الباز وأبوعاصي يحذران من الفتاوى الضارة بالمجتمع

الاحد 07 ابريل 2024 | 08:35 مساءً
كتب : نوران الرجال

 يتزايد الاهتمام بالتجديد في الفتوى والتشريع الإسلامي في هذه الأيام، ويشهد هذا الموضوع حوارًا واسعًا للعلماء والفقهاء الذين يسعون لتطوير الفقه الإسلامي وتحديثه ليتناسب مع الظروف الراهنة. 

ومن بين هؤلاء العلماء يتميز الدكتور محمد سالم أبو عاصي، الأستاذ المتخصص في التفسير بجامعة الأزهر، برؤيته الفذة حول أهمية التجديد في الفتوى والتشريع الإسلامي.

في لقاء مميز مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن" الذي يُبث على قناة "إكسترا نيوز"، دعا أبوعاصي إلى ضرورة التصدي للمفتين الذين يسيئون استخدام مكانتهم، وكذلك الأطباء الذين يفتقرون إلى الكفاءة، والتجار الفاشلين الذين يسعون للتأثير على الناس دون وجه حق. وبالتالي، ينبغي علينا أن نتحلى بالحذر ونتجنب الانجرار وراء الآراء الشخصية غير المبنية على العلم والحقيقة.

ويؤكد الدكتور الباز على أهمية الحذر من الفتاوى التي قد تضر بالمجتمع، مشددًا على أنه يجب منع الفتاوى التي لا تصب في مصلحة الناس، وغن الإمام أبو حنيفة قد وضع أسسًا للتعامل مع هذه القضايا. ولكن مع تغير الزمن وتغير الظروف، يجب علينا تحديث الأحكام للحفاظ على الحقوق وتحقيق المصلحة العامة.

ومن جانبه، يشير أبوعاصي إلى مفهوم "المصلحة المرسلة" في الشريعة، وهي مبدأ يسمح بالتجديد في الأحكام الفقهية لتحقيق المصلحة العامة، حتى في غياب نص قرآني أو حديث نبوي صريح.

 وهذا يعني أن الفتاوى يجب أن تتماشى مع القواعد العامة للشريعة التي تهدف إلى حفظ الحقوق وتحقيق المصلحة العامة، حتى وإن كانت غير منصوص عليها بشكل صريح في النصوص الشرعية.

وتطرق أبوعاصي إلى موضوع توثيق الطلاق، مؤكدًا على أهمية النظر في المصلحة العامة ومبادئ الاستحسان والعرف. 

وهذه المبادئ معترف بها في الشريعة والتشريع الإسلامي، وتمثل جزءًا أساسيًا من ضوابط الاجتهاد الشرعي. 

كما أشاد بجهود الفقهاء الذين يعملون على تطوير الفقه في المسائل التي لا توجد فيها نصوص قطعية، مثل الشيخ عبد الوهاب خلاف، الذي أسهم في تشكيل الفقه الإسلامي المعاصر.

ويختتم أبوعاصي حديثه بالتأكيد على أن الشريعة تتسع للتجديد والتطوير، وأن الأحكام يجب أن تتماشى مع القواعد العامة للشريعة.

 ولذلك، فإن التوثيق في مسائل مثل الطلاق أمرًا جائزًا وصحيحًا، ولا ينبغي علينا الالتفاف حولها وإنكارها بكلمات مؤثرة، بل يجب دراستها وبحثها بجدية وتحت علماء الفقه والتشريع الإسلامي المتخصصين.

في النهاية، نجد أن رؤية الدكتور محمد سالم أبو عاصي حول التجديد في الفتوى والتشريع الإسلامي تحمل رسالة هامة للجميع: أن الشريعة الإسلامية تتسع للتطور والتجديد، ولكن من واجبنا أن نتعامل معها بحذر وبشكل صحيح، وألا نندفع وراء الآراء الشخصية التي قد تضر بالمصلحة العامة، وأن نحافظ على مبادئ الاستحسان والعرف في الفتاوى والأحكام الشرعية.

اقرأ أيضا