الثورجي جميل راتب.. خرج ضد السادات وأيد السيسي وعارض الإخوان

الاربعاء 19 سبتمبر 2018 | 03:20 مساءً
كتب : سارة محمود

«طلع ولا مؤاخذة ديمقراطي»،.. بهذه الكلمات استغل  الفنان جميل راتب، القائم بدور «نبيه الأرناطى» فى فيلم البداية الذي يمثل إسقاطات للمجتمع والدولة، بسبب جهل بعض ركاب الطائرة المفقودة لتشويه صورة "أحمد زكي"، والذي قام بدور «عادل» الذي يقف فى وجه استبداده  بهم، ليلجأ راتب إلى إلصاق تهمة الكفر به مستغلا جهل الآخرين، الذين يظنون أن الديموقراطية كفر.

 

وبالرغم من التمرد على النفوذ الأسري والقالب المنتظر لابن العائلات الكبرى، حيث كانت السمة التي بدأ بها النجم الراحل جميل راتب مشواره الفني، رافضًا القيود ومعلنًا تمرده في المرحلة الجامعية الأخيرة تاركًا الاقتصاد والعلوم السياسية  لأجل معهد التمثيل، إلا أنه لم ينسى   يومًا أنه ينتمي لأسرة سياسية، فكانت والدته أمه هدى  شعراوي، قائدة الحركة النسائية، فكان لها الكثير من المواقف السياسية حيث عملت على الجمع بين نساء الحركة النسوية والإسلامية والتأكيد على المشاركة السياسية للمرأة والتضامن بين الرجال والنساء في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأخيرا فقد ساعد الاتحاد النسائي المصري في توسيع نطاق الحركة النسوية وتعزيز جدول أعمالها في العالم العربي استنادا على الحركة النسوية المصرية ذات الأربعة وعشرين عاماً.

 

كانت نشأته الليبرالية في مجتمع مفتوح كفرنسا مؤمن بالحريات ومدرك لجوهرها الثري، أثره في قناعته المطلقة بأن الفنان لا بد أن تكون لديه علاقة بالسياسة والمجتمع، ويؤكد أن هذا الأمر ربما وجد طريقه عند بعض المخرجين الذين عمل معهم مثل صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، حيث لا بد للفنان أن يكون مثقفًا في المقام الأول، لأنه يستطيع أن يخلق لذاته تفاصيل تساعده في تقديم شخصياته، ولذلك فهو لم يكن بعيدًا عن السياسة وهمومها، بل كان غارقًا فيها حتى أذنيه، حتى تعرض للكثير من الازمات والمواقف الصعبة بسبب نشاطة السياسي.

 

ففي منتصف السبعينيات قرر الرئيس الراحل أنور السادات إنشاء المنابر في مصر، وفي تلك الفترة كان الفنان جميل راتب مؤمناً بالأفكار الاشتراكية، لذا قرر الانضمام لمنبر اليسار في مصر والمشاركة في تأسيس حزب التجمع اليساري التقدمي الوحدوي مع خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو.

 

كما أن الحزب كان  من أكبر المعارضين لسياسات الرئيس الراحل أنور السادات، وخاض معارك عنيفة معه، انتهت بقرار السادات حبس بعض قياداته وإغلاق صحيفة «الأهالي» الناطقة بلسانه،  إلا ان أفكار المعارضة الذي تربي عليها لم تختف من حياته، حيث عارض نظام مبارك أيضًا.

 

«سنظل نثور ونثور لو لم نصل للديمقراطية»، وبالرغم من كبر سنّه، إلا أنه  لم يمانعه من الاندماج مع المصريين والشعور بأوجاعهم، فشارك بهذه الكلمات  في أحداث الثورة،  وكأنه يشعر بأن الشباب يعيش حالة من الاستسلام واليأس بسبب ضياع أحلامه وعدم تحقيق شيء منها على أرض الواقع.

 

واستكمالا لمسيرة الثورات الفنية التي كان يقوم به الفنان الراحل جميل راتب، حيث أشارك في  ثورة 30 يونيو ضمن مسيرات الفنانين التي خرجت ضد حكم الرئيس الأسبق، محمد مرسي، لرفضه حكم الإخوان ودخول مصر فى نفق مظلم، محذرًا الشعب من الشيخ يوسف القرضاوي والدعوات التي يطلقها للجهاد.

 

وبالرغم من اتجاهاته المعارضة مع كافة الرؤساء، إلا انه كان مؤيدًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظامه منذ أن تولى حكم المحروسة، إلا أنه كان يرفض قانون التظاهر، وقال : «أنا مع حرية التظاهر، وأرى أن التظاهر لا بد أن يكون موجودًا لكن بدون عنف أو تخريب، وأرى أن 25 يناير و30 يونيو خطوات عظيمة، ولو لم نصل للديمقراطية سنثور مرة أخرى، ولذلك أرى أن الثورة مستمرة».

 

اقرأ أيضا