اللبنانيون يتحدون الظروف الصعبة ويحتفلون بيوم الكرز

تشتد الأزمات المعيشية الناتجة عن الارتفاع غير المسبوق في الأسعار والانهيار المتتالي في سعر صرف الليرة اللبنانية، أمام الدولار، والارتفاع المستمر في سعر الوقود، وانخفاض عدد ساعات التغذية الكهربائية، بالتزامن مع سلسلة من التحديات السياسية والاقتصادية والمالية في البلاد، إلا أن اللبنانيين يتحدون هذه الظروف الصعبة، عبر المشاركة بكثافة في العديد من الفعاليات والاحتفالات والمعارض، التي تم تنظيمها على مدار الأسابيع الماضية، عقب الانتهاء من إجراء الانتخابات النيابية منتصف مايو الماضي وحتى الآن، وكان آخرها الاحتفال الكبير بـ"يوم الكريز"، تم تنظيمه أمس الأحد، في منطقة حمانا التابعة لمدينة بعبدا في محافظة جبل لبنان، وعلى ارتفاع أكثر من 1200 متر عن سطح البحر.
آلاف المواطنين يحتفلون ويشاركون في قطف الكريز
وتوافد على الاحتفال بـ"يوم الكريز" آلاف المواطنين من مختلف أنحاء لبنان، إذ تضمن اليوم، العديد من الفعاليات، من بينها زيارة للراغبين في قطف الكريز من أشجاره في المزارع الواسعة المنزرعة به، وذلك مقابل مبلغ مالي يصل إلى 300 ألف ليرة (قرابة 12.25 دولار أمريكي) لشخصين، فيما انتشرت أكشاك بيع الكريز الطازج بأسعار تتراوح من 50 ألف إلى 75 ألف ليرة للكيلو الواحد (2- 3 دولار للكيلو)، وسط أجواء احتفالية انتشرت فيها الرسومات والديكورات الخاصة بموسم الكريز الذي تشتهر به منطقة حمانا.
احتفالات بالأغنيات اللبنانية والمصرية
كما تضمنت الاحتفالات، حضور فرق موسيقية تقدم أنواعا مختلفة من الموسيقى والغناء، في عدة نقاط داخل المساحة الشاسعة المخصصة للاحتفال، إذ قدمت الفرق اليوم عددا من الأغاني اللبنانية والمصرية التي تعد من أبرز سمات الاحتفالات التي أقيمت في لبنان على مدار الأسابيع الماضية.
وفي مختلف الشوارع التي أقيم فيها يوم الكريز، انتشرت المناطق المخصصة للأكلات بمختلف أنواعها، وخصوصا الأطعمة اللبنانية المميزة، بالإضافة إلى الأصناف الإيطالية إلى جانب الوجبات السريعة والتقليدية.
كما تواجدت المناطق المخصصة للمثلجات والمشروبات اللبنانية وسط إقبال كبير من الأسر التي حرصت على قضاء يوم العطلة الأسبوعية في هذا الاحتفال وسط تأمين كامل من الشرطة اللبنانية التي قامت بتعديل مسارات الطرق لمعالجة الزحام الشديد الذي امتد لعدة كيلومترات في الطرق المؤدية للاحتفال.