«عاد من الموت إلا أنه مات مجددًا».. أزمة الظاهرة رونالدو في مونديال 1998

السبت 22 سبتمبر 2018 | 01:44 مساءً
كتب : نورهان فضل

العالم ينقسم جزأين، جزء يسوده الهدوء التام في شوارع البرازيل وقتها، بعدما خسر فريق السامبا بطولة كأس العالم 1998، والجزء الآخر السعادة تسيطر على شوارع فرنسا والهتافات تتعلى في أرجاء المدنية "نحن الأبطال.. نحن الأبطال"، تعبيرًا عن سعادتهم بلقب المونديال، وآخرين بعثوا من الموت مجددا ليبنوا تاريخا لكن القدر وقف حائلا أمام حلمهم، والذي من بينهم الظاهرة البرازيلية رونالدو، الذي عاد من الموت إلا أنه مات مجددًا بسبب خسارة كأس العالم .

 

وخلال السطور التالية نكشف لكم حقيقة موت "الظاهرة رونالدو" والعودة من جديد:

 

في ليلة نهائي كأس العالم بين منتخبي البرازيل وفرنسا، والجميع يترقبوا سماع صافرة البداية مُعلنة انطلاق المباراة، إلا أن جماهير السامبا تتلقى الصدمة الكبرى وهي عدم تواجد اسم رونالدو بين أسماء لاعبي البرازيل المشاركين في المباراة.

 

وقبل استيعاب الصدمة جاء المذيع الداخلي لملعب "فرنسا" في مدينة سانت إيتيان مُعلنًا انضمام رونالدو إلى تشكيل البرازيل قبل دقائق قليلة للغاية من انطلاق النهائي .

 

وبعد بدء المباراة كان وجود الجماهير البرازيلية ليس على ما يرام، بعدما رأوا أن المنتخب الفرنسي هو المسيطر على اللقاء حيث سجل الهدف الأول ويليه الثاني وتنتهي الأمور بالثالث .

 

ويأتي السؤال الأهم في عقول البرازيلين وهو أين منتخب البرازيل؟ أين رونالدو؟ .

 

 

وخرجت كل وسائل الأعلام مُعلنة الحقيقة الوحيدة لعدم مشاركة "الظاهرة" وهي مرضه، والذي جعل  ماريو زاجالو المدير الفني للبرازيل وقتها، يستبعد رونالدو من التشكيل .

 

إلا أن رونالدو عاد مجددًا لتشكيل الفريق، بعدما خضع لفحوصات شاملة في إحدى المستشفيات أسفرت عن نتائج سلبية.

 

ولكن يأتي دور شركة "نايكي" التي كانت ترعى المنتخب البرازيلي ورونالدو، والتي أصرت على مشاركته في مباراة النهائي لأنها استثمرت أموالها للترويج لمعداتها من خلال اسم اللاعب رونالدو.

 

وقعت " نايكي" عقدا مع البرازيل بقيمة 160 مليون دولار ولمدة 10 سنوات، وكان هذا العقد وقتها أضخم عقد رعاية في تاريخ البرازيل .

 

وكانت أصبع الاتهام تدور حول دور شركة "نايكي" في خسارة المونديال، خاصة بعدما نشرت إحدى الصحف البرازيلية تفاصيل عقد الشركة مع المنتخب، والتي تعطي الشركة الحق في التدخل في تنظيم عدد من المباريات، وتقدم النائب شيوعي "ألدو ربيلو" بتقديم اعتراض في مجلس النواب حول بنود العقد، وركز ألدو في عريضته على "بنود العقد تمس حقوق السيادة الوطنية وهوية المواطنين البرازيليين".

 

وبدأت الصراعات تشتعل بين الاتحاد البرازيلي والنائب الشيوعي، إلا أنها وصلت إلى ذروته وأصبحت العريضة حبيسة أدراج المجلس لمدة عام ونصف .

 

ولم ينتظر قليلًا مجلس الشيوخ في البرازيل، إلا أن تحرك وطلب التحقيق بشكل رسمي في فساد الكرة البرازيلة، ولم شملت التحقيقات الملفات الجديدة ولكن الملفات القديمة وهي تورط "ناريكي" في خسارة البرازيل لكأس العالم .

 

وبعد عامين من خسارة منتخب السامبا للنهائي كأس العالم، حيث بدأ التحقيق مع الشهود في واقعة مرض رونالدو، وكان أول هؤلاء الشهود المدرب زجالو .

 

وجاء سؤال النواب حول قرار إشراك اللاعب رغم العلم بمرضه وبينما جاء رد المدرب كالتالي :

 

"لنعكس الأمر. إذا منعت رونالدو من اللعب وخسرنا المباراة لاتهمني الجميع بالتقصير وعدم تقدير الموقف. وقال الجميع وقتها "كيف لا يلعب رونالدو وهو الأفضل في العالم".

 

وتابع"لقد سألت رونالدو إذا كان يريد الخروج من الملعب بين الشوطين ولكنه رفض. ماذا كان علي أن أفعل؟".

 

لينتهي بعدها استجواب اليوم الأول بعد أكثر من 5 ساعات.

 

وجاء الدور على "رونالدو" ليوجه له النواب مجموعة من الأسئلة، والتي تضم كلًا من:

 

نائب: هل أنت من عينك المدرب لمراقبة زيدان في الكرات الثابتة؟

 

رونالدو: لا أتذكر من كان المسؤول عن ذلك.

 

نائب: ما هي بنود عقدك مع نايكي؟

 

رونالدو: البنود سرية لا أقدر على كشفها.

 

نائب: نريد معرفة تلك البنود..

 

رونالدو يبدأ الغضب "أنا لست هنا للدفاع عن نايكي ولا عن الاتحاد البرازيلي ولا عن أي شيء أنا فقط أقول الحقيقة".

 

"عقد نايكي يخدم الكرة البرازيلية بطريقة غير مسبوقة وعلاقتي معهم جيدة جدا ولم يطلبوا مني سوى أن أرتدي أحذيتهم وأسجل الأهداف. وهذا ما أفعله".

 

نائب: لماذا خسرنا نهائي كأس العالم؟

 

هنا فقد رونالدو هدوءه تماما ليبدأ بالصراخ بلا أي توقف.

 

"لماذا خسرنا؟ لماذا خسرنا؟ هل تريدون أن تعرفوا لماذا خسرنا؟ خسرنا لأننا لم ننتصر!! هذا كل شيء".

 

"نعم في رياضة كرة القدم هناك مكسب وهناك خسارة. لقد انتصرنا عشرات المرات ولم يسأل أي أحد عن سبب الانتصارات".

 

وانتهت التحقيقات في مايو 2001 بعد سماع أكثر من 125 شاهدا في أكثر من 60 جلسة استماع لم يتم الوصول خلالهم لأي دليل يدين شركة نايكي.

 

4 نساء غيرن شكل حياة الظاهرة رونالدو.. تعرف على حكاياتهن

اقرأ أيضا