«داعش» تكتب شهادة وفاتها في «الهجين».. «حلق اللحى» والأهالي مصدر النجاة الوحيد

الجمعة 03 اغسطس 2018 | 11:53 صباحاً
كتب : سارة أبو شادي

في أغسطس من عام 2014 بدأ ظهوره الفعلي والقوي على الأرض، سيطر على عدة مدن كبرى في سوريا والعراق بدعوى إقامة دولة وخلافة إسلامية وهمية، ساروا بين الناس بالسلاح، قتلوا الشباب واستباحوا الحرمات واغتصبوا النساء وشرّدوا الأطفال، كل ذلك كان تحت سمى إنشاء الدولة الإسلامية.

 

تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».. 4 أعوام شهد العالم بحورًا من الدماء، تفجيرات في عواصم دول، وطرد مواطنون من أرضهم بعد السيطرة عليها، من الرقة إلى حلب مرورًا بالموصل، حاولوا السيطرة على عدد كبير من المدن الكبرى، بدعوى نشر فكرهم الشاذ، استباحوا دماء كل من يُعارضهم أو يُخالفهم في الرأي، لكن فالظلم لا يُمكن أن يستمر طويلًا ، بعد فترة قليلة من ظهور التنظيم شكّلت عدة دول ما يُسمى بالتحالف الدولي بالتعاون مع جيوش الدول التي يتواجد بها التنظيم، وبالفعل كان التحالف سببًا في تلقي التنظيم الإرهابي خسائر موجعة، فبعد عام واحد من انتشاره بشكل كبير في الأراضي العربية، خسر مابين 25% إلى 30% من الأراضي التي يُسيطر عليها في سوريا والعراق.

 

«الهجين» نهاية التنظيم

في الشهور الآخيرة فقد التنظيم في سوريا تحديدًا مواقع كانت بالنسبة له مصيرية، بل تُعد هي الأهم في استيراتيجية انتشاره، لكن مع اشتداد ضربات التحالف الدولي، لم يتمكن التنظيم من إعادة توحيد صفوفه مرة ثانية ففقد الكثير ولم يتبقى على انتهائه في سوريا إلى مسافة قليلة، حتى ولو لم ينتهي التنظيم نهائيّا كفكر لكنّه أوشك على الأرض، فبالرغم من الاحتفاء الدولي الكبير الذي يشير إلى قرب سقوط داعش في سوريا وسيليها مباشرة العراق وجميع معاقله التي استوطن بها، إلّا أنّه في الحقيقة ما زال يُشكل تهديدّا لأمن المنطقة بل العالم بأكمله.

 

«الهجين» إحدى المدن الواقعة شرق سوريا والتي تُعد أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم الدولة حاليّا والتي تقع بالقرب من الحدود العراقية، العديد من العسكريين الدولليين توقعوا مقاومة شديدة من المقاتلين التابعين للتنظيم ، خاصة وأنّ الهجين تُعد آخر معاقلهم لذا سيكون من الصعب خروجهم منها بسهولة، وبحسب الإحصائيات الآخيرة التي صدرت من التحالف فإنّ هناك ما يقرب من 1000 مقاتل يُعتبرون أنّهم من أشرس المقاتلين بالتنظيم، ومن بينهم أجانب يتحصنون بالمدينة، بالإضافة إلى مواطني المدينة أنفسهم والذي منع التنظيم خروجهم بهدغ استخدامهم كدروع بشرية فيما بعد، وبحسب العسكريين فإنّ قوات «قسد» سوريا الديموقراطية بالتعاون مع الجيش السوري ستقود المعركة بريّا فيما سيوفر التحالف دعمًا جويّا لهم.

 

نهاية المهمة

ويعتقد خبراء أن معركة الهجين ستكون نهاية لمهمة التحالف في سوريا، إن لم تكن تقويضًا نهائياً للتنظيم، خاصة بعدما فقد 99.5٪ من مناطق سيطر عليها في العراق وسوريا، وفي أوج تمدده في 2014، ضمت دولة داعش المزعومة مساحة 100 شاسعة قدرت بألف كيلومتر مربع.

 

وبالرغم من كون «الهجين» تمثل آخر معقل لداعش شرق نهر الفرات، ولكن بضعة جيوب للتنظيم ما زالت توجد غرب النهر، وتحيط بها مناطق خاضعة لقوات سورية، لكن وبحسب عسكريين فإنّ هناك معلومات توفرّت حول انتقال مقاتلي داعش إلى ملاجئ يتحصنون فيها، وهم ينشطون بحرية أثناء الليل، بالإضافة إلى حلق عدد منهم لحاهم من أجل الاختلاط بالمدنيين.

اقرأ أيضا