تفاصيل صادمة ودوافع محاولة ربة منزل قتل نفسها وأطفالها الثلاثة

الاثنين 04 ديسمبر 2023 | 01:49 مساءً
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : محمود الطحاوي

وقعت جريمة مأسوية شهدتها محافظة القليوبية، بعدما تجردت أم من المشاعر الانسانية وغريزة الأمومة، وأقدمت على قتل أطفالها الثلاثة، والتخلص هي أيضا من حياتها بعد حقن نفسها هي وأطفالها بمادة الأنسولين التي يستخدمها مرضى السكر بسبب إنتقامًا من زوجها.

وادلت المتهمة “م. ا” بإعترافات أمام جهات التحقيق وقالت إنهاء أقدمت على قتل نفسها وأطفالها الثلاثة عن طريق حقنهم بمادة الأنسولين التي يستخدمها مرضي السكر، بسبب مرورها بفترة نفسية صعبة، مضيفة أن زوجها يعمل خارج البلاد والمشاكل الزوجية بينهما دائمة، مما جعلها تفكر في الخلاص من حياتها وحياة صغارها حتى لا تتركهم لأحد.

وأوضحت المتهمة أنها حقنت نفسها والأطفال بمادة الأنسولين، التي يستخدمها مرضي السكر، ثم خافت عليهم واصطحبتهم لإحدى المستشفيات بمدينة قليوب، عقب ظهور حالة الإعياء عليهم، وبالفعل تم إنقاذ اثنين ووفاة الطفل مالك. 

الدوافع وراء ارتكاب الجريمة "الظروف المادية الصعبة"

ويقول حسين شقيق المتهمة بقتل اطفالها الثلاثة، إن شقيقته كانت متزوجة سابقا من احد الاشخاص وانجبت منه ابنتها الاكبر "دانا" والتي تبلغ الان من العمر 6 سنوات، وانفصلت عنه بسبب الخلافات الاسرية منه وترك لها الطفلة لتربيها دون ان يساعد في مصاريف ابنته وتحملت اختي بمفردها اعباء كثيرة لتنفق علي طفلتها وكنا جميعا نساعدها بعد ان تخلى طليقها عن ابنته.

واضاف شقيق المتهمة "منال"، بعد سنوات من إنفصال أختي عن زوجها طلب مني صديقي الزواج منها وكنت اري فيه الرجولة والاستطاعة علي تحمل اعباء الزواج حيث كان يعمل شيف طباخ في احد القري السياحية، وبالفعل وافقت واقنعت اختي بالزواج منه، وتم الزواج وذهبت اختي لتعيش معه في محافظة المنيا حيث تعيش اسرة زوجها وهناك تحملت الكثير من الضغوط النفسية من سوء معاملة اسرة زوجها لها، في غياب زوجها الذي يعمل شيف في مدينة نويبع المصرية، وكان يأتي لها كل شهرين، وكان ينفق عليها وعلي امه ايضا.

وتابع أن امه لم تراعي ما يعاني منه ابنها واسرته، فقرر ان يبعد النار عن البنزين وذهبت اختي لتعيش مع زوجها في نفس البلد الذي يعمل بها وظلوا هناك ثلاث سنوات وانجبت منه اختي طفلين البنت الاكبر تدعي " استينات" تبلغ الان من العمر 3سنوات والطفل الأصغر يدعي" مالك" يبلغ من العمر الان عام ونصف وكانت حياتها شبه مستقرة حتي بدء زوجها في عمل مشروع خاص به ومن هنا كانت بداية المشاكل، فحصل علي قروض مالية لاقامة مشروعة وللاسف فشل المشروع وتكاثرت عليه الديون حتي انه باع عفش بيته، وهنا اضطرت اختي منذ عام النزول للعيش مع امي في نفس الشقة لتوفير اجر المسكن وحتي نقوم نحن ايضا بمساعدتها في بعض اعباء المعيشة وكان زوجها يأتي كل اجازته يقيم معاها عند أمي.

واستكمل حسين حديثه، أختي رغم صغر سنها لم تعيش حياة طبيعية مثلها مثل اي زوجه لم تشعر يوما انها حققت حلم الاستقرار والامان مع زوجها مثل كل الفتيات التي تحلم انها ترحل من بيت اهلها لعش الزوجية الذي تقوم ببنائه هي وشريك حياتها، وهنا كان بداية لمأساه جديدة اختي عندما طلبت من زوجها أن تستقل بحياتها ويوفر لها شقة حتي لو كانت غرفة واحدة، وبالفعل منذ شهر تقريبا نزل زوجها من العمل وأجر شقة بالدور الاول في نفس المنطقة التي اسكن انا بها، ثم عاد لعمله فب نفس اليوم، وقامت اختي بفرشتها بما تبقي من عفشها، وباشياء بسيطة حاولت أختي ان تتعايش مع صعوبة الوضع وضيق المعيشة.

وأكمل فوجئت بان زوجها اصبح يرسل لها مبلغ 2000 جنيه منهم 1500 ايجار شهري بخلاف الكهرباء والماء والغاز وتكاليف علاج طفلهما الصغير"مالك" الذي كان يعاني من امراض صدرية ويحتاج لجهاز تنفس صناعي باستمرار، قائلا : كيف تعيش اسرة مكونة من 4 افراد بخلاف الايجار والمرافق والعلاج بهذا المبلغ، فطلبت منه ان يرسل لها مبلغ اضافي حيث ان هذا المبلغ لا يكفي حتي ايجار الشقة والالتزامات الاخري لكنه رفض، بسبب القروض والديون التي يقوم بسدادها بخلاف النفقة الشهرية التي يقوم بارسالها لامه في المنيا، وهنا اختي اصبحت بين امرين الامر الاول انها تنزل للعمل لتنفق علي اطفالها وتساعد زوجها علي اعباء الحياة، ولكن للاسف هذا الحل اصبح مستحيل بسبب صغر سن اطفالها الثلاثة ومرض طفلها الاصغر الذي يحتم عليها التواجد معه طوال الوقت، والحل الاخر انها تنفصل عنه وهذا بالفعل كان طلبها ولكننا رفضنا لان المشكلة وهذا ليس حلا لان المشكلة سوف تزيد من الأعباء المادية عليها، بل سوف تصبح اسوء من الاول.

وأكد حسين، ان شقيقته المتهمة، كانت دائما تشتكي لزوجته وانها تريد الانفصال عن زوجها بعد ان يأست من الشكوي لنا ورفضنا الدائم لطلبها، فقامت بالاتصال بزوجها يوم الواقعة وكانت قد وصلت لمرحلة نفسية صعبة لا يتحملها بشر وضغوط نفسية وعصبية والجميع ظلمها بداية من طليقها الاول وحتي زوجها الحالي وحتي نحن لم نشعر لم يشعر بألمها واوجاعها حتي وصلت لهذه المرحلة انها تتخلص من حياتها هي واطفالها الثلاثة وطلبت منه مصاريف لكنه رفض فقالت له انها سوف تتخلص من حياتها هي واطفالها حتي تعفيه من اعبائهم المادية ولكنه لم يعطي لكلامها اي اهتمام ولغة اليأس والاحباط والحالة النفسية السيئة التي كانت تعاني منها زوجته بسببه.

وأوضح حسين، يوم الخميس الماضي، فوجأت بيها بتتصل بزوجتي، لتستنجد بنا بسبب حالة الاعياء التي تتعرض لها هي واطفالها الثلاثة وبالفعل ذهبت لها بسرعة واخذتهم في "توك توك" لاقرب مستشفي ولكن طفلها الاصغر "مالك" كان مات، ونجح الاطباء في انقاذ حياتها وحياة الطفلتين، وبعد ان فاقت اختي كانت في حالة زهول وصدمه وكانت غير طبيعية وطلبت من الاطباء،ومننا ان يتركوهم يموتوا قائلة"سيبوني اموت انا واطفالي علشان نرتاح، الموت علينا اهون من العيشة الغير ادمية التي نعيشها" وكانت الصدمة الاكبر لها هي وفاة اصغر اطفالها علي يدها ونجاتها هي وباقي اخواته فالموت لها كان ارحم مما تعيشه الان.

وأشار حسين، الي أنه طلب من إدارة المستشفي الإتصال بالشرطة لتسليم شقيقته للعدالة لتنال جزائها قائلا: اختي اخطأت ومهما كان السبب فلابد من انها كانت ترجع لربنا ولا تقوم بهذا الفعل الشنيع الذي صدمنا جميعا، ولكن هناك الاسباب والدوافع والضغوط التي تصل بالانسان لهذه المرحلة، كل انسان له طاقة تحمل وتختلف من شخص لاخر، ولا يستطيع ان يحكم اي انسان علي اخر مادام لم يعيش ظروفه ولم يعيش موقف صعب ليري رد فعله قائلا" من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر" ورغم ذلك اختي اخطأت وانا سلمتها بنفسي للشرطة، ولكن اطالب من الجميع ان يضع نفسه لحظة واحدة في ظروفها ومعاناتها طوال سنوات وليست شهور ولا لحظات من صدمة لصدمة ومن كسرة لكسرة ومن ظلم لظلم ومن ضغط لضغط لفتاه شابة لم تعرف عن الحياة غير المعاناه والالم والذل والاهانة تحملت ما لا يتحمله بشر.

مقتل صغير على يد والدته بالقليوبية

تدور تفاصيل تلك الواقعة المأسوية عندما تلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارًا من المقدم أحمد الشعراوي مأمور مركز شرطة قليوب، بورود إخطار من مستشفى مجاهد نصار، بوصول 3 أطفال أشقاء ملك أحمد عرفان، 6 سنوات، واستينات أحمد، 5 سنوات، ومالك أحمد، عام ونصف، مصابين بحالة إعياء شديدة، وتوفى الطفل مالك خلال تقديم الإسعافات اللازمة لهم، إثر إصابتهم بهبوط حاد في الدورة الدموية.

وانتقل على الفور الرائد مصطفى دياب رئيس مباحث مركز شرطة قليوب لمكان الواقعة، وقررت والدتهم منال.ا، 27 عاما - ربة منزل، إصابة أطفالها بحالة إعياء عقب تناولهم سندوتشات ومشروبات بأحد المطاعم بدائرة القسم.

وجرى تشكيل فريق بحث لكشف غموض وملابسات الواقعة، حيث أكدت التحريات عدم صحة أقوال والدة الأطفال الثلاثة، وأنها وراء ارتكاب الواقعة، وتبين من التحقيقات مع المتهمة أنها على خلافات دائمة مع زوجها الذي يعمل بالخارج، وأنها قررت التخلص من نفسها ومن أطفالها الثلاثة، انتقامًا من زوجها، فحقنت نفسها هي وأطفالها بمادة الأنسولين التي يستخدمها مرضى السكر، ولكن خاب تخطيطها ولم تمت.

فذهبت مسرعة بهم للمستشفى لإنقاذ حياة أطفالها، ولكن القدر سبقها ومات طفلها الأصغر مالك، وتم إنقاذ حياة الآخرين ملك وأستينات، وتم القبض عليها خلال محاولتها الهرب من مستشفى مجاهد نصار بمدينة قليوب، بعد علمها بوفاة نجلها الأصغر، واعترفت المتهمة في أقوالها بارتكاب الواقعة، وحررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم بالواقعة، وتولت الجهات المعنية التحقيق.

وتسلم شقيق الأم والجد الطفلتين ملك احمد عرفان 6 سنوات وأسينات احمد 5 سنوات كما صرحت النيابة بدفن الطفل مالك احمد عام ونصف، وقررت النيابة حبس ربة منزل 4 أيام على ذمة التحقيقات، إثر اتهامها بقتل أطفالها الثلاثة من خلال حقن نفسها هي وأطفالها بعقار الأنسولين التي يستخدمها مرضي السكر، بدائرة مركز شرطة قليوب.