”من حشو الخشب لحلوى البيض”.. أخطر حيل التهريب في مصر

الخميس 05 يوليو 2018 | 04:21 مساءً
كتب : حسن سمير

أشرف أمين : اتساع الحدود أعطى فرصة كبيرة للمهربين لتهريب الممنوعات

محمد نور الدين: يجب تكثيف عمليات التفتيش بأجهزة الكشف على الخارج من البلاد والقادم إليها

حيل يلجأ المهربون إلها لتهريب وجلب الممنوعات عبر الموانئ والطرق الصحراوية للهروب من قبضة الأجهزة الأمنية، لكي تتم الصفقة ويتم السيطرة على جميع خطواتها، وخاصة أن عمليات التهريب أصبحت في هذه الأيام صعبة ، نظرًا للتشديدات الأمنية على جميع النواحي الحدودية، بعد العمليات الإرهابية المتتالية .

 

مشاهد من الأفلام السينمائية ساهمت في مساعدة الكثير من المهربين المحترفين في ابتكار ووضع طرق لتهريب ممنوعاتهم عبر المطارات، والتي لجأ إليها بعض الأشخاص إلى طرق جديدة تعد أكثر غرابة وغير واردة على تفكير الجهات الأمنية، بل عجز الأمن عن كشف هذه المخترعات التي يستخدموها لعدة مرات.

في البداية كانت طرق التهريب واضحة ومكشوفة لدى الأجهزة الأمنية، فكانت تستخدم عن طريق السيارات أو بعض الأشخاص العاديين أو الطرق الضيقة في الصحراء، ولكن في الأيام الأخيرة ظهرت أساليب جديدة ومختلفة تقف أمامها الأجهزة الأمنية حائرة، وهي تلك الوسائل التي نتناولها عبر السطور التالية.

«تهريب الحشيش في الخيار»

طريقة مبتكره يعجز أمامها الكثير، والتي أقدم بعض الأفراد على استخدامها داخل الأماكن الحكومية، وتهريب المخدرات داخل السجون، فقد شهدت قسم شرطة السويس، عملية تهريب داخل الحجز، من أحد الأشخاص الحاضرين لزيارة أقاربهم، فقد قام بتكوير الخيار ووضع الأصابع المخدرة بداخلة، وتهريبه بداخل الزيارة.

 

ولكن فشل هؤلاء العاطلين من تهريب المواد المخدرة، فتمكنت قوات مباحث بقسم شرطة السويس باكتشاف قيام المتهمين بمحاولة تهريب مخدر الحشيش داخل الخيار خلال الزيارة.

 

وقد تم تحويلهم إلى المحاكمة، فقد قضت محكمة جنايات السويس، بمعاقبة 4 متهمين بالسجن لمدة 3 سنوات لكل منهم لاتهامهم بمحاولة تهريب مخدر الحشيش داخل «الخيار» داخل سجن قسم شرطة السويس.

 

«كرُنب محشو بالبدرة»

ولم يقتصر الأمر على تهريب المخدرات داخل الخيار، بل تعد الطرق والإختراعات حتى وصل بعض المهربين إلى أغرب وسائل التهريب، وهي التي يرعاها لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر حتى يتمكن من تهريب بضاعته، وهي تهريب المخدرات في نبات «الكرنب» فقد يصرف المهرب كمية كبيرة من الأموال لزراعته، حتى يتمكن من تهريب صفقة العمر التي يسعى من أجلها، وعندما يقترب النبات من الإلتفاف يضع المواد المخدرة بداخلة حتى يتم الإلتساق بها جيدًا لتهريبها عبر الحدود.

ولم يتوقف الأمر على التهريب داخل النبات الأخضر، بل تجدد الأمر إلى التهريب داخل طعام «المحشى» حيث يقوم بوضع المخدر داخل الطعام ملتفًا في أصابع «المحشي» وهو ما أعلن عنه مسؤول سجن القرنة المركزي، فقد تمكنوا من إحباط محاولة عاطل إدخال مواد مخدرة لصديقه المسجون على ذمة قضية سرقة بالإكراه، «داخل حلة محشي».

«تهريب الأنابيب»

ظهرت هذه الوسيلة في أزمة الغاز الأخيرة، حيث كان التهريب عن طريق تجار كبار وموذعين في السوق، فقد كانت الطريقة تتمثل في سيارات محملة بالطوب الجيري الأحمر، في البداية يرصون طابق من الطوب وفوقة الأنابيب المهربة، ثم وضع لبنات الطوب في دوائر السيارة جميعها، ووضع الأنابيب في قلب السيارة وأخيرًا وضع طابق كبير من الطوب في الأعلى، وبذلك لا يستطع رجال الأمن ضبط أي من المخالفات، وقد نجح العديد من المهربين في استخدام هذه الوسيلة، حتي تمكنت قوات الجيش الجيش الثالث الميداني، في نفق الشهيد أحمد حمدي، من ضبط شاحنتين مخبأ بهما وعدد كبير من أنابيب الغاز السام، قبل تهريبها إلى عدد من الإرهابيين فى سيناء.

 

وأحكمت قوات الجيش الثالث الميدانى سيطرتها الأمنية على جميع المنافذ المؤدية إلى سيناء، فى إطار جهود القوات المسلحة والشرطة فى القضاء على الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وتمويله، وكثفت من عمليات تمشيط المناطق الجبلية، ووجهت عددا من العمليات الاستباقية الناجحة ضد الإرهاب فى وسط سيناء. يأتى ذلك فى إطار الإجراءات المشددة التى تفرضها القوات المسلحة على المنافذ والمعابر المؤدية إلى سيناء للقضاء على العناصر الإرهابية، ولم يتوقف الأمر على ذلك ولكن تحول إلى عمليات عديدة منها..

«الهيروين في تنك البنزين»

«الهيروين في تنك البنزين» هذا العنوان يصلح لأن يكون فيلمًا مثيرًا، هكذا بالمعلومات التي تؤكد أن 2 كيلو هيروين سوف يتم تهريبها عبر ميناء نويبع إلى مصر وأنه لابد من ضبط هذه الكمية وكنا أمام سيل من سيارات النقل القادمة عبر ميناء نويبع إلى مصر وأمام ذلك استعنا بأعداد كبيرة من الضباط والجنود قبل دخول الكمية إلى البلاد وقمنا بإعداد مجموعة كبيرة من الأكمنة على طول الطريق وتفتيش سيارات النقل وغيرها حتى نجحنا في ضبط الهيروين في تنك البنزين الاحتياطي، ولكن بعد أن أعيانا البحث فلم نكن نتصور إخفاء الهيروين في ذلك المكان.

وهناك العديد من القضايا الطريفة تم ضبطها مثل فطير بالفياجرا، عسل بالهيروين، تورتة بالحشيش.

«معجنات محشوة بالنقود»

عرضت وكالة الجمارك الألمانية ضمن حملة لمكافحة عمليات غسل الأموال، هذه الصورة لأحد المهربين الذي وضع الأموال داخل المعجنات الفرنسية الشهيرة التي تعرف باسم «كرواسون»، وذلك في المؤتمر السنوي للأخبار الإحصائية للوكالة الذي عقد في العاصمة الألمانية، برلين، في 2012.

«كوكايين في حلوى البيض»

ضبطت الوكالة التنفيذية للهجرة والجمارك بالولايات المتحدة الأمريكية كمية هائلة من الكوكايين مخبأة داخل حلوى بيض الربيع الملونة توصلت الوكالة إلى أنها حلوى زائفة.

 

«حشو الخشب»

"ونجار" يثقب خشب الفراشة ويحشوه بـ31 ألف قرص مخدر للسعودية، حيث لجأ نجار إلى حيلة "جهنيمة" لتهريب الأقراص المخدرة إلى المملكة العربية السعودية، عبر شركات الشحن والتفريغ، حيث ابتكر طريقة حديثة لتهريب المخدرات بثقب خشب الفراشة ووضع كميات كبيرة من الأقراص المخدرة، ثم وضع قطعة من الأبلاكاش ولزقها بـ"الغرة" حتى تعود كما كانت ثم لفها بالقماش، ثم ثقب خشب الفراشة ووضع 31 ألف قرص مخدرة لتسليمها إلى شركة شحن وتفريغ لإرسالها إلى السعودية.

وألقت سلطات مطار القاهرة القبض على راكب أثناء محاولته تهريب 550 قرصًا مخدرًا داخل برطمان سمن لدى سفره إلى لبنان، وفى أثناء إنهاء إجراءات سفر ركاب الطائرة المصرية المتجهة إلى بيروت أوضح جهاز الأشعة وجود أجسام معتمة بداخل حقائب الراكب (س.م)، وبفتحها عثر على علبة سمن بداخله كيس يحتوى على 550 قرصًا مخدرًا.

« روشتة أمنية»

علق اللواء أشرف أمين مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى علي إن الأمر الذي نتحدث فية عن حيل التهريب لم يكون فيه حيلاً جديدة والأمور أصبحت بسيطة جيدًا بالنسبة للمهربين، لأن التأمين لم يكون من الجانبين بل أصبح من الجانب المصري فقط في هذه الأيام، فالحدود الغربية مابين مصر وليبيا لم يكون فيها تأمين لا من الجانب المصري، والحدود الجنوبية مابين مصر والسودان تعتبر تأمين مصري فقط، والبحار وأيضًا تقوم القوات المصرية على تأمينها، لذالك أصبحت عملية التأمين والتضيق على المهربين أمر صعب للغاية، ولم يكون هناك أي دولة في العالم تقوم بتأمين حدودها بشكل كامل، ولكن أحياننا نشاهد تهريب عبر المواني الطبيعية المستحدثة، مثل المواني بورسعيد والإسكندرية، عبر الكراتين والبضائع الأخرى،

 

وأضاف الخبير الأمني في تصريحات خاصة لـ « بلدنا اليوم» إن التهريب تختلف أنماطه حسب العصابات الدولية المستخدمة لهذه الوسيلة وهى منتشرة على مستوي العالم وليس مصر فقط، ولكن يجب على أجهزة المعلومات العمل على هذه الظاهرة لأن أهم الوسائل التي تسقط هذه الظاهرة هي المعلومات الجيدة عنها، لان هذه العصابات متدربة على تدريب عالي ويستطيع التعامل بقوة مع قوات الأمن، وهناك وسائل أخري مثل الكلاب والأجهزة الحديثة لكشف هذه العصابات، ولكنهم كل وقت يبتكرون حيلًا جديدة لتهريب ممنوعاتهم وقد يستخدمونها على فترات منقطقة حتى لا يقعو في مصيدة الحكومة، ولكن يشاء القدر وتكشف مغمراتهم عن طريق الصدفة او المعلومات،

 

وقد يستطيع المهربون تهريب الممنوعات عن طريق أشياء كبيرة الحجم، مثل تهريب الهيروين عن طريق تنك البنزين الإحتياطي، مؤكدً علي أنه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة في المنطقة العربية جميعها، وأنها ستظل دائمة في كل الأجيال.

ووضع اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني روشتة أمنية للحد من هذه الظاهرة وقال إن حيل التهريب تأتي عن طرق الحدود الأكثر أتساعًا وهى الحدود الليبية والسودانية، وكانت الممنوعات عبارة عن سلاح وبانجو في الملابس وبعض البضاعات الأخري عبر الطرق الصحراوية، وكانت القوات الأمنية تسعي إلى تحقيق الأمن في هذه المناطق، ولكن اتساع الحدود أعطى فرصة كبيرة للمهربين لتهريب ممنوعاتهم.

 

وطالب  "نور الدين" بضرورة تحديث أجهزة الكشف بصفة مستمرة، وعدم الاعتماد على الأجهزة القديمة، وتكثيف عمليات التفتيش بأجهزة الكشف على الخارج من البلاد والقادم إليها، وعن أكثر الممنوعات التى يتم تهريبها، ويؤكد أن تهريب الحبوب المخدرة والأموال النقدية والمشغولات الذهبية داخل الأطعمة للإفلات من أمام أعين الأجهزة الأمنية هى أكثر الأشياء التى تهرب عبر الموانئ المصرية.

اقرأ أيضا