«كلنا أميرة العسولي».. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الثلاثاء 13 فبراير 2024 | 01:41 مساءً
اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي
كتب : محمود الطحاوي

وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: قمة الإنسانية فيما قامت به الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي التي تناقلاتها وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي فى مقطع ابكى كل من شاهده، وهو موقف الطبيبة أميرة العسولي التى تعمل بمستشفى ناصر بخان يونس - بقطاع غزة، فقد رأت أحد الشباب الفلسطينى تقنصه قوات الاحتلال الصهيوني بخيمة مستشفى ناصر ويصارع الموت ولا يوجد أحد لإنقاذه بسبب العمليات العسكرية التى تشنها سلطات بني صهيون منذ السابع من أكتوبر وأسفرت عن ما يربو من ٣٥ ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ ويستشهد يوما ٤٠٠ طفل فلسطيني وتبتر أطراف عشرة أطفال وعدد ٧٠ الف مصاب بإصابات بالغة بين عجز كلى وعجز يستحيل معه العمل بعد الآن وعدد ثمانية الاف مفقود تحت الركام .

وأضاف الشرقاوي، أن الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي بالرغم من طبيعتها كأنثى ووظيفتها كطبيبة ولا يوجد أطباء آخرين لمولاة المرضى لم تتردد لحظة وقامت بخلع معطفها وتقدمت بسرعة مذهلة نحو المصاب الذى يصارع الموت وقامت بسحبة من الخيمة الخارجية للمستشفى التى يقطن بها الفارين من جحيم القصف الصهيوني إلى داخل المستشفى لإنقاذه، بسؤال هذة الطبيبة عما كانت ستفعله إذا كان المصاب إسرائيلى أجابت نفس الدور الذى قمت به مع الشاب الفلسطينى سوف أقوم بنفس الدور مع اليهودى فنحن كأطباء لا نتعامل الا بمبدأ الإنسانية فطالما المريض يحتاج للانقاذ فلابد أن ننقذه، فالطب ليس له معايير فى الجنسية أو الدين أو العرق أو الجنس ولكن محركنا الوحيد هو الإنسانية التى خلقنا الله عليها وهو المبدأ الذى أقسمنا بيمين الله على صونه واعتباره منهج المهنة وطريقها الوحيد فنحن نشبه رمز العدالة فى المحاكم اثناء نظر القضايا فشعارهم هو شعار امرأة معصوبة العينين ونحن كذلك عندما نعالج المريض لا ننظر الا لتضميد جراحه وعلاج آلامه" يد الطبيب تسبقها توفيق الله الذى يعطينا القوة والدفعة على استمرار عملنا فى أهلك الظروف ولكنها مهنة مقدسة ونحصل على الجزاء الأكبر من الرحمن الرحيم".

وتابع عندما نقارن موقف الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولى بموقف قوات بنى صهيون التى هدمت المستشفيات والمنازل والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات وقامت بتنفيذ عمليات عسكرية داخل المستشفيات بدعوى وجود عناصر من حركة حماس وقامت بتصفيتهم داخل المستشفيات فأى إنسانية يعرفها عناصر بنى صهيون .

وأكمل فلسطين باقية واسرائيل الى زوال، اجابة من أحد سكان قطاع غزة فقد منزله واستشهدت عائلته عن بكرة أبيها، ومع ذلك لم تنقطع صلته بالله ومازال على ثقة تامة بأن الحقيقة الازلية على هذا الكون ان فلسطين وأهلها هم أهل حق وليسوا أهل اغتصاب كما فعلت سلطات الاحتلال الصهيونى بمعاونة انجلترا اولا ثم أمريكا والدول الغربية.

بكيت حتى انتهت الدموع ، صليت حتى ذابت الشموع، ركعت حتى ملنى الركوع، سألت عن محمد فيك وعن يسوع يا قدس، يا مدينة تفوح انبياء، يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء يا قدس، يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع ، حزينة عيناك، يا مدينة البتول، يا واحة ظليلة مر بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع، حزينة مأذن الجوامع يا قدس، يا جميلة تلتف بالسواد، من يقرع الأجراس بكنيسة القيامة صبيحة الآحاد، من يحمل الألعاب للأولاد فى ليلة الميلاد يا قدس، يا مدينة الأحزان، يا دمعة كبيرة تجول فى الأجفان، من يوقف العدوان عليكي ا لؤلؤة الأديان، من يغسل الدماء عن حجارة الجدران، من ينقذ الإنجيل من ينقذ القرآن، من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح، من ينقذ الأنسان يا قدس يا مدينتى، يا قدس يا حبيبتى، غذآ غدآ سيزهر الليمون، وتفرح السنابل الخضراء والزيتون وتضحك العيون، وترجع الحمائم المهاجرة الى السقوف الطاهرة، ويرجع الأطفال يلعبون، ويلتقى الاباء والبنون، على رباك الزاهرة، يا بلدى يا بلد السلام والزيتون يا قدس .

العالم ينظر الى غزة ويغض الطرف وكأنما هذا الشعب تكالبت علية دول وأنظمة لا تستحق لفظ البشر ولا يعرفوا للإنسانية طريق ولم تجرى الدماء فى عروقهم، ما يتم فى غزة الآن هو جرائم حرب لن تسأل عنها اسرائيل وأمريكا وانجلترا وفرنسا وايطاليا والمتعاطفين معهم فقط بل سيسأل هذا الكون على هذة المجازر البشرية التى نالت كل شى فى قطاع غزة، الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس والطرق والدواب، قضوا على مظاهر الحياة البشرية واصبحت غزة يسكنها الأشباح وارواح الشهداء وتحطمت تماما البنية التحتية للشعب الفلسطينى الاعزل.

واستطرد نحن على يقين ان هذه الحرب الإبادية وجرائم الحرب اللا الإنسانية التى ارتكبتها سلطات الاحتلال الاسرائيلى فى حق المدنيين العزل بقطاع غزة لم تشهدها البشرية من قبل وخاصة انها حرب ليس فيها أى تكافئ بالمرة من كل الجوانب بعد أن استشهد فيها ما يقرب من ٢٠ الف شهيد وعدد ٤٥ الف مصاب وعدد ٧ آلاف من المفقودين ويستشهد ٤٠٠ طفل فلسطينى يومآ ومعظم من نال الشهادة من الأطفال والنساء والشيوخ وقصفت فيها البنية التحتية لقطاع غزة من الأبنية والمنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات

وتوفى كل الأطفال ومرضى الرعاية المركزة فى مستشفيات قطاع غزة بعد ان قطعت سلطات الاحتلال الاسرائيلى عنهم الكهرباء والمياة والأدوية والطعام والغاز واصبح قطاع غزة يحوم فيه ارواح الشهداء وجثث ليس لها حصر تحت الانقاض واصبح موارة الثرى فى مقابر جماعية هى الغاية لعدم انتشار الأمراض، فلا توجد اكفان، واصبح الوسم على اذرع الأطفال هو الشئ الوحيد الذى يتم الأن لمعرفة هولاء الأطفال عند القصف اللإنسانى اليومى التى تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلى .

أمريكا وانجلترا والدول الغربية يا من ساندتم بنى صهيون فى حرب الإبادة وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطينى الاعزل، هل رحمتم الإنسانية عندما قتلتم ما يقترب من ٢٠ الف فلسطينى وعدد ٥٠ الف مصاب بخلاف المفقودين ومن تحت الانقاض، هل رحمتم الإنسانية عندما شاركتم فى قطع المياة والكهرباء والطعام والأدوية عن الأطفال والنساء والشيوخ، هل رحمتم الإنسانية عندما قصفتم المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمنازل والمستشفيات، هل رحمتم الإنسانية عندما قصفتم سيارات الإسعاف وبها الأطفال المرضى بالسرطان والجرحى اثناء اتجاهم لمعبر رفح لتلقى العلاج بالمستشفيات المصرية، هل رحمتم الإنسانية فى نقض مبادئ القانون الدولى الإنسانى، هل رحمتم الإنسانية عندما اسكنتم بقطاع غزة الأشباح بدلا من ورد الجناين من أطفال غزة .

واستكمل أمريكا وانجلترا والدول الغربية والذين استخدموا حق الفيتو ضد مشروع قرار وقف اطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى الاسرائيلي تمهيدا للقضاء على ما تبقى من الشعب الفلسطينى وابادته والتهجير القسرى لمن فر منهم ومحو فلسطين وشعبها من خريطة الجغرافيا، ستدور الأيام ولن يسمع آحد صراخكم لانكم لم تستمعوا الى صراخ أطفال ونساء فلسطين عندما صرخوا للعالم بأن ينقذهم من حرب الإبادة التى تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلى.

واردف نتساءل ويتساءل العالم عن الأسباب الأبدية لاحتضان الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان الصهيونى، سؤال نعرف كلنا الإجابة عليه وتعرف أمريكا ايضا الإجابة عليه، وهنا وعندما تختفى معاير البشر الظالمة ستكون ارادة الله هى الغالبة " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " صدق الله العظيم .

واختتم وهنا نتساءل هل ستحاسب اسرائيل وقادتها عن جرائم الحرب فى غزة أم لن ينظر لها كما فعلت من قبل فى مذبحة دير ياسين ومدرسة بحر البقر وغيرة، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وكل الدول العربية.