زواجه إلى 24 مرة، بواقع زواجة كل شهر، مقابل الـ1500 جنيه، إضافة إلى عمله الأخر "مبلط".
حاولت "بلدنا اليوم" الاتصال بالشيخ محمد حسين، مدير مكتب الزوج المحلل، لأخذ تصريحات منه على ما يتم بثه على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أنه يأخذ الحيطة والحذر بشكل كبير، وكان رده كل شيء لدينا يحدث في سرية تامة.
كثرت طلبات الاستفسار عن وجود فرصة للعمل بهذا المكتب، الأمر الذي أجبر أدمن صفحة "كل ما تريد معرفته عن العلاقة الزوجية وحل المشاكل الزوجية"، لنشر توضيح على الصفحة قائلًا: "العدد مكتمل من المحللين فى المكتب عندى، وغير كده مش أى واحد يكون محلل لازم يكون بشروط معينة، الراجل اللى عندى بيتميزو بالإحترام والتعليم العالى وحسن الخلق وحسن المظهر، وعندنا كل البيانات الخاصة بيه وبنخليه يعمل فيش جنائى، وبنمضيه على وصل أمانة حتى لا يلعب من ورا ظهرنا زى الفار، والموضوع فى سرية تامة لا يعلم أحد سوى الله والشهود، والموضوع كله ليلة واحده فقط، ثم تنتظر العدة الشرعية وبعد كده تقدر تتجوز مراتك تاني، بس بشرط تسيطر على نفسك من الغضب مش كل ما تزعلك تقلها انتى طالق، مدير المكتب: الشيخ محمد حسين".
محفوظ: أحد أنواع الاتجار بالبشر والعقوبة 5 سنوات سجن
وفي السياق، قال أيمن محفوظ المحامي والخبير القانوي، إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تبيح الكسب الحرام، من خلال عصابات تعلن عن توافر "عبيد للمال" مستعدين للعمل في أي شئ مقابل المال، مشيرًا إلى أن أخطر أنواع الجرائم التي تغلف بأمور في ذاتها هي حلال ومباحة قانونًا، منها العروض التي تعلن عن توافر "التيس المستعار" حسب وصف رسول الإنسانية –صلى الله عليه وسلم- "المحلل" للتحايل على الشرع وتعاليم الرحمن بالطلاق.
أضاف "محفوظ"، أن البعض يرى أن ذلك أمرًا مباح قانونًا ولكن الحقيقة خلاف ذلك تماما فتلك المواقع لتسهيل "المحلل" هي جريمة حسب نص المادة 27من قانون الإنترنت الجديد، بإنشاء موقع علي منصات التواصل الاجتماعي بهدف تسهيل ارتكاب جريمة الإتجار بالبشر، والعقوبة تصل إلى خمس سنوات وغرامة 300 ألف جنيه، وايضا جريمة الإتجاربالبشر في اعتبار الإنسان سلعة تاجر وتباع وتشتري.
وأوضح الخبير القانوني، أن القانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر قد نص على أنه "كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر يعاقب بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائتى ألف جنيه أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، ويعاقب بالسجن المؤبد والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز خمسمائة ألف جنيه في أى من الحالات الآتية:
الجانى قد أسس أو نظم أو أدار جماعة إجرامية منظمة لأغراض الاتجار بالبشر أو تولى قيادة فيها أو كان أحد أعضائها أو منضمًا إليها.
كما نص ذات القانون على أنه يعاقب بعقوبة السجن " كل من أخفى أحد الجناة أو الأشياء أو الأموال المتحصلة من أى من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون أو تعامل فيها.
وأشار أيمن محفوظ المحامي، أنه لابد أن يتم التعامل بأقصي ما نص عليه القوانين ضد من ينتهكون قيمة الرباط المقدس وهو الزواج وتحويله إلى زنا مغلف بإطار قانوني ولكن القانون سيقف لهم بالمرصاد ويفسد محاولاتهم الشيطانية تلك.
مهران: قضية من قضايا ازدراء الأديان ومثال لإهانة الدين الإسلامي
وفي السياق ذاته، علق الدكتور أحمد مهران المحامي، ومدير مكتب القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، على تم تداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إتاحة زوج محلل، قائلًا، إن هذا الموضوع مخالف للشرع "زواج حرام"، ولا يُعتد به، ويدخل في إطار حكم الزنا، لأن الأصل في الزواج هو الاستدامة والديمومة، فالزواج المؤقت لمدة يوم كـ"محلل" ليس زواج حيث يقع باطلًا منذ لحظته الأولى وما يترتب عليه هو الزنا، مشيرًا إلى أنه برجوع الزوجة إلى زوجها الأول بمثابة "زنا" أيضًا.
أما من الناحية القانونية، أوضح "مهران"، أنه الزواج بهذا الشكل يعتبر صورة من صور إزدراء الأديان وامتهان المرأة، والتحريض على إساءة الدين الإسلامي، وكأن العلاقات الجنسية محور كل شئ، كما أن الزوج يتاجر بزوجته السابقه بأن تتزوج أخر لمدة يوم ويضعها بين يديه.
وأضاف مدير مكتب القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن المشرع المصري لا يجرم "المحلل"، "الشرع يحرمه أما القانون لا يجرمه"، مشيرًا إلى أن مسألة أن شخص ما يتزوج من مرأة عن طريق عقد رسمي ثم بعد ذلك يطلقها لا يوجد بها مخالفة، لأن القانون يراعى مسالة الشكل والرسميات والتوقيع والحضور وعلى يد
المأذون المختص، فإذا توافرت العناصر الشكلية الرسمية، فلا مناص من الحديث على أننا بصدد إجرا صحيح، لكنه في الحقيقة إتجار، صورة من صور الإتجار بالدين، وأن ذلك يندرج تحت إزدراء الأديان حيث تصل العقوبة وفقًا لقانون الإزدراء الأديان إلى خمس سنين، إذا تبين تعمد الإساءة إلى الدين الإسلامي.
وأوضح الدكتور أحمد مهران، أنه في مثل هذا الزواج يقوم الطرفان بعمل الإجراءات الشكلية من الناحية الشرعية والقانونية، والأصل في الزواج هو الزواج القوي وليس الرسمي، ثم بعد قضاء ليلة كاملة بعد إتمام الزواج يطلقها الزوج الثاني، ثم بعد ذلك تًعد العدة وتعود لزوجها الاول، مشيرًا إلى أن في الزواج يبان في ظاهره أنه حق، لكن في الحقيقة باطل، لانه متفق عليه مسبقًا.
وأكد "مهران"، أنه من الصعب إنهاء هذه الظاهرة، فهي قديمة، لأنها أصبحت مسالة متاحة في المجتمع، لكن بدورنا نقوم بتوعية الأفراد، وبالرجوع إلى الدين، والتمسك بلواذع الدين والعادات الإجتماعية.
الأزهر والإفتاء: حرام شرعاً.. ولا بد أن يكون العقد خالي من الاتفاق المسبق لتحل لزوجها الأول
قال الدكتور سيد خريشي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدين الإسلامى حدد شروط الزواج، ومن بينها أن يتم بنية الدوام والاستمرار، وإن حدث خلاف يستحيل معه استمرار العشرة يقع الطلاق، فيما عدا ذلك يعد مخالفاً للشرع.
وأوضح "خريشي"، أن شرط صحة عقد الزواج، هو أن لا تتحدد له شروط أو أوقات معينة، تبطل صحته، مشيراً إلى أن وجود "زوج محلل" لكتابة عقد الزواج ومن ثم الطلاق يعد "زنا" فى حالة رجوعها للزوج الأول، وكذلك فى حال نكاحها بغرض تحليل الزواج، يعد زنا أيضاً، لأن شروط الزواج هنا ليست مستوفاة، وهو الديمومة، أو وجود إتفاق سابق.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن النبي صلى الله عليه وسلم، شبه الزوج المحلل، "بالتيس المستعار"، كما وصف عقد الزواج "بالزنا بشاهدين"، مشيراً إلى أن الزوج "المطلق" دائما ما يختار الطريق الخطأ، بأن يتفق مع آخر ليكون محلل له ويزوجه طليقته السابقة، ليتمكن من العودة لها مرة أخرى.
وأشار الدكتور سيد خريشي، إلى أن هناك حالات كثيرة صحيحة إذا تمت يتمكن الزوج الأول بعد طلاق زوجته أن يتمكن من الرجوع إليها مرة أخرى، بأن يتزوجها مثلاً، قريبها أو قريب زوجها السابق على أمل أن ترجع مرة أخرى لزوجها، لكن دون أن يعرف أحدا نيته في ذلك، أو أن يتزوجها آخر ثم يتوفى، ثم بعد العدة يمكن أن ترجع لزوجها مرة أخرى.
قال الشيخ رمضان عبدالرازق، من علماء الأزهر الشريف، إن استخدام "المحلل" لعودة الزوجة المطلقة إلى زوجها مرة أخرى بعد الطلقة الثالثة، "ملعون"، وفقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "لعن الله المحلل والمحلل له".
وأضاف "عبدالرازق"، في تصريحات له، أن المحلل يجب أن لا يضع في اعتباره أنه يخدم صاحبه، إذا لا بد أن يكون عقد الزواج صحيحا، ويبطل العقد لو تم باتفاق.
كما قال الشيخ أشرف الفيل، من علماء الأزهر الشريف، إنه في حالة قيام الزوج بتطليق زوجته ثلاث مرات لا يجوز لها أن تعود مرة أخرى إلى زوجها إلا بطريقة واحدة وهي أن تتزوج من شخص آخر وتعيش معه حياة كاملة، وإذا حدث خلاف بينهما وطلقت ففي هذه الحالة تعود لزوجها، إذا كان ذلك بدون اتفاق.
وكشف الشيخ رمضان عفيفى، من علماء الأزهر الشريف، عن حكمة الله من أن الطلاق ثلاث مرات فقط، حيث قال، حتى يكون الزوج حكيمًا في تصرفه، مشيرًا إلى أنه بعد الطلقة الثالثة لا تحل له إلا بعد الزواج من رجل آخر، مضيفًا، أن الطلاق البائن هو عقاب تأديبي للزوج، لأن الرجل الغيور لا يقبل أن تتزوج امرأته رجل أخر.
وبسؤال الشيخ عبدالله رشدي، أمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية –مسجد السيدة نفيسة-، عن ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن ترويج لفكرة الزواج المحلل، سواء كمهنة، أو كطلب زوج محلل، أجاب، أن ذلك كله بمجمله "حرام"، لأنه لكي تتمكن الزوجة من الرجوع مرة أخرى إلى زوجها الذي طلقها ثلاث طليقات، لا بد من أن تتزوج مرة من شخص أخر، دون إتقاق، قائلًا: "كالزواج العادي"، مشيرًا إلى أن شرط صحة الزوج هو الديمومة.
مساعد وزير الداخلية: مباحث الآداب يجب التحرك فوراً لإيقاف هذه الصفحة عند حدها
واستنكر اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية السابق، ما تقوم ببثه صفحة "كل ما تريد معرفته عن العلاقة الزوجية أو حل المشاكل الزوجية"، مشيراً إلى أن هذا الجرم يعاقب فاعلها وفقا لقانون العقوبات، حيث أن المقصود من قوله تعالى: "حتى تنكح زوج آخر"، المراد هنا الديمومة وعدم وجود اتفاق مسبق لأن هذا يبطل العقد الصحيح.
وأضاف "نور"، أنه لا بد من تحرك من المباحث العامة للآداب ووحدة الرصد والمتابعة بوزارة الداخلية، لإيقاف هذه الصفحة وكل ما تشابهها على مواقع التواصل الاجتماعي، للحد من المخاطر التي تسببها للدولة، وأيضاً ما تقوم به من تدمير للأسرة المصرية وروابط العلاقات.
التضامن الاجتماعي: تخلق مشكلة كبيرة وتعمل على زيادة نسب الطلاق
قال الدكتور أيمن عبد العزيز، منسق برنامج مودة بوزارة التضامن الاجتماعي، إن انتشار ظاهرة المحلل بهذا الشكل الخطير وعلى صفحات السوشيال ميديا تخلق مشكلة كبيرة وتعمل على زيادة نسب الطلاق، وعدم إعطاء الزوجة حقوقها، فضلا عن تهديد الطرفين وحرمانهم من الأولاد، مشيرا إلى أن أن الحفاظ على كيان المجتمع المصري، لن يتحقق إلا بالأسر المترابطة، الأمر الذي من خلاله أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي، حملة مودة عام 2019 ، للحد من معدلات الطلاق والحفاظ على نسيج المجتمع الأسري في مصر.