محمود عبد العزيز.. صانع البهجة و«مزاجنجي» التمثيل

يمتلك موهبة تناطح الهرم الأكبر، هو إستثنائي وصانع البهجة ومتلون يتقن أدواره هو "مزاججني" التمثيل وأحد أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية وصاحب كل الشخصيات، هو "عبد الملك زرزور" و" رأفت الهجان"و"منصور بهجت" و"الشيخ حسني" و"أبو هيبة"  الساحر محمود عبد العزيز.

ولد محمود عبد العزيز  في 4 يونيو 1946 بحي الورديان بالإسكندرية،  لأسرة متوسطة الحال، التحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية،  ومن مسرح الكلية عشق التمثيل، وبدأ في ممارسة هوايته، وفي 1966 حصل على البكالوريوس ثم على درجة الماجستير. 

عمل مساعد مخرج مع نور الدمرداش الذي رأي فيه مواصفات "الجان" وأسند له دور  في مسلسل "كلاب الحراسة" 1972 وفي العام التالي قدمه "الدمرداش" في مسلسل "الدوامة" مع محمود ياسين ومنحه مساحة أكبر. 

فتحت له السينما ذراعيها وشارك في فيلم "الحفيد" 1974 وفي العام التالي قد أول بطولاته للسينما "حتى آخر العمر" وتوالت أفلامه وقدم حنى أخر السبعينيات نحو 25 فيلمًا أبرزها "طائر الليل الحزين" و"شفيقة ومتولي"  ومع بداية الثمانينات تألق في "العار" مع نور الشريف حسين فهمي، ليكتشف في نفسه نقطة جديدة لقدراته التمثيلية، ويثبت أنه قادر على التلون ولعب كل الشخصيات.

لم يتوقف محمود عبد العزيز عن التمثيل وقدم العديد من الأفلام أبرزها  "العذراء والشعر الأبيض، أرجوك اعطني هذا الدواء، تزوير في أوراق رسمية" وتألق في فيلم "إعدام ميت" وجسد شخصية  الجاسوس"منصور مساعد الطوبجي"، والضابط "عز الدين". 

بلغت ذروة نجاحه في فيلم "الكيف" ليقدم واحد من أصعب أدواره وهو "جمال أبو العزم" الذي يفشل في دراسته بكلية الحقوق ويقرر تكوين فرقة شعبية لإحياء الأفراح، مقدما نفسه علي أنه مطربًا ويطلق عليه أفرادها لقب"مزاجنجي" ويقضي معهم ساعات الليل في تعاطي المخدرات بينما يحاول شقيقه الدكتور الكيميائي "صلاح" في إقناعه بوهم الكيف، وفي النهاية يسقط الأخوين في "جمال وصلاح" في شباك تاجر المخدرات "سليم البهظ" جميل راتب. 

التقى الثلاثي محمود عبد العزيز وحسين فهمي، ونور الشريف، في فيلم "جري الوحوش" وكان "عبد العزيز" أكثرهم توهجا وجماهيرية والأعلى أجرا، ولم يكن يعنيه حجم الدور بقدر  أن يجده نفسه في الشخصية فقدم دور "توفيق شركس" في واحد من أهم أفلامه "البريء" مع المخرج عاطف الطيب. 

لم يغيب عن أفلام الفانتازيا التي أشتهر بها الكاتب والمخرج رأفت الميهي وقدم معه 3 أفلام "السادة الرجال"  و"سمك لبن تمر هندي"  و"سيداتي سادتي"، وحقق نجاحا يليق بهوهبته في مسلسل "رأفت الهجان"  وقدم منه 3 أجزاء.

 لا يعطيك محمود عبد العزيز الفرصة أن تفيق من دهشتك حتى يدهشك بشخصية جديدة يبدع في رسم تفاصيلها وبرع في تجسيد شخصية "الشيخ حسني" في فيلم "الكيت كات"، وقدم للسينما في فترة التسعينيات عدة أعمال مهمة أبرزها "ثلاثة على الطريق"، و"البحر بيضحك ليه" و"الجنتل" و"القبطان". 

بدأ في الابتعاد عن السينما مع مطلع الألفية الجديدة بعد ظهور سينما جيل الشباب فقدم على استحياء فيلم "النمس" وتألق في "سوق المتعة" للمخرج سمير سيف، والسيناريست وحيد حامد، في دور "أحمد حبيب أبو المحاسن"، وفي 2001 قدم فيلمي "رحلة مشبوهة" و"الساحر"، وبعد غياب 7 سنوات عن السينما عاد بفيلم "ليلة البيبي دول" 2008، ولكنه لم يحقق النجاح الذي تعود عليه محمود عبد العزيز ورافقه في مشواره الفني، حتى جاءه فيلم "إبراهيم الأبيض" 2009 مع أحمد السقا، والمخرج مروان حامد، ليقدم واحدا من أعظم أدواره "عبد الملك زرزور".

بعد نجاح مسلسله "محمود المصري"، غاب عن التليفزيون 4 سنوات ثم عاد بمسلسل "باب الخلق" 2012 في دور "محفوظ زلطة"، وبعده بعامين "جبل الحلال" في دور "منصور أبو هيبة"، وفي 2014 "رأس الغول" آخر أعماله الفنية، حصد محمود عبد العزيز العديد من الجوائز من مهرجانات دولية ومحلية، حصل على جائزة أحسن من مهرجان دمشق السينمائي عن أفلام "الكيت كات، القبطان، الساحر"، ومن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حصل جائزة أحسن ممثل عن فيلم "سوق المتعة".

في حياته الخاصة تزوج محمود عبد العزيز مرتين، الأولى من السيدة جيلان زويد، وأنجب منها نجليه الفنان والمنتج محمد محمود عبد العزيز، والفنان كريم محمود عبد العزيز، وانتهى الزواج بالانفصال بعد 20 عامًا، ثم تزوج من الإعلامية بوسي شلبي.

في 12 نوفمبر 2016، رحل عن عالمنا الساحر محمود عبد العزيز عن عمر ناهز 70 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الفك، بعد مسيرة فنية طويلة ما بين السينما والتليفزيون، ولكن بقي اسمه محفورا في وجدان وأذهان محبيه وعشاقه.