بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

علي عرفات يكتب.. إعلامي بالصدفة

بلدنا اليوم
كتب : علي عرفات

"حلت علينا اللعنة"، هذا ما يتردد الآن على منصات التواصل الاجتماعي، بعد كثرة الحوادث التي تتوالى واحدةً تلو الأخرى، بدايةً من حادث "قطاري سوهاج"، مرورًا بـ"انهيار عقار جسر السويس"، و"سقوط عامود تحت الإنشاء من كوبري ترسا"، وصولًا إلى "حريق في محلات بجوار محطة قطارات الزقازيق"، وانتهاءً بـ"حريق بشقة سكنية بالمنيا".

كل هذه الحوادث وقعت خلال 48 ساعة فقط، والضحايا تتساقط وتُزيدنا ألمًا، لكن الجميع بدأ يتسأل من المتسبب في كل هذا، هل هي لعنة حلت علينا؛ بسبب نقل المومياوات؟!.

الإجابة الواقعية لهذه الأحداث عند رواد الإعلام، وتحديدًا "الإعلام الجديد" -السوشيال ميديا- تحدثت كتب الإعلام الجديد، بأن العصر التكنولوجي الحديث خلق فيضًا من المعلومات، التي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، والتحقق من صدقها أمرًا في غاية الصعوبة، وهو ما عرف بـ"صحافة المواطن"، فأي شخص صدف له أن تواجد في موقع الحادث لا يحتاج سوى هاتفه المحمول، لينقل إلى العالم تفاصيل الحادث، مما أطلق عليهم "إعلاميين بالمصادفة"، ومن ثم تقع مهمة التأكد من صحة الأخبار على عاتق الصحفيين المحترفيين.

السوشيال ميديا، الآن أصبح لها تأثيرًا قويًا لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، فالمتأمل قليلًا في صفحات الحوادث المتخصصة في جميع المواقع الصحفية الإلكترونية، والأعداد المطبوعة، تحوي على كم هائل من أخبار الحوادث، لكن لا تلقى ذلك التأثير الذي لوحظ على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك بسبب أنها؛ تنشر الحدث وقت وقوعه مدعومًا بالصوت والصورة وأحيانًا الفيديو، ومن خلال خاصية المشاركة يتم تداوله بشكل واسع، وهو ما يحدث التأثير التي تعجز عن تحقيقه وسائل الإعلام المختلفة، لكنها تحاول التغلب على هذه الصعوبات.

ما أود قوله تحديدًا أن ما يحدث على الساحة الآن، هو بسبب "السوشيال ميديا"، فهي المتهم الأول في إثارة الذعر والقلق ونشره بين المواطنين، فهي من نقلت أن هذا يحدث بسبب "لعنة الفراعنة"، وهي أول من أذاعت حادث قطاري سوهاج، وهي من نقلت صور وفيديوهات حريق محطة الزقازيق، وهي من نقلت حريق شقة سكنية بالمنيا، وهي من أثارت الجدل بعد سقوط عامود تحت الإنشاء من كوبري ترسا.

على الجانب الأخر، والإيجابي، أثبتت "السوشيال ميديا"، دورها في التأثير على المسؤولين، وألزمتهم سرعة التحرك تجاه هذه القضايا حتى تتجنب الآراء السلبية، والانتقادات التي تلاحق هذه الحكومة التي تعمل على قدم وساق لتظهر عظمة الدولة المصرية.

عزيزي القارئ، إذا قدر لك أن تشاهد حادث معين، فاعلم أنه لا خيار لك سوى؛ أن تساعد في تخفيف هذه الحادث ومساعدة المتضررين، أو أن تخرج هاتفك وتتقمص شخصية "الصحفي"، وتنقل الحدث، مع العلم أن ليست كل الأحدث ذات أهمية واحدة حتى لا تُحدث البلبلة وتثير الإزعاج، وتأكد ما يتم تداوله عن "لعنة الفراعنة".

تم نسخ الرابط