”التضامن” تساعد الآباء في النجاح في الامتحان الأكبر ”تربية الأطفال”

الاربعاء 25 يوليو 2018 | 04:18 مساءً
كتب : مي وجدي

«التربية» هي الامتحان الأكبر لجميع أولياء الأمور في العالم، هذا الامتحان الذي يدفع الخوف منه الكثير من أولياء الأمور إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء في عملية تربية أطفالهم رغمًا عنهم، وظنًا منهم أن هذه هي الطريقة المثلى لتربية الأبناء، الأمر الذي ينتج عنه نتيجة عكسية تكون في الكثير من الأحيان كارثية، كل هذا نتيجة قلة خبرتهم في عملية التربية.

 

وفي هذا الإطار أطلقت وزارة التضامن بالتعاون مع منظمة اليونيسف حملة تدعى "السنين الأولى بتفرق" بهدف تذكير الآباء فى كل مكان بأنه عندما يرعى الآباء صغارهم فى السنوات الأولى من حياتهم، من خلال توفير الحب والحماية واللعب معهم وتغذيتهم، سيتعلم أطفالهم بشكل أفضل.

 

أستاذ الطب النفسي يوضح مراحل التطور النفسي للأطفال

قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، إن هناك مراحل تدعى مراحل التطور النفسي للطفل، والتي تتضمن كل مرحلة منها عدد معين من سنوات حياته، وتبدأ من يوم مولده وحتى سن 18 عام.

 

 وأضاف، أستاذ الطب النفسي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن القائمين على تربية الطفل طوال سنوات حياته هم الأسرة والمدرسة، وبالنسبة للآباء فلا يكون لديهم أي معلومات عن تربية الأطفال، ولذلك كانوا يستقون قديمًا معلوماتهم من أجدادهم، أما الآن وبعد ما حدث من تفكك الأسرة فإن تربية الأبناء تكون عبارة عن اجتهاد شخصي من الآباء، مما يؤدي إلى حدوث أخطاء فظيعة في تربية الأبناء.

 

أما بالنسبة للمدرسة، فلا يختلف الوضع كثيرًا، فالمدرسين لا يحصلون على دروس في التربية، حيث أن هناك أعداد قليلة منهم هي التي تم إعدادها بطريقة صحيحة، أو تخرجت من كليات التربية، ومن تخرج منها يحصل على تعليم نظري فقط وليس تدريب عملي، ولذلك لا يكون هناك من يهتم بالطفل بطريقة صحيحة، أو يفهمه، مشيدًا بمبادرة وزارة التضامن لرعاية الأطفال فى بداية أعمارهم، والتي تدعى حملة "السنين الأولى بتفرق"، والتي تهدف إلى تذكير الآباء فى كل مكان بأنه عندما يتم رعاية الأطفال بالحب وحمايتهم واللعب معهم وتغذيتهم في المراحل الأولى في حياتهم، فإنهم سيتعلمون بشكل أفضل، حملة هامة وجيدة.

 

وأوضح الدكتور بحري أن لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل طريقة مختلفة في التعامل عن بقية المراحل الأخرى، حيث أن هناك طريقة للتعامل معه منذ ولادته وحتى يتم عام، وأخرى من سن سنة إلى اثنتين، وطريقة ثالثة للطفل الذي يتراوح عمره من سنتين إلى أربع سنوات، وكل هذه المراحل تؤثر على الثبات النفسي للطفل، فيشعر بالشبع من كل مرحلة عمرية له، مما يضمن له النجاح في هذه المرحلة والتي تليها، وبالتالي ينشأ كإنسان سوي نفسيًا، أما لو كان هناك مشكلة في أي مرحلة من مراحل تربيته، فسيواجه العديد من العقبات في حياته، والتي ستظل معه حتى بعد بلوغه.

 

وتابع، أنه طالما أن الأسرة، اللبنة الأساسية للمجتمع، سليمه وجيدة، فسيكون المجتمع كله عبارة عن أسر منتجة ومترابطة، أما لو كانت الأسرة مفككة، سيعاني المجتمع من تكسر جوانبه.

 

أستاذ علم اجتماع: التنشئة السليمة للطفل في المراحل الأولى تبعده عن التطرف

قالت الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن المبادرات والحملات  التي تطلقها وزارة التضامن الاجتماعى لرعاية الأطفال فى بداية أعمارهم، ومنها حملة "السنين الأولى بتفرق"، والتي تهدف إلى تذكير الآباء فى كل مكان بأنه عندما يتم رعاية الأطفال بالحب وحمايتهم واللعب معهم وتغذيتهم في المراحل الأولى في حياتهم، فإنهم سيتعلمون بشكل أفضل، حملة هامة وجيدة.

 

وأضافت أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أننا في مصر مفتقدين هذه النوعية من المباردات، منوهة إلى أن هناك العديد من الآباء المتزوجين حديثًا ليس لديهم معرفة عن طيفية تربية الأطفال، خاصة أن هناك العديد من التغيرات التي تحدث في مجتمعنا، والتي تكون نابعة من دخول الطفل على الانترنت.

 

وأوضحت أن الطفل الآن أصبح يستطيع استخدام أجهزة التابلت بمجرد أن يعي ما حوله، ولذلك فإن عدم اهتمام الآباء بهم في تلك المرحلة سيحدث مشكلة كبيرة، مشيرة إلى أن هذا هو السبب في احتياجنا إلى أساليب حديثه في التربية، فلم تعد الأساليب القديمة تجدي نفعًأ.

 

فالأطفال قديمًا كانوا يستقون معلوماتهم فقط من والديه، أما الآن فأصبح في استطاعته أن يحصل على المعلومات من أي مكان حتى لو كانت هذه المعلومات غير مناسبة لسنه.

 

وتابعت الدكتورة حنان، أن التنشئة الاجتماعية والسياسية السليمة للطفل في هذا السن المبكر، ستجعله ينشأ بطريقة معتدلة وسليمة تحصنه وتبعده، من خلال الكم الكبير من المعلومات التي حصل عليها، عن التطرف الديني والاجتماعي والسياسي، أو أي فصيل يحاول عن يجره إلى أن يكون مواطن غير صالح.

 

وأكدت أن المشكلة الأساسية في مصر هي مشكلة أخلاقية، ولذلك فإن تنشئة الطفل من صغره على الطرق السليمه، ستجعل المجتمع مليء بالمواطنين الصالحين ذوي الأخلاق الجيدة، منوهه إلى أنه يجب التوسع في هذه المبادرات حتى تشمل الآباء الذين لديهم أطفال في مراحل المراهقة، لخطورة هذه المرحلة العمرية التي يحدث فيها تدهور في العلاقة بين الآباء والأطفال.

 

 

اقرأ أيضا