”جملات” في دعوى خلع : ”جوزي بيشد بودرة”

الاربعاء 03 أكتوبر 2018 | 11:16 صباحاً
كتب : جهاد جمال

كحال الباقيات، قصة حب جمعتهما في منطقتهما الشعبية بإمبابة، ولكن كما يقول المثل الشعبي «مراية الحب عامية»، فدائمًا تظهر الحقيقة بعد أن تأتي «الطوبة في المعطوبة» كما يقال بالأمثلة، فالفتيات يحلمن بالفارس المنتظر كما تصور لهم الأعمال الفنية فيقعن في حب من لديه قدرة أكبر على الخداع، فيقعن في فخ الزواج بأشخاص لا يصلحون ممنين أنفسهن بالحب والخيالات الرومانسية ويفقن على صدمة تفقدهن التوازن وتضطرهن للجوء للمحاكم طالبين الطلاق حتى لو كلفها ذلك حقوقها كافة، كحال «جملات»، الفتاة العشرينية التي توجهت لمحكمة الأسرة بإمبابة «الكيت كات»، تريد خلعًا.

«كنا نسكن بمنطقة واحدة، «جيران»، أنا حاصلة على دبلوم تجارة وهو «أمي»، أحبني وبدأ في تتبعي ومغازلتي فأحببته، حياتنا متشابهة، فلم أكن من أسرة مقتدرة ماليًا وهو كذلك، كنت أعرف أنه يدخن وأتقبل ذلك ولكني لم أكن أدري بأنه «بيشد بودرة»، ويتاجر فيها غير مؤخرًا بعدما ألقي القبض عليه وزج به في السجن»، بتلك الكلمات شرعت جملات تصف معاناتها كزوجة وتكشف عن سبب طلبها للخلع من زوجها رغم قصة الحب التي جمعتهما كما وصفت لـ «بلدنا اليوم».

 

وتتابع الزوجة: «تزوجنا بعد خطبة دامت سنة ونصف، كنت أحبه ولكن استطاع بعد فترة بسيطة من زواجنا أن «يكرهني في عيشتي»، بأسلوبه وطريقته في التعامل معي ومع أسرتي، فقد كان سباب لعّان، لا يكف عن ضربي لأي سبب يطرأ علينا، فقد تحول بعد أيام من الزواج من شخص يحبني لشخص ليس له تسلية غير ضربي وشتمي غير مراعي لأي معروف بيننا».

 

وتواصل الزوجة حديثها: « تسبب في إجهاضي بعدما تزوجنا بسبب تعديه علي بالضرب، وقام بجرجتي من على السلم من شعري، غير مباليًا بأنني حامل، وأن جنيني في بطني هو ابنه من صلبه، حينها لم أرد أن يهدم بيتنا فادعيت بأنني وقعت من السلم في المستشفى مخافة أن يُحبس أو يسجن لو اعترفت بالحقيقة، وعدت إليه معتقدة بأنه سيتغير وسيحفظ لي الجميل بأنني رفضت أن يسجن بسببي، ولكن كان أملي فيه محض خيال واهي لم يتحقق، وفاجأني به فقد ازداد عنفا، وترك عمله مع أحد تجار الخضار بالمنطقة، فبعد أن كانت حياتنا مستقرة إلى حد ما ماديًا تحولت لفقر مدقع، وبدأ هو يشرب المخدرات بشراهة، فلم يعتد يكتفي بسيجارة، حتى أنه أصبح «يشم بودرة»، ويدفع فيها كل ما يملك من مال حتى أضطر لبيع عفشي الذي لم أفرح به واتهنى فيه كأي زوجة.

 

وتواصل جملات حديثها: «باع غرفة نومي، وباع متاعي، من أجل المال، وشرب المخدرات، وعندما لم يجد شيء يبعه، قام بالعمل في بيع الحشيش والإتجار فيه، بل وزاد على ذلك بإتخاذ شقتي وكرًا لإخفاء بضاعته وترويجها على الحشاشين، فأصبح يرتاد البيت «المساطيل» بهدف شراء قطع الحشيش منه وهنا ازدادت حياتي جحيم واسودت الدنيا أمام عيني».

 

وتتابع الزوجة بحسرة وبكاء: «كنت أعيش في رعب دائم ولا أعرف سبيل للخلاص، وكنت أخشى على نفسي من هؤلاء المترددين على بيتي بسببه، وكنت حينما أتوجه لبيت أسرتي يأتي غاضبًا، وقد يصل الأمر به للتعدي علي بالضرب أمامهم فكنت أعود مجبرة حتى لا تتفاقم المشاكل بينه وبين أسرتي وشقيقي، وكنت أدعي بأن الحياة مستقرة حفاظًا على أهلي منه».

 

وتضيف الزوجة: «اضطررت للعيشة معه والبقاء في بيت كلما مر يوم أحمد الله أنني لا أصاب بأذى منه، ولكن حدث شيء قد غير حياتي تمامًا، فقد جاءت قوة من القسم للقبض على زوجي لورود معلومات بوجود كمية من المخدرات داخل منزلي».

 

وتتابع: «شعرت برهبة وخوف كدت أموت فقد امتلأ البيت بالعساكر وكان هو مطلوب القبض عليه، وحمدت الله أنهم تركوني، فعدت لبيت أسرتي وبعد فترة من هروب زوجي، تمكنوا من إلقاء القبض عليه، وتمت إحالته للنيابة التي أمرت بحبسه، ومن ثم إحالته للمحكمة».

 

وتختتم الزوجة حديثها: «حضرت لإقامة دعوى خلع بعد رفضه طلاقي أثناء زيارتي له، بعدما اكتشف أهلي جميع مصائبه»، مشيرة إلى أن دعواها ستقبل للضرب ولكونه مقبوض عليه ومحبوس على ذمة قضية الاتجار بالمواد المخدرة.