«رئيس الأهلي بدرجة زعيم» .. حكاية عبد الناصر مع الساحرة المستديرة

الجمعة 28 سبتمبر 2018 | 09:58 صباحاً
كتب : ياسمين إيهاب

ساحرة تستحوذ على قلوب الجميع فهي عالم بأكمله تعيش بداخله ويعيش بداخلك، وعشق تورثه لأبنائك وأحفادك لتنشأ أجيال على شغف مشاهدة تلك الساحرة المستديرة.

 

لا تفرق في عشقها بين  مواطن وزير وأمير ولا حتى رئيس جمهورية، فهي دائما ما تجذب الزعماء والرؤوساء من أجل زيادة شعبيتهم بالتقرب الدائم لها، وذلك في العالم كله.

 

وهنا في أرض المحروسة، بلاد النيل والجمال، تجد أبناءها يعشقون كل ماهو ساحر وجميل وهو ما جعلهم يذبون عشقًا في الساحرة المستديرة، فمنذ قديم الأزل ونجد زعماء وروؤساء وملوك أرض الكنانة يعشقون الكرة والرياضة بأنوعها وهو ما دفع  الملك فاروق لتسمية الزمالك بإسمه، ومبارك الذي جعل من الكرة والرياضة ملاذا للشعب للهروب من الويلات الاقتصادية ونسيان ما هم به من أزمات، وأيضا عبد الناصر الذي دفع الكرة لتسليح الجيش المصري.

 

ففي الذكرى الثامنة والأربعين من رحيل زعيم الأمة جمال عبد الناصر، الذي كان شغوفا بالرياضة، نستعرض خلال السطور التالية أبرز الرياضات التي يعشقها بجانب الساحرة، ومواقفه الرياضية، وأي نادي كان يشجع.

 

الزعيم وكرة القدم

فبالرغم من  الظروف السياسية التي عاشتها مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أن قائد ثورة 23 يوليو، كان محبًا ومغرمًا بالألعاب الرياضية التي تنوعت بين كرة القدم والشطرنج والتنس، لتظل ذكراه الرياضية خالدة حتى يومنا هذا، فبدأت علاقته بالساحرة المستديرة عام 1955، عندما رغب في تسليح الجيش عبر كرة القدم، لتبدي الأندية استعدادها لذلك، وعلى رأسها الأهلي والزمالك، اللذان أعلنا تخصيص دخل مباراتيهما في دوري 1955/1956 لصالح دعم تسليح الجيش.

 

وفي 21 أكتوبر 1955 حضرعبد الناصر ومجلس قيادة الثورة، المباراة التي جمعت القطبين بالنادي الأهلي، وحضرها 20 ألف مشجع، وانتهت بالتعادل 2/2، وتم المساهمة لمصلحة الجيش 1216 جنيه مصري.

 

 

تأسيس استاد القاهرة " ناصر"

أسس عبد الناصر استاد القاهرة عام 1958، وتم افتتاحه عام 1960، وسمي وقتها بإستاد ناصر وبقى معروفا بهذا الإسم فترة طويلة حتى عاد لإسم إستاد القاهرة، وجاء تأسيسه من أجل استضافة مباريات كبرى لمصر وللأندية تساهم في زيادة انتشار اللعبة.

 

جاء الافتتاح للاستاد في ذكرى ثورة يوليو الثامنة، وتحديدا يوم 24 يوليو 1960، وكان الخطاب سياسيا بالدرجة الأولى تحدث خلاله عن تفوق مصر على الغرب ودحرهم لكافة الأعداء بالإضافة لاستطاعتهم البناء وتعمير البلاد.

 

وجاءت أبرز المقتطفات في افتتاح الإستاد بقول عبد الناصر " باسم الله نفتتح جميعاً هذا الملعب، ونشعر بالحمد فى عيد الثورة الثامن، الحمد لله الذى أعاننا على أن نسير فى طريقنا لنبنى هذا البلد كما نريد، الحمد لله الذى أعاننا على أن ننتصر على أعداء الوطن مهما كانت قوتهم، ومهما كانت أساطيلهم، ومهما كانت جيوشهم، الحمد لله الذى أعاننا فى كفاحنا من أجل بناء بلدنا، ومكننا من الفرصة التى نجتمع فيها اليوم لنحتفل جميعاً بهذا العمل الكبير".

 

الزعيم رئيسا للأهلي

زار عبد الناصر النادي الأهلي عام 1956، وأقام النادي احتفال له ومنحه الرئاسة الشرفية للنادي، والذي قبلها الزعيم المصري وقتها تكريما للأهلي على مواقفه من الثورة، وزار عبد الناصر النادي عدد من المرات عقب ذلك.

 

أرضا للزمالك في ميت عقبة

يعود الفضل لجمال عبد الناصر في وجود مقر نادي الزمالك الجديد بميت عقبة، ففي عام 1957 قررت وزارة الأوقاف نقل النادي مع الترسانة والتوفيقية لمقرهم الحالي بميت عقبة، إلا أن بعض العثرات كادت تطيح بالنادي بسبب قلة مساحة الأرض الممنوحة للزمالك.

 

تدخل عبد الناصر واستدعى سعد الدين متولي كبير الياوران ونائب رئيس الزمالك، وبحث الأزمة معه، ليكلف بعدها أحمد الباقوري وزير الأوقاف لإنهاء أزمة، ومنح النادي قطع أرض أكبر، مع مساعدتهم في الإنشاءات، ليتم تذليل كافة العقبات أمام الزمالك، ويستفيد فيما بعض من الموقع والمساحة التي استغل وجهاتها في المحلات التجارية.

 

أحب نجم الإسماعيلي وكرم الدراويش

كان عبد الناصر معجب برضا نجم الإسماعيلي عندما كرمه مع المنتخب العسكري، ورؤيته بمباراة للإسماعيلي مع الأهلي الذي تألق فيه رضا عام 1963، ليميل ناصر على عبد الحكيم عامر، ويسأله عن إسمه ليعرفه ناصر ويقول لو كتب له الحياة سيصبح أفضل لاعب في مصر، ولكنه توفى بعدها ولم يستكمل مشوار نجوميته.

 

وكرم الزعيم نادي الإسماعيلي بعد الإنجاز التاريخي بالفوز بدوري أبطال إفريقيا على الانجلبير الكونغولي 1969، والذي حضره 100 ألف بإستاد القاهرة، وقال عبد الناصر أن هؤلاء الأبطال أدخلوا السرور على قلب المصريين فيجب تكريمهم.

 

الزعيم أهلاوي متعصب

تكتم الزعيم  كثيرا على انتماءه، إلا أن أحد رجاله أعلنوا في حوار صحفي عام 1990، عن أن زعيم الأمة كان يشجع الأهلي بجنون وكان علامات الحزن تظهر على الأسرة مع كل خسارة للأهلي، ورغم ذلك كان عبد الناصر يفضل اخفاء انتماءه.

 

 

الشطرنج والتنس في حياة ناصر

كان الزعيم، مغرمًا بلعبة الشطرنج، فضلًا عن لعب تنس الطاولة، لدرجة أن صورته وهو يتحرك أمام طاولتها نجحت في نشر اللعبة في أوساط الشارع المصري.

ومن لعبة الشطرنج إلى التنس، التي نالت إعجابه، حيث رصدت بعض الكاميرات صورًا له أثناء ممارسته اللعبة، لتكون ضمن هوياته الرياضية المفضلة، التي مارسها رغم انشغاله بالظروف السياسية التي عاشتها مصر في تلك الفترة.