رئيس الوزراء العراقي يتصدر تويتر بعد قراراته التاريخية

شرائح كثيرة من الشعب كانت تنتظر هذه القرارات الهامة والتي تأخرت بفعل الحكومة السابقة" .. هكذا عبر بحر محمد أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن التصريحات والقرارات الهامة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء.
وعقب المؤتمر الصحفي للسوداني الذي عقده مساء اليوم، عبر الكثير من العراقيين عن ترحيبهم بتلك القرارات، والتي اعتبروها خطوة هامة في إطار إيجاد أرضية شعبية لتلك الحكومة التي ولدت في ظروف استثنائية شهدها العراق خلال الأشهر الماضية كادت أن تصل إلى الحرب الأهلية.
وحملت تصريحات رئيس الوزراء العراقي العديد من قرارات والتوجهات الهامة سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي، وكذلك الإقليمي، وهي التصريحات التي تأتي عقب أقل من أسبوع من انتخابه من قبل مجلس النواب العراقي.
وفي إطار البحث عن قاعدة شعبية لحكومته أعلن السوداني، الموافقة على تعيين الخريجين الأوائل وحملة الشهادات العليا، موضحا أن مجلس الخدمة الاتحادي بالعراق سيتولى تعيين حملة الشهادات العليا والأوائل الذين يتجاوز عددهم الـ 74 ألفا، وهو ما يعد أكبر خطوة تعيينات داخل العراق منذ فترة كبيرة.
كشف رئيس الوزراء العراقي، عن سعي الحكومة إصدار قرارات لدعم المنتج المحلي والفئات الفقيرة، مؤكدا أن قرار إلغاء الأوامر الديوانية لحكومة تصريف الأعمال جاء التزاما بقرارات المحكمة الاتحادية، ولفت إلى أن محاربة الفساد تحتاج لقرارات حقيقية غير تقليدية.
وفي الملف الصحي أكد السوداني "سنذهب باتجاه تنفيذ قانون الضمان الصحي وسنتفق مع شركات متخصصة على تشغيل المستشفيات وفق أنظمتها مع إكمال المشاريع المتلكئة في القطاع الصحي".
وفي الشأن الزراعي قال السوداني إن "الخطة الزراعية للموسم الشتوي متأخرة بسبب فترة ما قبل انتخاب الحكومة الجديدة وتم اليوم بجلسة مجلس الوزراء إقرار توصيات اللجنة المعنية بإعداد الخطة الزراعية الشتوية والخطة الشتوية ستكون بحدود خمسة ملايين وخمسمائة ألف دونم".
وأعلن رئيس الوزراء المصادقة على توصيات تعويض الفلاحين المتضررين من عدم زراعة محصول الشلب مشيراً إلى أن "الحكومة ستلتزم بتأمين كافة مستلزمات الفلاحين".
وخلال المؤتمر صرح رئيس الحكومة العراقية، أنه من مصلحة بلاده دعم استمرار سير المفاوضات بين إيران والسعودية في بغداد، وقال "نريد تحقيق الإستقرار في المنطقة ونستمر بالمسارات السابقة في موضوع المفاوضات الإيرانية السعودية وتلقينا إشارات إيجابية من جميع الأطراف بشأن هذه المفاوضات ووفق لقاء رسمي عالي المستوى".
وأضاف، أن الأسبوع الرابع سيناقش البرنامج الحكومي وإقراره في مجلس الوزراء وسيكون هناك تقييم للوزارات والمحافظات، وتحديد أهداف وبرامج وفق أولويات المنهاج الوزاري، لافتاً إلى أننا "في الحكومة سنذهب في البرنامج الحكومي إلى الأولويات وهي معالجة الفقر والبطالة ومكافحة الفساد والإصلاحات الاقتصادية وتقديم الخدمات".
وتعد المعركة الكبرى للسوداني داخل العراق هو اقتحام وتفكيك ملف شبكات الفساد داخل العراق، وهو الملف الأكثر خطورة وتعقيدا في البلاد، استكمالا لمهمة سلفه مصطفى الكاظمي الذي واجه صراعات بين القوى السياسية على مدار العام الماضي.
وبعد انتخابه لمنصب رئيس الوزراء قام السوداني بزيارة إلى هيئة النزاهة العراقية، أكد خلالها أنه "لا توجد خطوط حمراء أمام أي ملف فساد مرتبط بجهة سياسية أو أي شخصية"، معلنا عزم الحكومة تشكيل فريق داعم لهيئة النزاهة، على ألا يقتصر الأمر على زج الفاسدين في السجون، بل "يتعدى ذلك إلى إجراءات للحد من الفساد، وزرع ثقافة عفة اليد والحفاظ على المال العام".
وأضاف" بشكل عام توجه الحكومة العراقية الحالية بأن يكون للعراق دور حقيقي وريادي بالمنطقة ونقطة لالتقاء مصالح دول المنطقة لتحقيق الاستقرار".
وفيما يخص ملف تواجد التحالف الدولي في العراق قال السوداني إن الحكومة ستشرع باستكمال الحوار مع التحالف الدولي حول أعداد المستشارين ومهامه في التدريب والمشورة .
وعن خطة عمل الحكومة، أوضح رئيس الوزراء العراقي أن رؤية الحكومة في عملها للمرحلة المقبلة سيتم وفقا لخطة زمنية، تتضمن ثلاثة أسابيع للوزارات لإعداد البرنامج الحكومي وستكون هناك لجنة تنسق مع الوزارات في مسألة كتابة البرنامج.
ووفق سياسيين ومحللين عراقيين تحدثوا للعديد من القنوات والمواقع المهتمة بالشأن العراقي، فإن من أشد التحديات التي تواجه السوداني أن أعضاء بالكتل السياسية التي رشحته للمنصب متورطون في الفساد، إلا أنهم يتفاءلون بأن الدعم الشعبي الذي يلقاه قد يساعده في تجاوز العقبات، وترتبط هذه الكتل بميليشيات يوجه لها الكثير من العراقيين اتهامات بصنع شبكات الفساد منذ عام 2003.