بعد مفاوضات بالقاهرة..خبراء: وقف إطلاق النار في غزة مرهون برحيل نتنياهو

الاحد 14 ابريل 2024 | 10:53 مساءً
كتب : أحمد عبد الرحمن

تستضيف القاهرة جولة جديدة من المفاوضات بين حماس وتل أبيب لوقف إطلاق النار في غزة، والتوصل إلى هدنة إنسانية بعد العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 7 أكتوبر الماضي على القطاع.

ويرى قياديون وخبراء، أن المفاوضات بين حماس وإسرائيل لن تقدم جديدًا بسبب تعنت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحاول إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب شخصية واستمرار بقائه في الحكم، مشيرين إلى أن ضرورة أن تكون مقترحات هذه الجولة من المفاوضات متضمنة إجابات حقيقة وتشكل أساسًا لفرصة اتفاق، وإلا ستكون مضيعة للوقت.

قيادي أمريكي سابق: لا نمتلك القدرة على إملاء العمل على إسرائيل

ويرى ديفيد دي روش، القيادي السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أن المفاوضات التي تجري بين تل أبيب وحماس حاليًا في القاهرة لن تقدم جديد، مرجعًا ذلك أن إسرائيل تريد تحرير الأسرى المحتجزين لدى حماس، بينما المقاومة الفلسطينية تدرك أن غزة ستتحول إلى كومة من الرماد حال نجاح الاحتلال في استرداد المحتجزين، لذلك لن تقدم على هذه الخطوة .

وأضاف دي روش في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن إسرائيل تدرك أن أمامها وقت قصير لتدمير حماس، مشيرًا إلى أن هدفها من المفاوضات أن تظهر لمصر وبقية دول العالم أنها تتخذ كل خطوة ممكنة قبل أن تبدأ العملية العسكرية الدموية في رفح، مؤكدًا عدم وجود نية من حماس لإطلاق الأسرى، نظرًا لأنها وسيلة الضغط الوحيدة وورقة ضمان.

وأوضح القيادي السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أن إسرائيل تعلم أن التأييد الغربي والأمريكي يتحرك من تحتها، مضيفًا أن بايدن يدرك الضرر الاستراتيجي الذي لحق بإسرائيل والولايات المتحدة بسبب استمرار سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.

وأكد أن واشنطن لا تملك القدرة على إملاء العمل على إسرائيل على المدى القصير، مضيفًا أنها يمكن أن نؤثر على أمور طويلة الأمد، لكن غزة ستنتهي قبل أن يصبح أي إجراء أمريكي ساري المفعول.

وقال القيادي السابق بوزارة الدفاع الأمريكي، إن العلاقات بين واشنطن وإسرائيل لا تزال قوية، لكن بين إدارة بايدن ونتنياهو أصبحت متوترة.

قيادي فتحاوي: الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا مقابل 700 فلسطيني مقترح مطروح

ومن جانبه، قال أيمن الرقب القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، إن محادثات القاهرة بين إسرائيل وحماس تعد الجولة السابعة من المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتوصل لهدنة إنسانية.

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الملفات الخلاف بين حماس وإسرائيل، هو أعداد الأسرى، وعودة النازحين لشمال القطاع، واجتياح رفح ما يجعل التفاؤل منشوب بالحذر.

وأشار القيادي في حركة فتح، أن هناك مقترح مقدمة لإفراج حماس عن 40 محتجزًا إسرائيليًا مقابل 700 أسير فلسطيني، وأيضًا تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا في 2014، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال في صفقة شاليط.

وأوضح أن هناك مقترحًا آخر بشأن عودة النازحين وهو رجوع 200 فلسطيني يوميًا لشمال القطاع بإجمالي 80 ألف نازح خلال فترة الهدنة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يصر على اجتياح رفح عسكريًا.

يرى حاتم عبد القادر، وزير شؤون القدس السابق، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن الوفد الإسرائيلي الذي أرسل إلى القاهرة للتفاوض مع دون صلاحيات ولا يحق لأعضائه اتخاذ أي القرارات.

وأضاف عبد القادر في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن نتنياهو غير معني بالتوصل إلى اتفاق وما يقوم به ليس سوى مضيعة للوقت فقط لتهدئة عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يتهمونه شخصيًا بأنه العقبة الوحيدة أمام عملية التبادل.

وأكد أن مفاوضات باريس فشلت بعد أن قرر نتنياهو وضع شرط على الصفقة لطرد الأسرى من أصحاب الأحكام العالية إلى دول عربية وأجنبية ولن يتم السماح لهم بالبقاء في الضفة أو غزة، لافتًا إلى أن هذا الشرط تم رفضه من حماس دون تردد.

محلل سياسي: زيارة وفد الكونجرس لمصر وراء عودة المفاوضات بين حماس وإسرائيل

وفي السياق نفسه، قال الدكتور رائد نجم، المحلل السياسي الفلسطيني، إن جولة المفاوضات التي تستضيفها مصر بين حماس وإسرائيل، للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة جاءت بعد زيارة وفد الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في وقت حساس بحضور 15 عضو من مجلس الشيوخ والنواب.

وأضاف نجم في تصريحات خاصة في تصريحات خاصة «لجريدة بلدنا اليوم» أن هذه الزيارة تؤكد على مكانة مصر واهميتها في تحقيق السلام والأمن الإقليميين، واهمية تنسيق المواقف معها نظرًا لمحورية الدور المصري في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فهى مفتاح الحل في الصراع العربي الإسرائيلي، كونها أكبر دولة عربية.

وتابع:" أن الزيارة تأتي في إطار تغير ملموس في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية نحو تبنيها بشكل أكبر للرؤية المصرية المصرية الواقعية القائمة على وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ومنع تصعيد العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، ورفض أي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وخطورة توسيع الصراع في المنطقة، الأمر الذي يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأن حل الدولتين هو الضامن والطريق لاستعادة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".  

اقرأ أيضا