جندي مجهول يحمل وصايا ضحايا حادث محطة مصر

الخميس 28 فبراير 2019 | 12:20 مساءً
كتب : سهام يحيى

جندي مجهول كان شاهد عيان على حادث قطار محطة مصر، نخوته وشجاعته، جعلته يغامر بحايته من أجل إطفاء نيران ضحايا حريق جرار محطة مصر، لم يكن يسعى للشهرة، ولم يكن يعلم أن هناك كاميرات ستوثق بطولته، بجسده النحيل، وملامحه المصرية، حمل جركنه، وأخذ يطفي النيران الملتهمة أجساد الركاب، فبعد البطل وليد مرتضى الذي كان حديث السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، يظهر بطل من جديد تناساه الإعلام أمس الأربعاء ،أنه محمد عبد الحميد، عامل بالشركة الوطنية للسكة الحديد، الذي كان يحمل جركن خلف الضحايا ليطفي نيران الفساد التي التهمت أجسادهم.

أوصفلي المشهد، كيف بدءت أحداث حادث قطار محطة مصر؟

البداية كانت عند وقوفي، على الرصيف، بحكم عملنا، سمعنا صوت إنفجار بالقرب من رصبف 6 إلى كان مغلق وبه صدادات، ومعدية، فؤجئنا يدخل المحطة بسرعة رهيبة إلى الرصيف، وبعد ذلك قام بالإنفجار نظرا لأن هناك جاز وسولار ساعد على زيادة الإنفجار .

وكيف كان المشهد عقب الإنفجار؟

كانت محطة مصر مكتظة بالمواطنين، وفجاء وجدنا تفجير وناس ملتهمة النيران بها فالحادث لم يستغرق سوى 5 دقائق، و"بحكم أننا مصريين ودمنا حامي" كل من كان يستطيع فعل شئ كان يقوم به، فحملت جركن المياه، وأقترتب من الضحايا لإطفاء النيران التى التهمت أجساهم، تخيلت أن تكون الضحية أمي أو أختي، وخاصة أن غالبية الضحايا كانوا سيدات.

كم كان أعدد المتواجدين بالرصيف أثناء الإنفجار؟

عدد كبير كان متواجد على المحطة، فمحطة مصر لاتخلى من الناس يوميًا، قمنا بجمع مايقرب من 15 إلى 16 جثة، اخبرنا الإسعاف بأن لا نقترب منهم نظرًا لأن حالتهم حرجة .

وكيف تعاملت مع الحادث؟

نيابة عن نفس، قمت بإطفاء أثنان من الضحايا، ممن كانوا يقفوا أمام النفق، وخلف النفق، واحد الضحايا "كان يتشبث بس ويقول طفيني ارحمني من النار قلتله طاب سبني علشان اطفيك"، قمنا بحمل جراكن المياه والبطاطين لإطفاء الضحايا، ولكنهم أخبرونا بأن استخدام المياه خاطئ وفيجب الإعتماد على البطاطين، ولكننا كنا نحاول بأي طريقة إنقاذ الضحايا .

هل كان هناك إستجابة سريعة من المسؤلين عقب وقوع الحادث؟

بعد أن قمنا بإطفاء الضحايا، كانت قد وصلت سيارات الأسعاف، وبدءت تتعامل مع الحادث .

وكيف كان حال الضحايا عقب الحريق؟

غالبية الحالات الموجودة كانت مشوهة "خلصانة خالص"، فكل ضحية كان بها جمرة من النار مشتعلة في جسدها بحكم الإنفجار الذي وقع.

وما الوضع بالمحطة الأن؟

حتى الأن، الجرار كما هو بالمحطة، وجاء لنا تعليمات بترك الجرار كما هو.

حقيقة ما يتردد بأن هناك جثامين أسفل عجلات الجرار؟

بنسبة 50 الى 30% هناك ضحايا تحت عجلات القطار، فالعدد كان كبير نظرا لأن هناك معدية على رصيف 4 و5 بتعدي على رصيف 5 و7.

وما كان شعورك وقت الحادث؟

لم أشعر بأي شي أثناء الحادث، فرغم أني وصلت إلى منزلي متأخر مساء أمس بعد لقائي بأحد القنوات بمدينة الانتاج الإعلامي ، إلا أني لم أستطع النوم ، فمشهد المواطن المحترق خلف النفق الذي طلب مني أن انقذه من النار المشتعلة بجسده لم قفارق خيالي ولا أعلم مصيره حتى الأن ، فكان يتشبث بي وكان جسده بلا ملابس عبارة عن كلته من اللحم والعظم، الضحايا مرو بأهوال وبصوت علي كانت السيدات تردد عبارة " ولادء ولادي" فغالبية الأطفال المتواجدين على الرصيف توفوا عقب الحادث مباشرة "ربنا يصبر أهاليهم ، ويشفي المصابين لأن غالبية أصباتهم إصابات حرجة .

هل دار حوار بينك وبين الضحايا ؟

دار حوار بيني وبين الضحية الذي صورته الكاميرات متفحم أمام النفق ويمسك بي كي أقوم بإطفائه. فكان يتشبث بي وكان جسده بلا ملابس عبارة عن كلته من اللحم والعظم، ويقول لي "طفيني طفيني"، وكان ردي عليه " سبني علشان أقدر أطفيك، الضحايا مرو بأهوال وبصوت علي كانت السيدات تردد عبارة "ولادء ولادي" فغالبية الأطفال المتواجدين على الرصيف توفاهم الله، "الناس كان منظرها رهيب"، "الضحايا كانت مشتعلة بأجسادهم جمرة من النار".

الكشك الخاص بي خلف النفق، فكنت أقرب شخص للحادث، وهناك كشك أخر كان في مكان الواقعة صاحبه: تفحم وأصبح كتلة رماد تفحم، وهناك شخص أخر في العناية حالته متأخرة .

كلمة توجهها لشخص قد يمر بنفس الواقعة التى مررت بها؟

"المنظر الي شفته أمبارح لو كل واحد كان مسكة أزازاة كنا هنلحق ناس أكتر من كده "في ناس كانت بتتفرج وناس كانت بتأخد سلفي والحالات نايمة قدامها، ياريت نخاف على بعضنا أكتر من كده، في ناس ربنا قدرها وجريت وعملت حاجة وناس تانية مهتمتش، ياريت السواق يحس بالمواطنين"، ولكنا الغلابة ممن تربوا بالأرياف لديهم نخوة ولا ينتظروا المطافي حتى تأتي.

هل كان هناك أي تكريم لك من قبل المحطة على ما فعلته بالأمس؟

لايوجد اي تكريم، ولا ننتظر شي من أحد، لم نكن نعلم أن هناك كاميرات أو أننا سنظهر بالكاميرات، ما قمت به هو واجبي وأي شخص في موقعاني كان سيفعل ذلك وأكثر، وقت الواقعة لم أكن أعلم أن هناك كاميرات تصور فالنيران أدت إلى حريق الكابلات مما أدى إلى قطع التيار الكهربي.

وماذا تقول للمسؤلين عن الحادث؟

حرام دماء الأبرياء، لو كل واحد راع ضميره مصر هتبقى أحلى.

اقرأ أيضا