زهران جلال يكتب| قاضيات مصر.. حضور مشرق على منصات القضاء

الجمعة 15 مارس 2024 | 05:32 مساءً
زهران جلال
زهران جلال
كتب : ..

شهدت منصات القضاء المصري حضورا مبشرا لقاضيات مصر، وجاء الحضور متواقفا مع توجه الجمهورية الجديدة ومع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي ليتواكب هذا الحضور غير المسبوق اليوم الدولي للقاضيات ،الذي يواكب العاشر من شهر مارس الجاري والذي احتفلت به وزارة العدل المصرية ، وبما تحقق في السنوات الأخيرة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم ، الذي أعطي أهمية كبيرة وخاصة لملف تعزيز المرأة وحصولها على حقوقها كاملة، عبر العديد من الاستحقاقات غير المسبوقة .

وتصدرت " المرأة قاضية " اهتماماً خاصاً في الجمهورية الجديدة بتمكينها بالجلوس على منصة القضاء ، فأصبحت في مجلس الدولة ، والنيابة العامة وفي مختلف المواقع القضائية، ونالت ما كانت تحلم به في الالتحاق بمجلس الدولة والنيابة العامة من بداية السلم القضائي بداية من دفعة ٢٠٢١ المرتقب صدورها وإعلانها خلال شهور قليله من العام الجاري ، لتتحقق رؤية الجمهورية الثانية في تمكين المرأة وتوليها لأول مرة كافة الوظائف القضائية في جميع الجهات والهيئات القضائية من بداية السلم القضائي وفي كافة المواقع القضائية والاستفادة من كفاءتهن في منظومة العدالة.

لا شك أن اهتمام الدولة بالقضاء وشئونه اهتماماً غير مسبوق، لاسيما في مجال المساواة بين الجنسين في تقلد المناصب القضائية.

وفي إطار تحقيق رؤية الدولة المصرية وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية ، حرصت وزارة العدل منذ تولي المستشار عمر مروان حقيبة وزارة العدل ، و المجالس العليا والهيئات القضائية المتوالية على تنمية مهارتهن العلمية والعملية، و مواكبة كل ما هو متطور لتحقيق سرعة إنجاز القضايا والتغلب على التحديات السائدة، وصولاً لتحقيق عدالة ناجزة وتطبيق القانون على الجميع بلا تمييز إعلاء لمبدأ سيادة القانون .

المرأة المصرية في عقل الدولة المصرية ودائما في صدارة اهتمامها ففي عام 2017 كان عام للمرأة، كما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي استراتيجية تمكين المرأة 2030 والتي أعلنتها الأمم المتحدة كأول استراتيجية لتمكين المرأة منبثقة من استراتيجية التنمية المستدامة 2030، فضلا عن مواد الدستور التي تستهدف ترسيخ تمثيل المرأة في البرلمان ، وتحقيق المساواة، وأصبح لأول مرة في تاريخ المجالس النيابية أن تحصل المرأة علي أكثر من 150 مقعدًا بمجلس النواب بخلاف مقاعد مجلس الشيوخ.

كما أصبحت مكانة المرأة اليوم والمكاسب التي نالتها تأكيدًا على مدى إدراك الدولة المصرية لأهمية دورها للمشاركة في الجمهورية الجديدة، والتي أصبحت أحد أركانها بتمكينها بالسلك القضائي من بداية السلم القضائي بعد إعلان قبول الإناث لأول مرة بمجلس الدولة والنيابة العامة من دفعة ٢٠٢١ .

و تبوأت المرأة المصرية في الجمهورية الثانية مكانة كبيرة بجلوسها على منصة القضاء المصري في كافة الجهات والهيئات القضائية فأصبحت مساعد وزير العدل ، و في المحكمة الدستورية العليا والقضاء العادي بمختلف أنواع المحاكم سواء الابتدائية أو الاستئناف ، وكذلك القضاء الإداري وفي كافة الوظائف القضائية بالنيابة العامة والنيابة الإدارية وقضايا الدولة .

لا شك أن المشهد القضائي يشهد مستجدات متواترة لتعزيز مكانة المرأة، عبر تمكين الأكفاء من الحاصلين على إجازة القانون، بالتعيين في الجهات والهيئات القضائية بهدف توسيع دوائر العدالة والمساواة.

المستجدات التي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطبيقها تفتح باب الأمل أمام الجميع، مما يعيد الجهات والهيئات القضائية إلى مسار التاريخ الحضاري القضاة والقضاء والعودة الي السلف الصالح، وهو مسار حافل تذخر به الموسوعة التاريخية القضائية.

فالمرأة قاضية في الإسلام منذ زمن فكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستعين بهن في أخذ الرأي، فورد في السيرة أن بعض النساء كن يعملن قاضيات حسبة في عصر النبوة منهن «سمراء بنت نهَيك الأسديّة» وغيرها، حيث كان هناك من الصحابيات على عهد النبي يحتسبن، وأقرهن على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن هناك ولاية مختصة بالحسبة، بل كانت الحسبة بشكل تطوعي، ومن ثم يصبح المعيار هو الكفاءة وفقط دون معايير تخضع للأهواء الشخصية.

وفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب تم تعيين أول قاضية في الإسلام وهي ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية التي لقبت بـ (الشفاء)، وقد لقبت بهذا اللقب لأنها كانت تداوى المرضى قبل الإسلام بمكة فغلب عليها هذا اللقب، واعتنقت الإسلام مع أوائل من آمن بالإسلام، وهاجرت من مكة إلى يثرب معهم، وتولت ثمل قهرمانة عام 306 هجرية في بغداد، منصبًا يعادل منصب قاضي القضاة، وكانت تنظر ثمل في الشكاوى التي يكتبها الناس كل يوم جمعة وهو موعد جلوسها في دار المظالم. وساعدها القاضي أبو الحسن بن الأشناني في تخطي رفض الناس، وفي مهنتها فحسن أمرها وأصلح عليها، وكان يحضر في مجلسها القضاة والفقهاء والأعيان.

بعض العلماء كالطبري الذي عاصر ثمل قهرمانة في بغداد، وكتب بأن ثمل قامت بمهمتها خير قيام.