محمد جودة يكتب سلسلة أحلام الرئيس الحلم الثالث "قد الدنيا"

الاثنين 12 فبراير 2024 | 01:43 صباحاً
محمد جودة
محمد جودة
كتب : بلدنا ليوم

حلم جديد من سلسلة أحلام الرئيس، يمكن الوقوف عنده فى هذه السطور، هذا الحلم ارتبط ارتباط وثيق الصلة برؤية الرئيس السيسى لحجم البلد الذى تولى أمر مسؤوليته، وأختصرته عبقرية الرئيس فى عبارة شديدة العمق "قد الدنيا" وتكمن عبقرية الرئيس أنه حين طرح مقولته الشهيرة لرؤيته لمصر، كانت مصر فى ظرف دولى تاريخى ليس على أفضل حال، ففى الوقت الذى كان العالم كله ينظر لما حدث فى مصر فى 30 يونية بعين الريبة، ووقفت الاعلام الاخوانى يروج فى كل انحاء العالم ومن خلفه ابواق اعلامية عدوة إلى أن ما حدث فى مصر كان انقلاب على السلطة، ووضعت مصر فى خانة شديدة الصعوبة دوليا، كان هناك رئيس يرى ويعى حجم البلد الذى يمثله أمام العالم، ومن هنا كانت الأنطلاقة نحو تاريخ جديد من العلاقات الدولية، لكى تثبت مصر وأمام العالم كله أن ما حدث بها كان ثورة عظيمة، خلفها قيادة وشعب عظيم، ولكى تقول أن مصر ببعدها الدولى والاقليمى قد عادت مرة أخرى، وعلى الجميع أن يسمعها شاء من شاء وابى من أبى فى العالم كله.

وتعددت الملفات التى عملت عليها السياسة الخارجية المصرية، فلم يكن الاتجاه الغربى فقط هو محور علاقات مصر، بل امتدت السياسة الدولة المصرية الى الشرق، وعادت مصر بعد جمود لسنوات طويلة الى بعدها الافريقى، لتسترد مصر مكانتها بين ابناء القارة السمراء، وبدأت الرحلات المكوكية للرئيس السيسيى الى الشرق والغرب وافريقيا وفى الوسط داخل محيطنا العربى، وبدى أن لمصر قائد عازم على تحقيق حلم دولة الريادة فى الشرق الاوسط، وسط كم من المؤامرات والضغوط الدولية الخارجية والداخلية.

وعبرت مصر من ظلام الاخوان الى نور العلاقات الدولية القائمة على الندية وليس على التبعية كما اراد لها الاخوان فى عام حكمهم الاسود، وأجبرت مصر العالم على الاعتراف بشرعية الحكم فى مصر، بل واحترام الارادة المصرية والشعب المصرى، وحقه فى اختيار مصيره خلف القيادة العظيمة الذى شائت لها الاقدار أن تنقذ هذه الامة.

عمل الرئيس السيسي منذ توليه الحكم، إلى تشكيل علاقات متزنة مع دول المنطقة، ولعل هذا ظهر جليا في الزيارات التي شهدتها مصر من معظم رؤساء دول المنطقة لاسيما إفريقيا أيضا وظهر أيضا التوافق في الرؤى بين وجهة نظر مصر بقيادة الرئيس السيسي ووجهات نظر باقي الدول في العديد من الملفات لاسيما الملفات الساخنة مثل فلسطين واليمن والعراق وسوريا، وذلك خلال القمم العربية التي حضرها الرئيس السيسي وعرض خلالها وجهة نظره في تلك الملفات، والتي نالت تأييد معظم الدول العربية.

وقد أثمرت السياسة الخارجية المتزنة للرئيس السيسي فى تكوين دوائر جديدة للعلاقات الدولية المصرية، فمثلا سنجد أن محور غاز شرق المتوسط الذى قادته مصر بالتحالف مع قبرص واليونان والذى انتهى الى اتفاقيات ترسيم حدود هو محور جديد قادته مصر فى مرحلة تاريخية بالغة الدقة، ووسط اطماع اقتصادية كثيرة فى منطقتنا ولولا هذه التحالفات والتفاهمات الاقليمية الجديدة ما كان يمكن أن يتم وقف هذه الاطماع الاقتصادية من حولنا.

استطاعت مصر من التقارب مع الشرق ايضا من خلق تفاهمات جديدة مع روسيا والصين ربما كانت كفيلة بان ينتج عنها مشروع الضبعة النووى بالتعاون مع المعسكر الروسى.

كل هذه وغيره من السياسات الدولية التى تبناها القائد والزعيم وكانت جزئ من احلامه لهذا الوطن يمكن ان نقول انها شكلت حلقة جديدة فى العلاقات الدولية المصرية بل حلقة جديدة فى التاريخ المصرى، لم يكن ليتحقق لولا عبقرية القيادة المصرية التى استطاعت ان تنقل ملف العلاقات الخارجية من الظلام الى النور