محمد جودة يكتب عن عبد المنعم رياض فى يوم الشهيد.. الجنرال الزهبى

السبت 09 مارس 2024 | 05:45 مساءً
محمد جودة
محمد جودة
كتب : بلدنا اليوم

9 مارس من كل عام، هو يوم الشهيد المصرى حيث لحظة فارقة فى تاريخ المصريين، هى تلك اللحظة التى تم تدشينها بأستشهاد اسطورة العسكرية المصرية الفريق عبد المنعم رياض قائد عمليات القوات المسلحة، الذى لاقى ربه مقتلا محتسبا على جبهة القتال بعد تاريخ مجيد من القتال على كافة الجبهات المصرية والعربية، لتكون تلك اللحظة هى بمثابة لحظة نستحضر فيها شرف العسكرية المصرية، وشرف التضحية من أجل الوطن، ومن أجل هذه اللحظات العظيمة نسطر هذه السطور لنستحضر سويا تاريخ عظيم نرويه لأبنائنا جيلا جلف جيل.

فى البداية دعونا نتطرق لتفاصيل لحظة 9 مارس التى أختارتها الدولة المصرية لتكون يوما لكل شهدائها، ودونا نبدأ سويا بهذه اللحظة منذ أن أشرف الفريق عبد المنعم رياض على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.

وفي صبيحة اليوم التالي قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.

ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه.

والفريق عبد المنعم رياض هو بحق أحد أساطير العسكرية المصرية والذى لقبه قيادات الجيش الروسى بلقب الجنرال الذهبى بعد أن أتم أحدى دوراته العسكرية لديهم لما رأوه منه من تفانى، وهو أول قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ويعتبر واحدا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين.

وشارك عبد المنعم رياض في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967،

من أجل كل ما سبق لقد كانت لحظة استشهاده على جبهة القتال المصرية مع العدو الاسرائيلى لحظة تستحق التخليد، لتكون يوما تحتفى به بكل شهدائها الابرار فى الجيش والشرطة، ولكل دم اريقت فى تاريخ المصريين من اجل الحفاظ على هذا الوطن.

من أجل هؤلاء لبد ان نحتفى جميعا بهذا اليوم وان ننحنى تحية اجلال وتقدير لارواح من ضحوا من اجل هذا الوطن، ولكى نعلم أبنائنا جيلا بعج جيل ان كل لحظة امان نحياها اليوم هناك من دفع روحه ثمنا لهذا اللحظة، وان تاريخ العسكرية المصرية ملئ بقصص للعظماء الذين روت دمائهم ترابها للحفاظ عليها، وان الفريق رياض ليس غير نموذج للمقاتل المصرى الذى وصفه رسول الله بانه خير اجناد الارض ، هؤلاء المرابطين الى يوم القيامة للدفاع عن عرض وارض هذه الامة، فكل التحية لهم فى يوم الشهيد وفى كل يوم طلعت عليه الشمس ونحن ننعم بالحرية بسبب تضحياتهم.