بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ذكرى وفاته.. محطات من حياة حمدى قنديل

بلدنا اليوم
كتب : أسماء جاد الحق

تحل اليوم الذكرى الرابعة علي وفاة الإعلامي الكبير الراحل حمدى قنديل حيث توفي في 31 أكتوبر عام 2018, وكان صحفيا، ومذيعا، ومحاورا وناشطا مصرياً بارزا.

ميلاده ونشأته

ولد قنديل في القاهرة عام 1936 ولكن والده من محافظة المنوفية, وهوالأكبر بين خمسة أطفال, في أسرة متوسطة الدخل قضى معظم طفولته وتلقى تعليمه الابتدائي في مدينة طنطا التى أنتقل إليها مع والده, حيث كان يملك عدد قليل من الأفدنة تزرع معظمها بالكمثرى والعنب, وزع والد قنديل الأراضي على الجيران وغيرهم من المقربين له.

إعتاد خلال صباه إستعارة وقراءة الكتب بشكل إسبوعي تقريبا, وكان من أوائل فصله طوال سنين دراسته وفي البداية سعى لدخول كلية الطب، شجعته والدته بالتحديد على أن يصبح طبيبا, وكان قنديل مهتما بكتابة الخط العربي واللغات الأجنبية.

مرحلة التعليم والصحافة

تم تقديم قنديل إلى الصحافة عندما بدأ كتابة ورقة بحثية في المرحلة الثانوية, خلال ذلك الوقت، كتب أيضا مقالا لصحيفة الإخلاص، منتقدا الملك فاروق لإنفاقه مليون جنيه من الخزينة لشراء يخت يسمى "المحروسة."

أقيل قنديل بعد فترة وجيزة من ذلك، ولكن منذ ذلك الحين أصبح مولعا بالصحافة بسبب هذا الاهتمام الجديد وسوء صحة والده، لم يكمل قنديل المرحلة الأولى من دراسته الطبية، مما تسبب في رفض طلبه للالتحاق لكلية الطب سنة 1952, بدلا من ذلك، انضم قنديل إلى قسم الجيولوجيا في جامعة الإسكندرية.

قضى قنديل شهرين في دراسة الجيولوجيا وقرر إعادة امتحانات الثانوية من أجل الدخول إلى كلية الطب أدى قنديل جيدا ودخل قصر العيني بجامعة القاهرة عام 1953 استمر في دراسته حتى عام 1956، وأصبحالرئيس الراحل جمال عبد الناصر رئيسا حينها, خلال هذه الفترة أنضم إلى الأمن المركزي.جنبا إلى جنب مع بعض من زملائه الطلاب أسس المجلة الرسمية للكلية والتي طبعت عن طريق دار نشر أخبار اليوم.صٌدرت الطبعة الأولى من المجلة بسبب مقال كتبه قنديل منتقدا أساتذة ولوائح الجامعة بعد الانتهاء من الامتحانات النهائية في عام 1956.

عرض على قنديل وظيفة للكتابة لصالح مجلة آخر ساعة من قبل أصحابها، الصحفيين البارزين والأخوين مصطفى أمين وعلي أمين, تم تعيين مصطفى قنديل مع الأتفاق على راتب 15 جنيه وفي البداية تم تكليفه بالكتابة عن مخططات الأبراج ومنحه عمود للرد على الرسائل التي تأتي من القراء طلب أمين من قنديل العمل كمحرر لصالح آخر ساعة في عام 1961.

في هذا العام حضر قنديل الأتحاد الدولي للطلاب في براغ، تشيكوسلوفاكيا، حيث إلتقى مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، رئيس الأتحاد العام للطلبة الفلسطينيين حينها. تمكن قنديل من الحصول على درجة البكالوريوس في الصحافة في عام 1960. وبعد أربع سنوات حصل على دبلوم في الصحافة من معهد برلين, خلال هذه الفترة كتب لمجلة التحرير، وحصل على راتب 25 جنيه مصري، كما عمل مع مجلة الجماهير في دمشق.

أسباب إيقاف برنامج رئيس التحرير

أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003، وبعد هجومه الشديد على صمت وضعف الحكومات العربية، تم إيقاف برنامجه "رئيس التحرير" برغم شعبيته الطاغية مما إضطره إلى الهجرة إلى الإمارات العربية المتحدة لتقديم برنامج جديد بعنوان "قلم رصاص" إلا أنه وبعد خمس سنوات تم إيقاف برنامجه أيضاً، ويعتقد معظم الجمهور والعاملين في المجال الإعلامي بأن الإيقاف في الحالتين كان لأسباب سياسية، وبأمر مباشر من الحكومة المصرية في المرة الأولى والإماراتية في المرة الثانية.

وعلق كثير من الإعلاميين في الوطن العربي على ذلك بما فيهم عمرو أديب، منى الشاذلي، رولا خرسا،والإعلامى الراحل وائل الإبراشي وأخرون بأنه يعد مثالاً صارخاً على عدم احترام الحكومات العربية عموماً والمصرية خصوصاً لمبادئ حرية الرأي والتعبير.

نظرته السياسية

قنديل وصف نفسه بأنه مؤيد للناصرية، وهو ما لا يُعرِّفه كإنتماء سياسي، بل مفهوم عن "العدالة الاجتماعية" و"التحرر الوطني" "يتجاوز الجيل والطبقة." لم ينضم قنديل لأي من الأحزاب السياسية أو المنظمات الناصرية في مصر، ولكن نظر لعهد الرئيس الراحل عبد الناصر بإعتباره "الفترة التي علمت جيله إحترام الذات والفخر بالوطن والشجاعة والوقوف ضد القوى العظمى, وقد وصف المذيع الإنجليزى هاموند قنديل بأنه "علماني قومي يجسد "ضمير الأمة العربية"

حياته الشخصية

تزوج حمدى قنديل من الفنانة الكبيرة نجلاء فتحى عام 1992 وعن لقائه بها قال قنديل في مذكراته "التقيتها للمرة الأولى بحكم عملي في الكتابة، وأجريت معها حوارا صحفيا, مرّت الأيام وهاتفتني نجلاء قائلة (أنا هتجوزك النهارده)، فأجبتها من شدّة توتري (عظيم عظيم)، لم أكن مدّركا لما أقول أو ما أفعل، لكن المكالمة انتهت بأن اتفقنا على أن أذهب إلى منزلها ومعي جواز سفري، وبالفعل تزوجنا"

وفي إحدى اللقاءات التليفزيونية قال قنديل :إنّه أُعجب بالفنانة نجلاء فتحي، بسبب شخصيتها القوية, أحب المرأة التي تمتلك الجرأة لتقول الصراحة دائما، وتعبر عن حبها تجاه الشخص الذي يقف أمامها".

فيما قررت الفنانة نجلاء فتحي، إعتزال التمثيل بمحض إرادتها بعد زواجها بقنديل، الذي أكد الإخير أنّه كان رافضا لقرار إبتعادها عن الفن، لكنه أكد في الوقت ذاته أنّه ترك لها حريّة الاختيار وإتخاذ القرار الذي يرضيها.

الوفاة

وتوفى حمدي قنديل في 31 أكتوبر عام 2018 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 82 عاما. 

تم نسخ الرابط