الإنسانية لا تفرق بين غنى أو فقير| رأفت الشرقاوي يشيد ببائع التين الشوكي

أشاد اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية السابق بقطاع الأمن العام، بـ مشهد إنساني يستحق منا الإشادة وينم عن أعظم معانى الإنسانية والمحبة ويشير  إلي أن الإنسانية ليس لها غنى أو فقير أو صغير أو كبير، فقد خرج بائع ( تين شوكي ) على عربة من الخشب يقودها بكلتا يديه بحثًا عن الرزق الذى يتولى به الانفاق على أسرته ... ولكنه شاهد أحد دور الأيتام في طريقه وكان بعض الصبية داخل حوش الدار فأشار اليه أحد الأطفال وهنا هبت الإنسانية والمحبة في قلب هذا البائع فستأذن من المشرف أن يعطى هؤلاء الأطفال من هذا التين الشوكي ( مجانا ) بالرغم من أن هذا التين الشوكى هو قوت يومه هو وأسرته ولكنه رق قلبه لهؤلاء الأطفال ولم يفكر في شيء سوى ادخال البهجة والسرور لقلب هؤلاء الأطفال الأيتام ، وعاد الى بيته وهو في قمة السعادة بسبب ما صنعه في هذا اليوم بالرغم من قلة دخله ولكنه شعر بأن شيء جميل فعله هذا اليوم بجبر خاطر هؤلاء الأطفال الأيتام .

وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق بقطاع الأمن العام، أن هناك مشهد أخر حيث قام ثلاثة من الفتيان بالطرق على أحد المنازل والسؤال عن صاحبه ، وعندما سمح لهم بالدخول اعتذروا وقالوا لن نستطيع الدخول الا فرادا ، فقال الأول انا المحبة وقال الثانى انا المال وقال الثالث انا السعادة فتشاور مع أهل بيتك واختار أحدنا ، فعاد وتشاور فقالت الزوجة نختار المال وقال الزوج نختار السعادة اما زوجة الابن فقالت نختار المحبة فهى أساس الوجود وستجلب لنا كل شيء جميل في الحياة ووافقوا جميعا على دخول الفتى الذى يحمل المحبة وطالب منهم صاحب المنزل ذلك ، وهنا رأى الثلاثة فتيان يدخلو المنزل سويآ فتعجب من قررتوا بأن من يدخل منكم هو واحد منكم فقط ، فقالوا نعم ولكن بدخول المحبة سيدخل معها المال والسعادة ، فالمحبة أساس الوجود واساس جلب المال والسعادة .

وتابع: الحب هو أسمى معانى الحياة وهو المصدر الأساسي للأمن النفسى ومصدر السعادة والسبيل الى التوازن النفسى ليصل الانسان الى حالة من التناغم والانسجام الروحى والنفسى والجسدى عن طريق التواصل العاطفى مع الآخر ، فهرمون الحب ( الأوكسيتوسين ) يقلل من التوتر ويخفض ضغط الدم ويقلل القلق ويعزز احترام الذات ويساعد على تجنب الاكتئاب ، ونحن نحتاج للحب فى حياتنا لانه كل شئ ولابد ان نتعلم كيف نحب ولماذا نحب، وان نستبدل طاقاتنا السلبية بطاقة الحب والعطاء لانه بالحب يسهل كل شئ ، فالحب هو الحلقة المفقودة فى حياتنا ولكن اذا عثرنا عليها خلت مشاكلنا النفسية والعاطفية .

وأوضح أن الحب مفعوله مثل السحر يصنع المعجزات لا تستطيع منعه ، يخطفك من زمانك الى زمان آخر ، حافل بالالوان والسكينة والاطمئنان مثل الجنة لا يجعلك فقط سعيدآ وانما يجعلك مبتهجآ على الحياة ، من يصبيه الحب تصل طاقته عنان السماء ويمتلئ قلبه بجرعة من الحنان المفرط وروحه تتزين بالورود الربيعية ، فهو عبارة يجمعها كل تعاريف الحنان والاحتواء والونس والرحمه ، شعور يحميك ويجعل الايام لينة والمواقف هينة ، يغنيك عن كل العالم ، فقلوب الاحباء تتسع لالف رواية وقصة وحديث متواصل ، فالحب بمثابة جائزة تكسب فيها قلب يعادل كل ما خسرته فى الحياة ، والحب يكبر بالعناية والمودة وليس بالتجاهل وعدم الاهتمام .

وكشف أن الحب لمن اهتم بنا وزرع فى قلوبنا كل جميل ، الحب لمن تحادثه بالساعات ولا تمل او يمل وحديثه يجعل اللين يصيبك ويساندك فى مواقفك الصعبة وافراحك واحزانك ويتعب نفسه من آجلك ، الحب يجعل الحياة افضل واهون وقلبك مطمئن .

الحمد لله رب العالمين على نعمة الحب التى زرعتها فى قلوب عبادك ... فالحب منحة ... هبة ... تلوين للحياة الداكنة فيوسف عليه السلام لولا الحب ما غفر لأخوته ، ويعقوب عليه السلام لولا الحب لما عرف ريح يوسف ، وخديجة رضى الله عنها لولا الحب ما زملت سيدنا محمد صل الله علية وسلم دون ان تجادله ، وسيدنا محمد صل الله علية وسلم لولا الحب ما نادى أم المؤمنين عائشة بعائش ، فالحب موجود فى كل شئ وفى كل علاقة ومع كل ترابط وهو عمود البداية والإنارة .

 بنى البشر افتحوا قلوبكم للحياة ولكل من فيها ، احبوا كل البشر ولا تميزوا بين فئة واخرى بسبب العرق والجنس واللون والدين ، ضيفوا للحب دوما ولا تقللوا منه ، اجعلوا نسائم الهواء وزهورها مملوءة بالحب حتى تقضوا على البغض والحقد والحسد وتحل المحبة والتسامح جنابات حياتنا .