ل.د. محسن الفحام يكتب: ما بين النعماني.... والكومي ومعاشات رجال الشرطة

الجمعة 16 نوفمبر 2018 | 12:35 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

في الوقت الذي وافق فيه البرلمان على مشروع قانون "رعاية أعضاء الشرطة" لتحسين احوالهم المعيشية بعد بلوغهم سن التقاعد....بالرغم مما اثاره بعض السادة النواب من جدل حول هذا الموضوع من منطلق ان هناك الملايين من المصريين تحت خط الفقر... شاءت الاقدار ان يستشهد العميد/ ساطع النعماني الذى أصيب اثناء أداء واجبه وقت ان كان نائباً لمأمور قسم بولاق الدكرور ابان احداث فض اعتصام الاخوان بميدان النهضة بالجيزة....وتحمل هذا الشهيد تلك الالام التي لا يتحملها سوى الابطال الرجال....وفقد بصره ولكنه لم يفقد بصيرته...واصبح عنواناً للعطاء والفداء يسير على ارض الوطن...بل ويشارك في المؤتمرات والندوات ويتحدث بكل الحب والإخلاص والتواضع عما يقدمه رجل الشرطة لوطنه دون انتظار جزاءاً ولا شكوراً.

 جمعنى بالشهيد النعماني بعد اصابته أكثر من لقاء.... والغريب اننى عندما كنت اتهيأ لمعانقته والتخفيف عن اوجاعه...اجده ينشر بين الحضور طاقة إيجابية هائلة ويتحدث بوطنيه صادقة الى من لا يراهم... واحسب ان من بين هؤلاء من كان له تحفظ على اقرار قانون تحسين أوضاع رجال الشرطة بعد تقاعدهم او استشهادهم.

أصبح النعماني أيقونه لرجل الشرطة بل للمواطن المصري العاشق لوطنه.... كان ضيفاً على زملائه من الضباط والافراد الذين أصيبوا في العمليات الإرهابية يشد من ازرهم ويتمنى شفاءهم لمواصلة عطائهم.

وهنا يحضرني ما قاله البطل النقيب عصام الكومي الذي أصيب في حادث انفجار مدرعة في العريش حيث فقد نور عينيه وتم بتر ساقيه وفوجئ وهو في هذه الحالة بالبطل النعماني يقوم بزيارته في المركز الطبي العالمي بالرغم من ان كلاهما لا يرى الاخر الا بنور القلب والاحساس والايمان ويشد من ازره ويدور بينهما حوار لم يسمعه الا كلاهما فقط قائلاً له

" تحمل يا بطل...ما لناش الا بعض.... ما لناش الا بلدنا".

لقد حارب رجال الشرطة ومعهم اشقاءهم من رجال القوات المسلحة...ومازالوا.... الارهاب بكل التجرد والوطنية ولم يبخلوا على الوطن بالعطاء والدماء ليحققوا لنا أغلي سلعة لأي دولة في العالم الا وهي "سلعة الامن" والتي لن يشعر بها الا من فقدها.... ولابد ان نعترف اننا فقدناها بالفعل في اعقاب يناير 2011 وما تبعه من فوضى وخراب وترويع وفقدان للأمن والأمان.... الى ان شاء الله ان يخرج من رحم هذه الامة رجال صدقوا ما اقسموا عليه من حماية الوطن والمواطنين ...وتصدر المشهد رجال القوات المسلحة بقيادة رجل وهب حياته فداء لعودة الامن والاستقرار لربوع بلاده ولم يكن يعرف ما إذا كان سوف ينجح في دحر هذا الإرهاب والخراب ام سوف يكون أحد ضحاياه...

تحية لروح الشهيد ساطع النعماني ولأرواح شهداء الوطن في أي موقع عملوا به.

تحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أثلج صدورنا بإطلاق اسم الشهيد على ميدان النهضة الذي شهد اصابته.

تحية للسادة النواب الذين أقروا قانوناً تأخر كثيراً لإعادة النظر في معاشات رجال الشرطة.

تحية لك يا بلادي.

وتحيا مصر..