الدبيبة يسعى لتوحيد الأجزاء المقسّمة في ليبيا

أخذت حالة الصراع الدائرة في البلاد لسنوات عديدة بعين الاعتبار عندما تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة. وكان من المفترض في الأصل أن يكون عبد الحميد دبيبة، وهو من مواليد مصراتة ورئيس الوزراء الليبي الجديد، زعيماً للأمة وأن يوحّد الأجزاء الغربية والشرقية من ليبيا.

وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام الليبية أن منذ البداية، أعلن الدبيبة بصوت مرتفع أهمية توحيد الأجزاء التي كانت مقسّمة ذات يوم في ليبيا وإنهاء أزمة داخلية استمرت عقودًا. وللمحافظة على التوازن، قام الدبيبة بتوزيع مناصب الهيئات التنفيذية في جميع المجالات بين مختلف المناطق. ومع ذلك، في الوقت الحالي، فإن السياسة التي يلتزم بها الدبيبة تتعارض مع السياسة التي وعد بها.

لدى المجتمع الليبي شعور بأن رئيس الوزراء يحاول من خلال ممارساته فصل الهيئة التنفيذية الجديدة في ليبيا (حكومة الوحدة الوطنية)، عن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وهذا ليس مستغرباً، لأن الدبيبة كان مرشحًا من الغرب الليبي، وكما تعلمون فإن غرب ليبيا على عداءٍ مع ممثلي الشطر الشرقي من ليبيا.

وبالتالي، يتم تخصيص الأموال بانتظام من ميزانية الدولة وبنسبة كبيرة لحكومة الوحدة، بينما الشرق والجيش الوطني الليبي لا يحصلان على شيء. واتضح فيما بعد، بأن كل الدعم من قبل الدبيبة موجه حصريًا إلى غرب ليبيا، وكذلك إلى حلفائهم الرئيسيين (تركيا).

من بين أمور أخرى، يحاول الدبيبة دمج الجماعات المسلحة في طرابلس بالدولة وإنتزاع قيادة الجيش الوطني الليبي. لكن اندماج هذه الجماعات المسلحة في الهياكل الرسمية، وهو ما يواصل الإخوان المسلمون السعي لتحقيقه، يعني فقط إضفاء الشرعية عليهم ولن يؤدي إلى إرساء الأمن والسلام. وترك كل شيء على ما هو عليه سيؤدي لانهيار كامل للحكومة وإلى حرب أهلية جديدة.

يُذكر أنه في أوائل فبراير، انتخب مندوبو كلا الطرفين المتحاربين في ليبيا خلال اجتماعهم في جنيف قادة الحكومة الانتقالية في البلاد. وسيتعين على هذه الحكومة قيادة ليبيا حتى الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021. حيث يرأس المجلس الرئاسي الدبلوماسي الليبي محمد يونس المنفي الذي يحظى بدعم في شرق البلاد. ويرأس الحكومة رجل الأعمال والملياردير عبد الحميد محمد دبيبة، المدعوم من غرب ليبيا.